تعهدت نساء وفتيات فلسطينيات بتقديم أرواحهن فداء لفلسطين وقلن إنهن متأثرات بما قامت به وفاء إدريس الفلسطينية التي نفذت الأسبوع الماضي عملية استشهادية في القدسالمحتلة في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن استشهاد شابين فلسطينيين أمس فيما تواصلت الانتقادات للموقف الأمريكي الداعم لاسرائيل وقالت فرنسا إن هذا الدعم سيفقد واشنطن دورها كوسيط نزيه. وقال مصدر في الارتباط العسكري الفلسطيني إن الجانب الاسرائيلي أبلغهم بوجود جثتين لمواطنين فلسطينيين استشهدا صباح أمس عندما أطلق جنود الاحتلال النار عليهما غرب خان يونس جنوب قطاع غزة . وقال إن الجانب الاسرائيلي زعم أنهما كانا يقومان بزرع عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من شاحنة اسرائيلية تقل عمالا أجانب وقام بإطلاق ثماني قذائف مدفعية عليهما مما أدى إلى استشهادهما . وقال شهود عيان فلسطينيون إنهم سمعوا دوي انفجار ولكن لم يسمعوا أي أصوات لإطلاق أسلحة نارية. ومن ناحية أخرى توفي الشاب تامر محمد كاشور 18 عاما من سكان البلدة القديمة في القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها يوم الجمعة الماضي خلال مواجهات في منطقة الإرسال في رام الله . وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت أمس الاخوان عماد ومصطفى فهمي بدعوة تواجدهما داخل الخط الأخضر في بلدة برطعا الغربية دون تصاريح عمل أو دخول . وفى نابلس أصيب المواطن الفلسطيني مهند أمين مكبوني 17 عاما برصاصة في الرقبة كما أصيب الشاب ماهر صخر من مخيم بلاطه برصاصة في الصدر جراء قصف قوات الاحتلال الاسرائيلي منازل المواطنين في مخيم بلاطه ومحيط القدس ومنطقة فله العمود في نابلس الليلة قبل الماضية . وفي رام الله قالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال الاسرائيلي عززت من قواتها في منطقة أم الشرايط وشارع رام اللهالقدس بحوالي30 دبابة ومجنزرة ترابط في منطقة جبل هيلانة ومفترق سميرأميس . وفي رام الله أعربت والدة الشهيدة وفاء علي ادريس التي قامت بتنفيذ العملية الاستشهادية الجريئة في قلب مدينة القدس يوم الأحد الماضي والتي أسفرت عن مصرع اسرائيلي وجرح أكثر من 150 آخرين عن شعورها بالفخر بابنتها الشهيدة . ونقلت شبكة «بي بي سي» الاخبارية البريطانية عن والدة الشهيدة وفاء قولها «إننا نشعر بالفخر لما قامت به وتلك إرادة الله وجيراننا جميعا يعيشون الآن مرفوعي الرأس». وأشارت الشبكة إلى أن أقارب الشهيدة تجمعوا أول أمس في منزلها للوقوف بجانب والدتها التي قالت /«إن وفاء غادرت المنزل يوم الأحد الماضي لآخر مرة وعلى شفتها ابتسامتها المعهودة». وقالت الشبكة إن ميكروفون المخيم الذي كانت تعيش فيه وفاء في رام الله انطلق ليعلن لسكان المخيم استشهاد وفاء لتكون بذلك أول امرأة تقوم بعملية استشهادية ضد العدو الصهيوني في الوقت الذي أكدت فيه سيدات وفتيات أخريات في المخيم أن سجل الوطن حافل بأخريات على استعداد لتقديم أرواحهن فداء للوطن المسلوب.. وتقول سيدة أخرى في نفس المخيم لديها ثلاثة أطفال «إنني فخورة بوفاء ولن أتردد في القيام بعملية استشهادية مثل تلك التي قامت بها». وقالت الشبكة التلفزيونية إن انضمام النساء والفتيات الفلسطينيات إلى ركب منفذي العمليات الاستشهادية يمثل كابوسا جديدا بالنسبة لاسرائيل لم تعهده من قبل كما انه يمثل شكلا جديدا من أشكال الحرب غير المألوفة لها. إلى ذلك أعلن مصدر أمني فلسطيني أن وحدة اسرائيلية توغلت ليل الأربعاء الخميس في داخل قطاع رام اللهالفلسطيني المشمول بالحكم الذاتي في الضفة الغربية وتوجهت الوحدة المؤلفة من دبابتين وآليتين مدرعتين وجرافة نحو مخيم الأمعري للاجئين الذي كانت تعيش فيه الاستشهادية وفاء إدريس. وبقي الجنود الاسرائيليون في هذا القطاع حوالي الساعة ثم انسحبوا . ومن جانب آخر أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي الإرهابي أريل شارون عن أسفه لعدم قيام اسرائيل «بتصفية» الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء عملية حصار بيروت منذ قرابة عقدين. وذكر صوت إسرائيل الذي أورد النبأ أمس «الخميس» أن شارون أدلى بهذه التصريحات لصحيفة معاريف الواسعة الانتشار . وقال شارون إن «آراء الجهات الحكومية والعسكرية كانت متفقة إبان الحرب في لبنان في أوائل الثمانينيات على عدم تصفية ياسر عرفات معبرا عن أسفه لعدم قيام إسرائيل بذلك». وأضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي رغم ذلك أنه «إذا اتخذ عرفات جميع الخطوات التي تطالبه إسرائيل باتخاذها» فسوف يعتبره مجددا «شريكا للمفاوضات». كما عبر شارون عن اعتقاده بأنه «سيتم في نهاية المطاف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومنزوعة السلاح ستكون لها قوات شرطة». وأوضح أنه «مستعد للتنازل عما أسماه أجزاء من أرض إسرائيل مقابل السلام الحقيقي» .. كما ألمح إلى استعداده لصياغة وبلورة «وثيقة سياسية مشتركة» مع وزير خارجيته شيمون بيريز «ستكون جزءا من اتفاق بعدم إطلاق النار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». وفي باريس انتقد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أول أمس إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش لدعمها المتزايد لاسرائيل قائلا إنه سيفقدها دورها كوسيط نزيه . وأكد فيدرين في مقابلة أجرتها معه اذاعة «فرانس انفو» بأن تواطؤ الإدارة الاميركية المتزايد خلال الأسابيع الاخيرة مع مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مجازفة يقوم بها الرئيس بوش . وطالب الولاياتالمتحدة بأن تكون وسيطا نزيها لتتمكن من التدخل بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بدون انحياز إلى موقف أي منهما . وقال فيدرين إن هناك تناقضاً يثير قلقنا في أوروبا بين الهدف المعلن للرئيس بوش وهو المناداة بوجوب إقامة دولة فلسطين الأمر الذي سيسمح بصورة خاصة لدولة اسرائيل بالعيش في أمان والسياسة المطبقة خلال الأسابيع الأخيرة . ورأى فيدرين أن المواقف الأميركية التي تمارس كل الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لن تمهد الطريق لاستئناف المفاوضات .