ماذا يريد «حزب الله» من القمة العربية التي تستضيفها بيروت في 27 اذار المقبل؟ وهل يتم نعي المقاومة ووقف العمليات المسلحة ضد اسرائيل في مزارع شبعا المتنازع عليها؟ يتردد هذا السؤال في الاوساط السياسية والديبلوماسية اللبنانية والعربية والاجنبية في وقت تكثر فيه زيارات الوفود الاوروبية والامريكية الى بيروت بغية استطلاع المسؤولين اللبنانيين عن موقفهم النهائي من الحزب خصوصا وان السلطات اللبنانية بدءا من رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والوزراء مازالوا يدافعون عن سياسة حزب الله ويؤكدون ان مقاومته شرعية في مزارع شبعا ومن حقه مواصلة عملية التحرير على الرغم من الضغوط الامريكية المتتالية على لبنان بعد تفجيرات 11 ايلول ووضع حزب الله على لائحة الارهاب الامريكية الى جانب حركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين فضلاً عن تنظيمات اخرى في العالم الاسلامي وكثيراًما يكرر المسؤولون في لبنان امام زوارهم انه لا توجد للحزب اي امتدادات خارجية. وعندما زار وفد من الكونغرس الامريكي بيروت قبل ايام قال السناتور راي لحود علناً ان الحزب يمثل مساحات من الاراضي اللبنانية وهو يقصد انه يسيطر على عدد من البلدات المتاخمة على الحدود مع اسرائيل، وتبقى المفارقة ان الاخير من اصل لبناني. ويذكر أن اصواتا وجهات لبنانية سياسية واعلامية ومعظمها من المسيحيين اخذت في الفترة الاخيرة تدعو وفي شكل صريح الحزب الى وقف عملياته العسكرية وتسليم سلاح المقاومة الى الجيش اللبناني. وكان لقاء «قرنة شهوان» يمثل شخصيات مسيحية فاعلة انتقد علنا عمليات الحزب والعرض العسكري الذي نظمه في الاسبوع الاخير من شهر رمضان في الضاحية الجنوبية في بيروت عندما شارك في العرض ما لا يقل عن سبعة الاف شاب من عناصر الحزب الامر الذي اثار غضب شخصيات سياسية وحزبية مسيحية واعتبرته تحدياً لمشاعر اللبنانيين الاخرين ووصفوه بانه يقلل من هيبة السلطات اللبنانية وسيادتها وحجة هؤلاء الاخرين انه لا مانع من دعم الفلسطينيين وانتفاضتهم لكن ليس بهذه الطريقة التي ينتهجها حزب الله على اساس ان لبنان مازال غارقاً في الكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية. لكن الحزب له رأي مخالف ويقول مسؤوله في جنوبلبنان الشيخ نبيل قاروق ان سلاح المقاومة الاسلامية على الحدود هو عنصر قوة للبنان والعرب. وبالعودة الى القمة العربية التي ستتطرق الى موضوع المقاومة يقول عضو كتلة نواب «حزب الله» في مجلس النواب اللبناني النائب عبدالله قصير ل(الجزيرة): تعقد القمة في ظروف حساسة ودقيقة جداً وتأتي بعد عام ونصف العام على الانجاز التاريخي وهوتحرير الجنوب من العدو الاسرائيلي وجاءت القمة ايضا بعد احداث 11 ايلول التي رمت بظلالها على العالم وخلطت الكثير من الاوراق في المنطقة ولا تنسى الانتفاضة ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان!! لاشك ان هذه النقاط ستفرض نفسها على جدول اعمال القمة خصوصا ان الهجمة الامريكية على الحزب مستمرة وتدين القضاء على مقاومته. ويؤكد قصير ان الحزب متفائل بالتوصيات التي ستصدر عن القمة وستؤيد استمرار عمليات المقاومة ويستند قصير في كلامه هذا الى ما صدر عن اجتماعات مؤتمر البلدان الاسلامية ووزراء الخارجية العرب ومجلس التعاون الخليجي. ويشير الى ان الحفاظ على المقاومة ودعم الانتفاضة هو من الأمور المطلوب التأكيد عليها في القمة علماً ان بعض الدول العربية تخشى امريكا وتعمل على مسايرتها. وأيد قصير المواقف الاخيرة التي أعلنها سمو ولي العهد في المملكة العربية السعودية في اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي رفض اي تنازل عن الحقوق الفلسطينية والعربية ويضيف نحن في حاجة الى اتخاذ مثل هذه المواقف في القمة المنتظرة واننا مطمئنون الى هذا الامر خصوصا ان موقف لبنان وسوريا متماسك جدا فضلاً عن السعودية وبلدان عربية اخرى!! ويأمل حزب الله بخروج الملوك والرؤساء والامراء العرب الذين يشاركون في القمة بالقول في البيان الختامي ان مزارع شبعا لبنانية ومازالت محتلة ومن حق اللبنانيين استرجاعها وتحريرها وهمه الثاني ايضا هو دعم الانتفاضة بقوة اكبر ويشدد الحزب ايضا على الدول العربية الوفاء بالالتزامات المالية المقررة للبنان في قمم واجتماعات عربية سابقة ويبقى الامر المهم لدى قيادة حزب الله هو رد القمة على الولاياتالمتحدة التي وضعته على لائحة الارهاب. أخيراً يقول قصير ان الحزب لا يمانع من عرض قضية الامام موسى الصدر على جدول الاعمال في القمة اذا كانت الاجواء مناسبة خصوصا ان قضيته ليست موسمية وكان قد لوحظ ان الحزب لن يدخل في الجدال الذي دار في الايام الماضية حول مشاركة الرئيس الليبي العقيد معمرالقذافي وحضوره الى بيروت.