ذكر صوت إسرائيل أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش سوف يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون في السابع من شهر شباط/ فبراير المقبل. وقال القسم العربي بالإذاعة العبرية في تقريره الذي أورده ليلة الخميس/ الجمعة: «يتوجه رئيس الوزراء أرييل شارون إلى واشنطن بعد حوالي أسبوعين حيث سيلتقي بالرئيس الأمريكي جورج بوش. وقد وجه البيت الأبيض الدعوة إلى رئيس الوزراء للاجتماع بالرئيس بوش في السابع من شهر فبراير/ شباط المقبل وأن شارون قبل هذه الدعوة». الحج .. والمقولة الحزينة تتمة المنشور ص40 وأكد العيساوي، أن هذا الاكتشاف الأخير، يعتبر دليلا إضافيا على صحة مقولة العيساوي ، حتى عندما يكون المسلمون في الولاياتالمتحدة . هناك، بالطبع، مسلمون بلا نفط، أو دون نفط يذكر، وهناك نفط دون مسلمين . وربما كانت المقولة تحاول أن تؤكد أن لدى المسلمين كثيراً من النفط . أو أن العالم، يرى النفط بوجهة المُسلم، أو لا يرى في المسلمين إلا واجهتهم النفطية . العالم الإسلامي، له واجهات مختلفة صحيحة أو مختلفة، ينتقي العالم منها حسب المزاج السائد، الواجهة التي تروقُ له . فهناك واجهة الإرهاب، وهناك واجهة حقوق الإنسان، وواجهة النفط . وهذه واجهات يستخدمها أعداؤنا، أو المناوئون لنا، أو الذين يسيئون فهمنا . ونحن نستاء لذلك ونغضب، ونُشغل الكثير من وقتنا في الحديث عن العالم الذي لا يفهمنا، أو العالم الذي يُناصبنا العداء. هناك وجه للعالم الإسلامي، لا نختلف عليه مع أنفسنا، أو مع العالم الآخر . إنه الوجه المتخلف للعالم الإسلامي، حيث الفقر، والجهل، والمرض . العالم الإسلامي عالم متخلف. ولن نخوض هنا في المعايير الفلسفية للتخلّف، أو نتحاور حول تعريف التخلّف. فهناك اتفاق على أن المسلمين متخلفون، اقتصادياً، وعلمياً، وعسكرياً، وسياسياً ..إلخ ، وأن هذا التخلّف قائم، ومستمر، ومُنتشر، ولا يرى كثيرون ضوءا في نهاية نفق التخلّف هذا . هل نستطيع القول بأن هناك مقولة تنص على أنه، في عالم اليوم، حيثما يكون مسلمون يكون هناك تخلف، والعكس طبعا، ليس صحيحاً؟. نعم تبدو هذه المقولة صحيحة إلى حد كبير. والحديث عنها لا ينتهي، والخوض في بحث أسبابها، وكيفية نقضها، وبعثرتها، يعتبر ثرثرة مستمرة. بالطبع دائما ثمّة أمرٌ جديد يدعو إلى إثارة موضوع هذه المقولة الحزينة، ولكن اقتراب الحج أثار في نفسي كثيراً من المشاعر المتناقضة تجاه هذا المشهد الإسلامي الجليل . فمن المفرح حقاً أن يحتشد هذا الجمع .. من أطراف الأرض كلها .. ليلبوا دعوة الداعي .. إذ دعاهم. ومن المدهش .. والمثير .. أن يتجاوزوا بتجمعهم .. فوارق الجنس واللون ويجتازوا حواجز اللغة و«المحليات». ويستظلوا ب «الفكرة» الواحدة، ويُطرقوا ب «الخاطرة» الواردة .. ويلهجوا ب «النداء» الواحد، ويحنوا جباههم على ا لصعيد الطاهر للإله الواحد ..الذي تزول أمام الولاء له كل «الانحناءات» .. والتوجهات. إنه مشهد عظيم .. رائع. لكن تجمع الحج إذ يبهجنا .. ويأخذ بمجامع قلوبنا عندما نقرأ في الوجوه المسلمة كل خطوط الطول والعرض، وتجمعات العناصر والألوان ووثائق السفر لا يمكن إلا أن يذكرنا .. بالواقع الإسلامي.. الذي تعيشه .. حشود كبيرة .. من جماهيرنا الإسلامية . إن أعداداً كبيرة من الحجيج ستركب الطائرة أو الباخرة، أو ربما السيارة، أو أية آلة ميكانيكية مشابهة، لأول مرة . وأعداد كبيرة منهم ستتعامل مع الكهرباء والماء النقي .. وحتى «المرحاض» الصحي لأول مرة . وحتى الذين ستكتب لهم التعليمات بلغاتهم لن يتمكنوا من قراءتها .. لأن نسبة الأمية مرتفعة بينهم . سينظر كثير منهم إلى مزيج البضائع المعروضة أمامهم باندهاش .. وسيكتفي عدد لا بأس به منهم.. بالنظر .. وإعادة النظر .. فالعين بصيرة ناظرة .. واليد قصيرة .. عاجزة . لأن معظمهم من دول إسلامية .. يكاد يعصرها حزام الفقر وتلفح وجهها .. وتجفف شفاهها رياح الجدب والقحط . ويقصف بأطفالها ونسائها سوء التغذية .. وتبدد مواردها حروب أهلية . إنهم حشد كبير .. ولكنهم ويا أسفاه غثاء .. كغثاء السيل . وهذه «الغثائية» التي أخبر بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هي التي تبعث الحزن والأسى في النفوس المتفحصة الناظرة . سيبقى الحج .. مؤشرا ل «الإمكانية» الإسلامية الهائلة .. التي تنظم تجمعاً بشرياً كبيراً .. ثرياً .. باحتمالاته .. وتطلعاته . ولكنه .. يبقى أيضا .. صفحة سنوية .. في سفر الواقع الإسلامي الحزين .. الذي نتشوق إلى أن يُسطر من جديد ، لعله ينقض يوماً تلك المقولة الحزينة .