ضيفات الحوار (1) أ.د. نورة الشملان أستاذة الأدب القديم جامعة الملك سعود (2) الدكتورة شادية حمزة شيخ وكيلة مركز الدراسات الجامعية للبنات استاذ مساعد كلية اللغات والترجمة ورئيسة لجنة التنظيم للنشاط الثقافي بجنادرية (16) (3) الاستاذة هدى عبدالعزيز النعيم مديرة القسم النسائي بمركز الأمير سلمان الاجتماعي ومسؤولة اللجنة الإعلامية للتراث بالجنادرية لعام 16، 17. (4) الاستاذة ناهد باشطح كاتبة وصحفية رئيسة اللجنة الإعلامية للجنة التراث في احد الاعوام ومنسقة اعلامية للجنة الثقافية في عام آخر. (5) الاستاذة فادية العبد الواحد عضو اللجنة النسائية سابقاً. (6) الاستاذة نوف فايز السبيعي مسؤولة قسم النشاط الثقافي والاجتماعي بمكتب الاشراف التربوي بالحرس الوطني وعضوة باللجنة الاشرافية بمهرجان الجنادرية 16. * أجرى الحوار فوزية الشدادي الحربي: ننتظر في كل عام مهرجان الجنادرية الوطني الذي اصبح يؤدي دوراً فعالاً في اثراء الحركة الثقافية والتراثية في المملكة واصبح جواً فريداً لتتلاقح الافكار والتجارب العالمية والإسلامية. في كل عام نحصل فيه على جدول الأعمال واسماء المشاركين نشعر بالغبطة والفرح بأن سنكسب فكراً وطرحاً جديداً. منذ مشاركة المرأة عام 1415ه في مهرجان الجنادرية وهي تحاول إيصال صوتها وفكرها للعالم أُشرعت الأبواب لها لتمثل دور المرأة المسلمة المثقفة الواعية. فمنذ ذلك الحين وهي تناقش قضاياها وتصدح شعراً وتعقد الأمسيات القصصية في إطار من الحرص الفائق ليخرج كل شيء مكتملاً ولكن سنة الحياة أن الكمال لله تعالى وأي عمل قابل للنقد والقصور. الجزيرة حرصت في هذا التحقيق على محاورة عدد من السيدات اللاتي كان لهن مشاركات فعالة في الجنادرية لنسمع حديثهن عن الجنادرية النسائية بكل حيادية. الدكتورة شادية حمزة شيخ وكيلة مركز الدراسات الجامعية للبنات استاذ مساعد كلية اللغات والترجمة ورئيسة لجنة التنظيم للنشاط الثقافي بجنادرية 16. بدأت حديثها قائلة أدام الله علينا هذه الإطلالة الحضارية الثقافية بكل ما تحمله من إيحاءات خير وبركة فهي تعكس تاريخاً مجيداً على مرآة مستقبل مشرق بعون الله. ولا أريد أن اطنب في الثناء.. فهو حق لمستحقيه وهم كثر... على الجهود الصادقة التي بذلت في الاعوام السابقة ولعل هذا لا يكون حائلاً دون الهمس ببعض الملاحظات من منظور نسائي سعياً وراء الأفضل مع يقيننا أن الكمال لله وحده. غني عن البيان التأكيد على انه من صلب الأهداف المتاحة للجنادرية طرح الصورة المشرقة التي وصلتها المرأة السعودية في خطوات واثقة طموحة تحت قيادتنا الرشيدة. ومثل هذا الطرح يزداد أهمية وإلحاحاً في كل الظروف الراهنة حيث سُنت ألسنة حداد لتلغط تشويهاً لصورتنا الحضارية. وانه لواجب ان تتحدث المرأة عن ذاتها، ولعل خير منصت لهذا الطرح هو الجاليات النسائية الأجنبية بالمملكة. فمن خلال تجربتي خلال العام الماضي حيث اسعدني الحظ وكلفت في رئاسة لجنة التنظيم للنشاط الثقافي. فقد وجدتهن في مجملهن آذاناً صاغية وأعيناً منصفة، اضافة إلى انهن صفوة في بلادهن كعضوات في السلك الدبلوماسي أو المنظمات الدولية أو الإعلامية. ومن خلال هذه التجربة خلصت إلى أن طريقة الطرح لا تقل أهمية عن مضمونه. فعلينا ان ندرك اننا نخاطب عقلية مختلفة قولبتها ثقافة مختلفة وما نعتبره مسلمات بديهية يحتاج منا إلى شرح وتدليل، وإن أسهل الالفاظ وأبسطها أقدر على نقل المعنى، فالتراكيب اللغوية والصور البلاغية الجميلة التي تهواها الاذن العربية قد يكون المعنى حجتها اذا ما ترجمت، لذا وجب الاهتمام بالاعداد للترجمة مسبقاً فكم من الحجج والمعاني نذهب ضحيتها اذا ما لم يتم توخي الدقة من متسع من الوقت. إضافة الى ذلك حماسة بعض الاخوات جزاهن الله خيراً في طرحهن، قد يبدو تصادمياً للزائرات (عن غير قصد) وقد يترك هذا الأسلوب أثراً عكس المنشود. فتسامح الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن هي أقصر الطرق للعقول والقلوب. ثم ختمت الدكتورة شادية حديثها الى الاشارة الى ان الجهود في الجنادرية لا تبدأ وتنتهي ببداية ونهاية الفعاليات وانما التواصل يستمر للإعداد لكل صغيرة وكبيرة، جملة وتفصيلاً إلى أن ينتهي العمل بالصورة المشرفة التي يتحدث عنها الاعلام محلياً وعالمياً. ضيفتنا الدكتورة نورة الشملان استاذ الأدب القديم بجامعة الملك سعود تحدثت في هذا المجال قائلة: الجنادرية مهرجان ثقافي كبير وهو بوابة تدخل منها إلى المملكة أفواج من المثقفين والمفكرين من جميع انحاء العالم. ومنذ ان بدأت الجنادرية نشاطها الثقافي السنوي وهي تستقطب لامسياتها الثقافية اكثر نجوم القرن لمعاناً في الفكر العربي الإسلامي وهذا امر يحمد لها. إن أهم ما في الجنادرية في نظري هو النشاط الثقافي الذي يحول الرياض الى جامعة كبيرة يلتقي فيها العلماء من شتى ارجاء المعمورة وانا شخصياً من المتابعات لهذا النشاط عبر الشبكة التلفزيونية المغلقة واحرص جداً على حضور الجلسات لما فيها من ثراء علمي ولما تتيحه من الاستماع الى كثير من العلماء الذين لا نحلم بمشاهدتهم. ومن محاسن القائمين على المهرجان أنهم يتمتعون بالشجاعة والحصافة ولهذا فهم يهتمون بدعوة من يحملون مواقف سلبية من المملكة وسياستها ربما عن جهل بما يجري في الواقع وغالباً ما ينجح المهرجان في تغيير وجهة نظر هؤلاء فيتحولون من منتقدين إلى مادحين لأنهم رأوا عكس ما سمعوا وتحضرني أسماء كثيرة في هذا المجال لعل اشهرها لطفي الخولي الذي اذهل مريديه من الشيوعيين في مصر حين عاد من الجنادرية مثنياً على انجازات حكومة المملكة العربية السعودية في شتى المجالات معترفاً بخطئه في موقفه السابق منها وكان له دور كبير في تغيير قناعات الكثيرين ممن يحكمون بما لا يعلمون. ثم استطردت الدكتورة نورة عن النواقص في مهرجان الجنادرية قائلة: لابد لكل عمل ناجح من نواقص لأن الكمال لله وحده ويبدو لي ان من النواقص التي يمكن استكمالها (والقائمون على المهرجان قادرون على ذلك) مايلي: (1) تحديد موضوع الندوة الثقافية واستقطاب أكبر عدد ممكن من المثقفين للاشتراك فيها. (2) تحديد مكافأة مالية للباحثين فليس من المنطق أن يتساوى الباحث بالمتفرج. (3) تكليف كل من توجه إليه الدعوة ويستضاف بعمل بحث أو مداخلة أو ادارة ندوة فليس من المنطق ان تصرف على هؤلاء المبالغ ليبقوا في الفنادق أو يتجولوا في الأسواق. (4) أن تصل البحوث إلى إدارة المهرجان مثل موعد الندوات بوقت يسمح بطباعتها وتوزيعها على المهتمين. (5) أن تدار جميع الندوات في محل يملك وسائل التقنية الحديثة (الشبكة التلفزيونية المغلقة) لأن بعض الندوات يتم في فندق قصر الرياض الذي لا يسمح بوجود النساء بسبب عدم وجود الشبكة المغلقة. (6) الإعلان عن موضوع الندوة وشروطها في وقت مبكر فمثلاً الاعلان عن موضوع السنة القادمة يتم في نهاية ندوات هذه السنة لوجود المهتمين ولكي يفسح المجال والوقت لمن يرغب في المشاركة. (7) التنويع في الدعوات ففي كل عام يدعى على الأقل 75% من المفكرين الجدد الذين لم يسبق لهم المجيء الى الجنادرية. فمن ملاحظاتي على الاسماء انها مكررة وتكاد بعض الاسماء أن تكون من لوازم المهرجان في رأيي أن التنوع افضل بكثير من البقاء في فلك أسماء مكررة مهما كانت مكانتها الثقافية. وعن الجنادرية النسائية قالت الدكتورة أنها يعوزها الكثير من التخطيط والتنظيم والجدية ولا وجه للمقارنة بينها وبين جنادرية الرجال.. ثم ختمت الدكتورة نورة الشملان حديثها متمنية للجميع التطور وحسن استغلال هذه التظاهرة الثقافية السنوية لمصلحة البلاد. كان هناك رأي آخر ادلت به الاستاذة ناهد باشطح كاتبة وصحفية. حيث قالت: مما لا شك فيه ان مهرجان الجنادرية يعتبر تظاهرة ثقافية تجيء كل عام تجدد ارتباطنا بموروثنا الأصيل وتحمل في انشطتها الثقافية اهتماما بمناقشة قضايا العصر والمجتمع من خلال الندوات والمحاضرات التي تنظم كل عام بيد انني سأتحدث بشيء من الخبرة التي اكتسبتها من اقترابي من اللجان الإعلامية التراثية والثقافية كرئيسة للجنة الاعلامية للجنة التراث في احد الاعوام وكمنسقة إعلامية للجنة الثقافية في عام آخر. ولعلني استطيع القول ان اللجان النسائية تبذل جهدا مستفيضا في التنسيق لتنظيم النشاطات ولكن المشكلة انها تقع في نفس الهنّات كل عام بمعنى انها كلجنة لا تلتفت أو تقف عند بعض الأخطاء الناتجة عن سوء التنسيق بين عضوات اللجان. على سبيل المثال اتذكر حينما كنت منسقة اعلامية في لجنة الثقافة، كنت أشعر بان هناك عدم تفهّم لدور التنسيق الاعلامي فالمؤتمر الصحفي الذي يقام سنوياً لا يؤدي الغرض الاساسي من تنظيمه.. وذلك لعدم التنظيم المسبق وعدم تفهم عضوات اللجنة أو تحديدهن للدور الاساسي للاعلام المشكلة دائماً من انهم كلجان لا يحددون مهام اللجنة الاعلامية بنقاط محددة. وهذا ما لمسته مثلاً خلال عملي كرئيسة للجنة الاعلامية في اللجنة التراثية. فبالرغم من احترام اللجنة للاعلام ودوره الا انه لا يوجد مهام محددة له ولذلك تحدث الاخطاء مثلما حدث ذلك العام الذي عملت فيه حيث لم احسب ان من ضمن مهام اللجنة الاعلامية ان نتفق مع الباصات التي تقل الاعلاميات الى قرية الجنادرية. وما حدث من سوء فهم ان الاعلاميات انتظرن كثيراً حتى اتصلت هاتفياً بالمسئولين والذين انقذوا الموقف مشكورين والسؤال هنا إلى أي مدى تكون رئيسة اللجنة الاعلامية مسئولة عن توفير المواصلات للاعلاميات دون اشعار مسبق من اللجنة المنظمة!! إنني في استشهادي لبعض الامثلة لا ألقي باللوم على لجنة التراث أو الثقافة بل على العكس اجد انهم يبذلون جهداً مضاعفاً كل عام غير ان عدم تحديد المهام بوضوح هو ما يجلب سوء التنظيم. إنني اتحدث فقط تحديداً عن الدور الاعلامي الذي اعتبره المنظم الاساسي لأي نشاط اجتماعي. وعن بعض الحلول قالت الاستاذة ناهد: ان وجود لجنة اعلامية نسائية ثابتة على مدار العام يمكن ان تعيد ترتيب الادارة بشكل يضمن سير الانشطة أو على الأقل تعرّف المجتمع عبر وسائل الاعلام بما يبذل من جهود نسائية لابراز الانشطة الثقافية والتراثية من مثل اللجان النسائية المسئولة. إن وجود لجنة اعلامية نسائية يمكن ان تساهم في تحديد الموضوعات التي يتم طرحها في الانشطة الثقافية بدلاً من ان تأتي في بعض الاعوام معتمدة على محور واحد فقط دون تنويع. ايضاً يمكن ان يكون هناك برنامج ثابت مع وسائل الاعلام لابراز الانشطة والبرامج بالتنسيق مع منسوبات الصحف والاذاعة والتلفاز، ان الاعداد المسبق ووضع البرامج واعدادها قبل الشروع في اقامة أي تنظيم بحجم مهرجان الجنادرية هو المحرك الرئيسي لابراز الجهود المبذولة. كان ايضا لنا لقاء مع الاستاذ ة هدى عبدالعزيز النعيم مديرة القسم النسائي في مركز الأمير سلمان ومسؤولة اللجنة الإعلامية للتراث بالجنادرية 16 و17 تحدثت الاستاذة هدى عن الجنادرية قائلة: هي تظاهرة حضارية وموسم خصب وعطاء متجدد بما تحمله من التطلعات والأماني حيث توضح الصورة الحضارية المشرفة التي حققتها المملكة وتُبرز مساهمات أبنائها في شتى المجالات. ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي. فالجنادرية مشاعر وأحاسيس بالانتماء والموالاة لعقيدة وقيم ومبادىء فأهم ما يميزه هو انه يجمع بين التراث والمعاصرة حيث تعقد الندوات والأمسيات الشعرية التي تشارك فيها شخصيات عربية وعالمية وتطرح من خلالها قضايا تهم الرأي العام. كما يشمل المهرجان معارض للوثائق والكتاب والفن التشكيلي. ويقام أثناء المهرجان أوبريت لجميع مناطق المملكة يعرض لوحة شعبية تراثية تحكي قصة توحيد البلاد ونهضتها الحضارية ومن خلال المهرجان يتم تكريم العديد من الشخصيات الثقافية والأدبية التي ساهمت في خدمة الثقافة والأدب في المملكة. ومن هنا برزت مساهمات المرأة السعودية في المهرجان الوطني حيث شكلت لجنة نسائية للإشراف على اعداد وتنظيم الفعاليات الثقافية والتراثية عاماً بعد عام، واستطاعت ان ترصد مساهمات المرأة في خدمة وطنها ومشاركتها الايجابية في التنمية. واستطاعت الجنادرية ان تعزز من ثقافة ودور المرأة حيث ظهر العديد من الرموز النسائية في مجالات عديدة واستطاعت أن تزيد من الرصيد المعرفي والعلمي للمرأة السعودية من خلال الموضوعات والافكار والرؤى والأطروحات الهادفة. الاستاذة فادية العبد الواحد عضو اللجنة النسائية سابقاً كانت لها آراء مختلفة حيث تحدثت عن مشاركتها والانطباعات التي خرجت بها. قالت الاستاذة فادية: إن مشاركتي السابقة في الجنادرية التي دامت ست سنوات اشعرتني دوماً بالفخز والاعتزاز فالجنادرية مناسبة وطنية ثقافية بكل ما تحمله الكلمة من ثقافة لذا اجد انها واجب وطني يتحتم على الجميع الحرص عليه سواء بالحضور أو المشاركة في التنظيم والفعاليات وبالرغم من ذلك الفخر الا انني اجد ان هناك ملاحظات صغيرة جداً لا تفقد الجنادرية اهميتها وبريقها الوطني والثقافي لنا كمجتمع سعودي.. ومن هذه الملاحظات قالت الاستاذة فادية ان المشاركة في التنظيم أو في الفعاليات اقتصرت منذ ان بدأت الجنادرية حتى الآن على اشخاص معينين سواء فيما يخص الرجال أو النساء مما افقد الجنادرية الابتكار والتنويع في الافكار، واركز هنا كثيراً على عمل جماعي فكلما توسعت دائرة المشاركة كلما حصلنا على الافكار واراء اكثر اتساعاً. أيضاً هؤلاء وجدوا ان الجنادرية تحصيل حاصل لذا يجب ان يختاروا اسهل الطرق في تنفيذها من جعل الجنادرية مناسبة عمل سريع وغير متقن. من حيث التوقيت فهي تأتي في اوقات عمل رسمي فلا يتمكن الا اهل الرياض من الحضور لذا نأمل ان يعاد النظر بحيث يمكن ان تنفذ في نفس تاريخ اليوم الوطني او تاريخ استرداد الرياض لأهمية التاريخين وبالتالي تصبح الجنادرية فرصة جيدة لترسيخ التاريخين في الاذهان. وتستطرد الاستاذة فادية قائلة ان عدم استثمار الجنادرية طوال العام وجعلها مقصورة فقط على الايام المخصصة بالرغم من ان الجنادرية كقرية يمكن ان تكون مركزا ثقافيا وتراثيا يستفاد منه طوال العام وذكرت الاستاذة فادية شيئا مهما حيث قالت: ان من الملاحظ اهمال المنظمين بما يكتب ويقال عنهم في وسائل الاعلام من انتقادات لذا نجد ان التطوير ضعيف بمعنى ان المنظمين لايقومون بأي عملية تقييم ولا يأبهون بشيء الا ان الجنادرية تحصيل حاصل. وختمت الاستاذة فادية حديثها قائلة: الجنادرية مفخرة وطنية وحق للجميع لذا يجب ان يعطى الجميع فرصة المشاركة وعدم الاكتفاء بالاصدقاء، ايضا اعطاء اهمية للسكان في المناطق الاخرى فهي ليست حكراً على اهل الرياض الذين لايحرصون فقط على الحضور الا في يوم الافتتاح واهمال الايام الأخرى. الاستاذة نوف السبيعي مسؤولة قسم النشاط الثقافي والاجتماعي بمكتب الاشراف التربوي بالحرس الوطني تحدثت عن تجربتها مع اللجنة الإشرافية بمهرجان الجنادرية 16 قائلة: لقد تشرفت بالعمل كعضوة باللجنة الإشرافية بمهرجان الجنادرية 16 الى جانب كل من الدكتورة حصة المبارك والدكتورة فايزة اخضر وقد استفدت كثيراً من هذه التجربة بحكم انني اخوضها للمرة الأولى خصوصاً بعد التخرج والنزول للميدان أو العمل الميداني. وبالنسبة لي شخصياً كان جو العمل ليس غريباً أو مفاجئاً لأنه شبيه بالجو أو المناخ الذي اعمل به داخل المكتب. وعن الايجابيات والسلبيات التي نسلط الضوء عليها تحدثت الاستاذة نوف: رغم تجربتي التي اعتبرها غير كبيرة في العمل الا انني بالتأكيد وبعد مرور عام سواء على عملي بالمكتب او اشتراكي بالمهرجان الذي اعتبره تظاهرة ثقافية هامة. استطيع بلورة بعض الافكار حول ما خرجت به من رؤى بعد اشتراكي في جنادرية 16 وافضل البدء بالايجابيات ولعل اهمها ان أي عمل ثقافي بهذا المستوى بالتأكيد هو مجال خصب للمرأة المثقفة داخل هذا المجتمع يفتح امامها قنوات الاتصال والعمل والرؤيا الجديدة. بالنسبة لي شخصياً فتح المهرجان امامي فرصا كبيرة للتواصل والتعارف بكم كبير من المثقفات سواء اكاديميات أو اعلاميات أو حتى مهتمات بهذا الشكل. وعن بعض السلبيات تحدثت الاستاذة نوف قائلة: هناك عدة ملاحظات قد لا اعتبرها سلبيات ولكن أرى ان العمل يقف امامها كثيراً ورأيي الشخصي انها مثار للتساؤل والاهتمام لعل اهمها. آلية العمل بالنشاط الثقافي النسائي بالمهرجان.. كيف نريد لمهرجان بهذا الحجم وهذه الأهمية ان يواكب النشاط النسائي فيه ما يقدم للرجال وهو بالأساس لا يوجد فيه فريق عمل ثابت يرعى التخطيط والتنفيذ لبرماجه بل الأعجب من ذلك انه لا يملك مكانا ثابتا يمكن التواصل من خلاله. فلو ارادت مثلاً احدى المهتمات او المشتركات الدخول للمسؤولات عن هذا النشاط لا يوجد عضوات ثابتات كما لا يوجد عنوان واضح او مقر لهن!!؟ * ما هو الفرق من وجهة نظري بين ما تقدمه هذه اللجنة النسائية بالمهرجان وما تقدمه مكتبة الملك عبدالعزيز على مدار العام؟ فالجميع يقدم المحاضرات وندوات، وهذا ما تقوم به المكتبة على مدار السنة ضمن انشطتها فهل المطلوب من المهرجان فقط عقد محاضرات وندوات؟! ام هو اعم واشمل لننظر للدول الأخرى وماذا تقدم في مهرجاناتها. لابد ان يخدم بالدرجة الاولى الاسرة وليس المرأة المثقفة فقط لان المثقفة غير محتاجة لمثل هذا التخاطب. وهذا للأسف مايحدث أضف الى ذلك ان المدعوات هن فقط من المثقفات والمسؤولات فماذا قدمنا للمرأة للأسرة، للفتاة، للطالبة؟! حتى لجنة التراث هل دورها فقط للتراث ام مخاطبة تلك الفئات واشتراكها في التفاعل معها. اذاً لابد ان تتنوع الأنشطة الثقافية للمهرجان وان تشتمل اكثر من مؤسسة داخل المجتمع كأن نكلف باستضافها هذا العام وتتغير تباعاً مثل احدى الجامعات أو المراكز الاجتماعية.. الخ حتى تتنافس في التنظيم وايضا مشاركة في التخطيط والتنظيم والتمويل ايضا. * ما المانع ايضا ان تدخل المؤسسات والشركات في تمويل انشطة المهرجان خصوصاً المقدمة للطفل والأسرة ورعايتها حتى تقدم بشكل افضل. وختمت الاستاذة نوف السبيعي حديثها بأنه لابد من وجود فريق عمل ثابت وايضا عضوات يعمل الجميع منذ بدء العام على التخطيط للأنشطة وليس بشكل فردي ومؤقت كما يحصل الآن.