السيارة وسيلة نقل، لكنها عند شبابنا أداة قتل، فهي أكثر وسيلة أدت الى مقتل الشباب أوأدت في أحسن الأحوال الى اصابتهم بنوع من الاعاقة أو تسببت لهم في بعض العاهات. ورغم ان الجميع تعبوا من نصحهم وتخويفهم من القيادة بطيش وتهور إلا أنهم صموا آذانهم عن كل ما يسمعونه واستمروا في القيادة بسرعة وبطيش، وبصراحة لا يمكن ان نلومهم كثيرا لأن هذه القيادة المتهورة هي مصدر فخر لهم بين أقرانهم، وبالتالي سيحاول كل شخص أن يظهر مهاراته القيادية أمام أصدقائه وأقرانه، وبالرغم من تفاهة هذا السبب إلا أنه يستحق ان نضعه بعين الاعتبار عند تصدينا لحل هذه المشكلة. ما غيّر قناعاتي وجعلني أنظر للموضوع نظرة مختلفة هو شريط الفيديو الذي شاهدته وقد تم تصويره في دولة خليجية وتظهر فيه مجموعة من الشباب يقيمون سباقاتهم الخاصة بالسيارات في حلبة مسورة وتوجد فيها سيارات الشرطة للاشراف على السباق وسيارات الاسعاف والمطافىء لتلافي حدوث أي طارىء، وقد سمح للشباب بأن يضيفوا الى سياراتهم بعض الاضافات والتزويدات لزوم السرعة، ولكن وفق شروط وحدود معينة، وتوجد حول هذه الحلبة بعض المدرجات ليجلس عليها المتفرجون أي باختصار ان الأجواء نفسها التي يقيم فيها الشباب سباقاتهم واستعراضاتهم قد أقيمت وتهيأت لهم ولكن ضمن حلبة تتوافر فيها شروط الأمان وتحت اشراف الشرطة والدوريات ولكن في المقابل يتم التشدد وبشكل صارم وحازم مع كل من يقيم مثل هذه السباقات والاستعراضات في الشوارع العامة وخارج هذه الحلبة. أعتقد أن هذه التجربة راعت حاجات الشباب ورغباتهم وعملت على تلبيتها لهم وحمايتهم من طيشهم اللاواعي، وهي من وجهة نظري الشخصية تجربة تستحق ان تجد لها مثيلات في دول أخرى ومنها دولتنا الحبيبة التي وضعت جل اهتمامها الشباب، وأعتقد أن هذا الحل قد يسهم في تقليل ما نشاهده من استعراضات خطيرة يقوم بها الشباب في الساحات العامة والمناطق السكنية.