عرفت معالي الشيخ محمد بن إبراهيم الجبير رحمه الله منذ أربعين عاما وذلك عندما ذهبت للرياض للدراسة بكلية الشريعة (عام 1380ه) وكان لطيفا معنا في اخلاقه وكرمه وحسن تعامله انا وبعض زملائي من مدينة صامطة وكان منهم فضيلة الشيخ إبراهيم حسن الشعبي. وكنا نزور الشيخ بمنزله بالملز بين الفينة والأخرى، فيغمرنا بفضله ورعايته اللطيفة. واستمرت العلاقة القوية بعد تخرجي من كلية الشريعة حيث جمعنا وإياه العمل في سلك القضاء، فكان نعم الصديق . وكان يعرف الكثير عن جازان وأهل جازان وذلك لتردده على منطقة جازان في بعض المهمات، وأهمها جولته على مدارس الجنوب التي زار فيها كل أطراف المنطقة وعرف الكثير من عادات وكرم أهل المنطقة ولطفهم وصدق ولائهم لوطنهم وحكومتهم، وكانوا جميعا محل تقديره وإعجابه ثم قويت صلتي به وذلك حينما كان رئيسا لديوان المظالم فوزيرا للعدل فرئيسا لمجلس الشورى، حيث زاملته عن قرب مدة أربع سنوات وعرفت اكثر عنه من حسن المعاملة ولطف الحديث وأدب المجلس وفكره الثاقب النير وعلمه الغزير ومعرفته بأبعاد الأمور، ذو تواضع جم وحلم وعلم وبعد نظر وادراك رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان وألهم أهله الصبر والسلوان.. انا لله وانا اليه راجعون. ولقد جادت قريحة الشعر بهذه الأبيات المتواضعة التي لا تعطي الشيخ حقه وانما هو جهد المقل. حكم الإله جرى في سائر البشر بأن من عاش قد يأوي الى الحفر ويخرج المرء من دنيا الغرور ومن دار الفناء ودار الهم والكدر إما لدار نعيم طاب ساكنها أو دار بؤس وهذا منتهى الخطر والناس تذكره دوما بسيرته بالخير والشر من بدو ومن حضر والأرض تنقص من اطراف رقعتها كما أتى من كريم الآي في السور ونقصها بأهالي العلم أن فقدوا كما أتى ذكره في صحة الخبر فكم مصابيح قد افضوا لبارئهم فكان فقدهمو في الوقع كالشرر واليوم نفقد حبرا من مشائخنا من قدموا الخير والأعمال كالدرر محمد بن الجبير الشهم قد عرفت اعماله بحصيف الرأي والنظر اذ كان عدلا وذا فهم ومعرفة بالحكم بين الورى بالوحي والأثر سماته الصمت والاخلاق حليته ومن تحلى بدين الله في ظفر إن ساس امرا فوفق الشرع موقفه او جادل الغير بالحسنى بلا ضرر وفي المحافل تلقى الشيخ مؤتلقا بين الحضور برأي صائب بصر وان تحدث فالإقناع منهجه مستشهدا بالذي ينجي من الخطر وكان عند ولي الأمر ذا ثقة فيما له مسند من فعل أو خبر وإذ به إن أتى امر له ثقل تلقاه يسعى لفك الشائك العسر صحبته فصحبت الفكر في أدب مع التواضع لا ينحو الى الأشر منه استفدت بآراء موفقة نعم الجليس يفوح الريح كالقطر يضفي عليك سرورا من سماحته بنور علم يفوق النور للقمر اخلاقه وسعت من كان يعرفه وليس بالمال فالأخلاق كالمطر فالله اسأل إن يؤويه جنته مدثر بلباس الخز والدرر ويجبر الله أبناء وأسرته والمسلمين بخير في مدى العمر ثم الصلاة على المختار منقذنا ومن يقوم على الأقدام في السحر *قاضي التمييز عضو مجلس الشورى سابقا