* روضة الجيزاني فايزة الحربي: على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز آل سعود انطلقت فعاليات النشاط الثقافي النسائي المصاحب لمهرجان الجنادرية السابع عشر للتراث والثقافة الذي يتزامن مع مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم مساء أمس السبت 19/11/1422ه الموافق 2/2/2002م بقاعة المحاضرات بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض. وقد حضر عدد من صاحبات السمو وحرم عدد من السفراء والوزراء وكبار الشخصيات وسيدات المجتمع والإعلاميات وقد بدئ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلتها الطالبة عبير فرحان حسن من معهد النور للكفيفات. عقب ذلك ألقت رئيسة اللجنة الثقافية النسائية ورئيسة لجنة المشورة الثقافية النسائية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة السابع عشر الأستاذة جواهر العبدالعال كلمة الحرس الوطني رحبت فيها بالحاضرات لهذه المناسبة العزيزة لأنها مناسبة وطنية جميلة ذات مدلولات رائعة تربطنا بماضينا العريق للانطلاق إلى مستقبل أكثر إشراقا وتطوراً وحضارة أولا، وثانيا لأنها تجمعنا بسمو الأميرات الفاعلات والداعمات لكل عمل وطني وإنجاز ثقافي نسائي فاعل وتجمعنا بكوكبة من المثقفات والمفكرات والأديبات في مجتمعنا السعودي حتى أصبحت هذه المناسبة احتفالية ثقافية وطنية كبرى يتلألأ فيها الفرح ويتناغم فيها العطاء النسائي المتجدد في كافة فروع الأدب والمعرفة وذلك بما يطرح خلال النشاطات الثقافية النسائية من برامج وندوات ومحاضرات ومشاركات أجزم أنها إيجابية ومفيدة بإذن اللّه ذلك أن المشاركات هن من المثقفات والأديبات وأستاذات الجامعات ومن ذوات الخبرة والإنتاج الغزير والمفيد وقبل ذلك تمتعهن بحس وطني مرهف يدفعهن إلى تقديم ما يفيد المرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. وأضافت: في مناسبة عزيزة على النفس، قريبة من القلب ألا وهي مهرجاننا الوطني الذي يطل علينا كل عام محملا بمعاني التوحيد والتوحد في الكلمة والهدف، ليذكرنا بماضي تليد رائع وقواعد أساسية متينة لهذا الوطن الذي وحد أرجاءه الملك عبدالعزيز طيب اللّه ثراه تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول اللّه». واستمر العطاء بفضل الله وتوفيقه ثم بجهود أبنائه البررة المخلصين حتى أصبح هذا الكيان شاهدا تاريخيا بشموخه وحضارته، على عظمة هذا الإنجاز حتى وصلنا بحمد الله إلى ما وصلنا إليه من حضارة ورقي وتقدم نضاهي به أمما سبقتنا إلى ميادين الحضارة. وأبدت الأستاذة جواهر سعادتها بتوافق مناسبة المهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذا العام مع ذكرى مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لمقاليد الحكم أيده الله فهذا التزامن ينعكس بلا شك على أهمية نشاطاتنا الثقافية ولاسيما أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قاد ملحمة كبرى لتطوير بلادنا في كافة المجالات التنموية والحضارية والتعليمية والثقافية والفكرية وهو الذي ركز على تنمية الإنسان السعودي منذ سنوات طويلة عندما كان وزيرا للمعارف وظل يتابع ذلك إيمانا منه حفظه الله بأن تنمية الإنسان يجب أن تسبق أي تنمية أخرى حيث الإنسان هو صانع التنمية والمتعامل معها والمستفيد منها، ولذلك فقد تحقق لخادم الحرمين حفظه الله ما أراد بتوفيق من الله تعالى ورعايته وما هذا التجمع الخير الذي يضم هذه الوجوه الطيبة من المثقفات والمبدعات إلا شاهد إثبات وبرهان عملي على ما تحقق في مجال بناء الإنسان وتقدم الوطن. وأكدت العبدالعال أن النشاطات الثقافية النسائية لهذا العام تميزت بتنوع المشاركات والبرامج وذلك من أجل تغطية كافة الاهتمامات وتلبية الاحتياجات حيث نتطلع دائما ونسعى بصفة مستمرة إلى أن تكون متوائمة مع الأحداث المعاصرة والاحتياجات الوطنية فكرية كانت أم ثقافية أو أدبية.. علاوة على اشتمال النشاطات على قضايا عديدة تهم المجتمع بشكل عام.. إضافة إلى معرض الفن التشكيلي المصاحب للأنشطة الثقافية النسائية والذي يشارك فيه العديد من الفنانات والمبدعات السعوديات في مجال الفنون التشكيلية. ووجهت الأستاذة جواهر العبدالعال جزيل الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظه الله الرئيس الأعلى للمهرجان الوطني والذي يقدم له كل الدعم والمساندة من أجل انجاح فعالياته كافة ومن ضمنها النشاطات الثقافية النسائية. والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز حفظه الله نائب رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الذي ظل يتابع ويدعم أعمال ونشاطات المهرجان ويوجه بتفعيل هذه النشاطات. كما قدمت الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، الذي ظل يتابع شخصيا مراحل العمل منذ اللحظات الأولى وذلك حرصا من سموه الكريم على تنفيذ هذه النشاطات والبرامج على الوجه المطلوب. وفي الختام قدمت أسمى آيات الشكر والتقدير لراعية حفلنا هذا صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز حفظها الله التي تشجع وتدعم كل إبداع نسائي ونشاط ثقافي وأدبي وفكري للمرأة السعودية في إطار التشجيع الدائم والمستمر والذي لا ينقطع من قبل قيادتنا الحكيمة. ثم قدمت الأستاذة جواهر العبدالعال رئيسة اللجنة الثقافية النسائية درعا تذكاريا لراعية الحفل. تلى ذلك قصيدة وطنية القتها الشاعرة أسماء الجنوبي طالبة دراسات عليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. القصيدة بعنوان «المملكة في عمرها العشرين» قالت فيها: يا ضمير الكونِ جِئتُ مُسائلاً وبجعبتي عشرون ألف سؤال! لا لستُ أدري كيف كُنت أَعُدُّها! بل لستُ أدري كيفَ صُغْتُ مقالي! بل لست أدري.. هل عَددت بِمُفردي أم كنتُ ألفاً.. في لسان الحالِ! «عشرون عاما».. كيف حالُ حبيبتي؟! كيف استحالت آيةً بجمالِ؟ كيف ارتدت ثوباً جميلاً وشيهُ ضافٍ بعز.. سابغاً بجلالِ! كان التديُّنُ من يزيدُ جَمالها مكنونةً، وفريدةً بخصالِ ثم ارتحلنا.. كي تكونَ حبيبتي نورَ الطريقِ لطرحِ كلّ مُحال وردٌ.. إذا كان الجمال بأرضِهِ يُهدي العبيرَ لمفرطِ الترحالِ! كالشّمس تشرقُ في المكان، ونورها يغزو الفضاء ولا يضنُّ بحالِ! أحبيبتي.. هل تبصرين مآذناً طالت وصاحبها السحابُ العالي؟! أوما ترينَ الفجر عانقَ ضوؤه صوتَ الأذانِ؟! فحيّ للأعمالِ.. عقب ذلك أقيم حفل شاي بهذه المناسبة. وقد بدأ النشاط الثقافي بمحاضرة «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وعشرون عاما من العطاء» ألقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة موضي بنت منصور بن عبدالعزيز آل سعود أستاذ مساعد بقسم التاريخ كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وأدارتها الدكتورة نورة عبدالملك آل الشيخ عميدة كلية التربية لإعداد المعلمات بالرياض وتضمنت لمحات عن المكونات الرئيسية التي ساهمت في تشكيل شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والمتمثلة في بيئة النشأة والخصال الشخصية والخبرة التي بدأ يستمدها منذ بداية مشاركته في مجال العمل لخدمة الوطن. وتطرقت إلى المنابع الأساسية التي أهلته لكي يحتل هذه المكانة الرفيعة في قلوب شعبه والمسلمين في العالم أجمع، والى عصره الذي يقف شاهدا على جهوده في خدمة الوطن والمواطن والذي لا يتمثل في جانبه المادي فقط الذي يعد دليلا ناطقا وشاهد عيان على العصر. ونوّهت كذلك بالخطوات الواسعة في تحقيق حلم المؤسس المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وذلك لنقل الشعب من مرحلة البداية والأمية إلى مرحلة التعليم والثقافة والرقي، كذلك مع الشعوب الأخرى في مجالات كثيرة مع الاحتفاظ بقيمه المستمدة من الإسلام وتقاليده العربية العريقة. واستعرضت المجالات والأنشطة الإنسانية التي كان لها الدور في إرساء قواعد الخطة الخمسية بعد توليه ناصية الحكم في 21 شعبان 1402ه واهتمامه حفظه الله بوضع المملكة المعنوي والتي حباها الله ومنّ عليها بأن تكون موطن كعبة للإسلام والمسلمين، وإجراء أكبر توسعة في الحرمين الشريفين عرفها التاريخ منذ ظهور الإسلام على هذه الأراضي منذ أربعة عشر قرنا من الزمان. وفي نهاية المحاضرة تناولت بعض الإنجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين مثل إنشاء مجمع الملك فهد في المدينةالمنورة لطباعة المصحف الشريف باللغات العالمية، وتكوين مجلس الشورى الذي وصل أعضاؤه إلى 120 عضوا، وفي السياسة الخارجية مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي شعب، والتضامن مع الأسرة العربية والإسلامية إضافة إلى المشاركة بنصيبها كعضو فعال في الدائرة الإنسانية للعالم أجمع. وبعد ذلك تم تكريم لجنة المشورة الثقافية النسائية من قبل الأستاذة جواهر العبدالعال بتقديم الدروع وشهادات التقدير للمكرمات وهن: الدكتورة فايزة أخضر. الدكتورة سعاد العمري. الدكتورة نوال الثنيان. الدكتورة دلال الحربي. الطبيبة مضاوي السعيد. الأستاذة فاطمة العتيبي. الأستاذة مضاوي العقيلي. الأستاذة لطيفة السلوم. وقد أقيم بهذه المناسبة معرض فني اشتمل على العديد من اللوحات الفنية. وقد صرحت صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز بتصريح أعربت فيه عن سعادتها البالغة برعايتها للنشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يتزامن مع احتفالات المملكة بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم حيث انطلقت أولى فعالياته في عهده الميمون. ووصفت سموها المهرجان الوطني بأنه يمثل حدثا ثقافيا يتبناه جهاز الحرس الوطني بأهدافه السامية والعليا لتأسيس قنوات ممتدة بين حاضر الأجيال وماضيها وتأسيس مفاهيم الانتماء لتاريخ هذا الوطن وتراثه العريق. وأضافت سموها أن نشاط اللجنة الثقافية النسائية نموذج متميز لعطاء المرأة السعودية بالمحاور والأطروحات الهامة التي تناقشها الفعاليات النسائية وتحتضنها في كل عام مكتبة الملك عبدالعزيز مساهمة منها بإعطاء المرأة موقعها المتميز في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والعلمية والتي أصبحت محط الأنظار من كافة الوسائل الإعلامية المختلفة. وفي نهاية كلمتها أثنت سموها على خطوات المرأة السعودية ونجاحاتها المتعددة ومشاركتها المتنوعة في كافة الميادين العلمية والثقافية. كما نوّهت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة الشعلان بجنادرية 17 التي تواكب معها مناسبة سعيدة وهي تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، كما قدمت سموها الشكر للجنة الثقافية النسائية المصاحبة لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة لما تبذله من جهود ملموسة في سبيل إخراج النشاط بثوب جديد وجذاب.