يستعد الرئيس ياسر عرفات المحاصر في مقره في رام الله للقاء "صعب" مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم سيركز على "العمل من اجل انهاء الارهاب واستئناف العملية السياسية" حسب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر. وكان عرفات مهد لهذا اللقاء عندما لبى طلباً اميركيا بإدانة هجوم القدس الغربية، ومعه دان "كل الاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين منهم والاسرائيليين". وفي ردٍ رأى الفلسطينيون انه يؤكد نية مواصلة الحرب على المناطق الفلسطينية، رفضت اسرائيل بيان السلطة لانه اشار الى "ارهاب الدولة"، واتهمت عرفات ب"التلاعب"، فيما هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بطرد الرئيس الفلسطيني من الضفة الغربية في حال وقوع أي عملية استشهادية. وفي تحدٍ لمهمة باول الذي أُصيب بالصدمة مما سمعه على لسان ممثلي الكنائس في القدسالمحتلة امس، واصل الجيش الاسرائيلي عمليات التوغل في قضاء جنين ونابلس حيث اعاد احتلال 11 قرية، كما نفذ حملات اعتقال واسعة شملت 40 فلسطينيا حسب المصادر الاسرائيلية التي قالت ان من بين المعتقلين قائد "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" في مخيم بلاطة ناصر عويس الذي اشيع سابقا انه استشهد خلال الهجوم على البلدة القديمة في نابلس. كذلك دهم منزل وزير المنظمات غير الحكومية الفلسطيني حسن عصفور. راجع ص 4 و 5 و 6 و 7 وفي خطوة أخرى، وسعت اسرائيل حربها لتشمل رموز الثقافة الفلسطينية عندما فجر الجنود احد اقدم المنازل الفلسطينية في رام الله الذي يضم مركز "خليل السكاكيني" ومقر الشاعر الكبير محمود درويش، فيما حذر مازن القبطي من فقدان مخطوطات يدوية تاريخية ولوحات ومواد ثقافية نادرة يحويها المركز. كذلك دمر الجيش مقار وزارات فلسطينية، بما في ذلك وزارة الصحة حيث شوهد الجنود ينقلون ملفات منها. وبانتظار لقاء عرفات - باول، حدد وزير الشؤون البرلمانية الفلسطيني نبيل عمرو المطالب الفلسطينية بقوله ل"الحياة" ان "الاجندة الفلسطينية ليست مرتبطة بتصريحات الوزير الاميركي الاخيرة"، موضحا ان الجانب الفلسطيني سيطالب باول بضرورة تنفيذ قراري الاممالمتحدة 1402 و 1403 وانهاء العدوان الاسرائيلي. واضاف ان "باول اخذ تفويضا من اوروبا والاممالمتحدة وروسيا بتنفيذ هذين القرارين وعليه ان يجبر الاسرائيليين على سحب قواتهم وبعد ذلك تطرح الملفات الاخرى". وحذرت الفصائل الفلسطينية في دمشقعرفات من التراجع او التنازل مهددة بسحب دعمها له، فيما تعمدت دمشق تجاهل إبراز الاتصالات الاميركية مع المسؤولين السوريين بسبب "الانزعاج من التبني الكامل" لمواقف شارون. وعلمت "الحياة" ان دمشق ابلغت واشنطن "معارضتها الكاملة لتصعيد الاوضاع في الشرق الاوسط" ردا على طلبات الادارة الاميركية المتكررة ل"ضبط" نشاطات "حزب الله" في جنوبلبنان. شارون و"بديل عرفات" في المقابل، قال شارون لشبكة "سي بي اس" الاميركية ان من المستحيل التوصل الى اتفاق مع عرفات، معربا عن اعتقاده في امكان ايجاد بديل له "اذا بذلنا جهدا للعثور عليه". وشدد على انه لا يمكنه التوصل الى اي اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني، مشيراً الى أن الحكومة الاسرائيلية ستناقش في جلسات لاحقة مسألة طرد عرفات من الضفة، و"اذا وقعت عملية استشهادية جديدة لن يحتاج امر طرده الى اي نقاش". ولوحظ امس سجال أوروبي - اسرائيلي، اذ اعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه من الانباء عن وقوع مجازر في مخيم جنين، ومنع عمال الاغاثة من مساعدة الجرحى، في حين اعتبر الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف ان فرض عقوبات اوروبية على الدولة العبرية "خطأ يشجع الارهاب". وطلب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان رسميا من مجلس الامن ارسال قوات الى الاراضي الفلسطينية، فيما قررت مصر وقف رحلاتها الجوية الى تل ابيب، فرضت لندن بحكم الامر الواقع حظرا على الاسلحة الموجهة الى اسرائيل للمرة الاولى خلال 20 عاما. كما تواصلت امس تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين في العواصم العالمية شارك فيها عشرات الآلاف في لندن وامستردام وبرلين، وفي داغستان ايضا.