هل وجد الفريق الذي لا يخسر في عالم كرة القدم؟ بالطبع لا ولن يحدث ذلك. هل كانت خسارة الهلال من الوحدة مفاجأة في عالم كرة القدم، ومفاجئة لأنصار الفريق؟ أعتقد أنها لم تكن مفاجأة وإن كانت مفاجئة، ففي كرة القدم كل شيء جائز، وداخل الملعب يمكن توقع كل شيء، أما الهلاليون فقد كان جلهم يتوقع فوزاً سهلاً يوسع به الفريق الفوارق وينفرد به وبمسافة بعيدة عن منافسيه. في الملعب لم يكن الفريق سيئاً بشكل عام، كان الأكثر استحواذاً وخلقاً للفرص وسيطرة على اللعب، لكن منافسه سجل هدفين من ثلاث هجمات فقط، وطار بالمهم، وحقق انتصاراً طال انتظاره. مدرب الهلال من وجهة نظري لم يبدأ بالتشكيلة المثالية، ولم يحسن إدارة المباراة، وكرر ما حدث أمام الرائد، وفي مباريات عدة، ووجد فريقه عاجزاً عن الوصول إلى المرمى، ومن جزئيات بسيطة فقط خسر النقاط. الخسارة في مثل هذا الوقت مهمة، الأخطاء التي تتكرر بحاجة إلى هزة قوية لتكشفها وتجعلها قابلة للتداول والبحث عن حلول، لو قدر وفاز الفريق لنسي الجميع ضعف المردود الفني لقوميز، وغيابه عن مستوياته في الآونة الأخيرة، واستمرار وقوفه متسللاً بشكل يحرج فريقه ويضيع جهد زملاءه ويشتت تركيزهم بين التمرير له، أو الاحتفاظ بالكرة والبحث عن حلول أخرى، ولو فاز الفريق لما تحدث الهلاليون عن خطأ اللاعب البديل هتان في اللحظة الأخيرة، ولا عن مبرر نزوله أصلاً، ولا عن ضعف حراسة المرمى وتأخر جهوزية المعيوف والوطيان، ولا عن خربين وضرورة البحث عن بديل له، ولولا الخسارة لما تأكد الهلاليون أن فريقهم بحاجة إلى هداف حقيقي يستغل شيئاً من كوم الفرص التي تتاح أمام المرمى وتنتهي إلى لا شيء. الهلال بطل الثلاثية نعم، لكن هل انتهى كل شيء، بالطبع لا، وإدارة الهلال تدرك ذلك، والدليل أنها ما زالت تخطط وتعمل وتوقع وتعمل وتفاجئ مدرجها بالجديد دون ضجيج، أما أكثر ما يحتاجه الفريق اليوم فهو لاعب أجنبي مميز - بديل لخربين - لاعب يصنع الفارق في الشق الأمامي، ويعزز قواه، ويرتق بعض المشاكل الفنية فيه، كما أن الفريق يحتاج إلى جلسة مصارحة مع بعض اللاعبين لقاء تراجع مستوياتهم الفنية والبحث عن مبررات ذلك ووضع الحلول المناسبة. أعود وأقول الفريق الذي لا يخسر في عالم كرة القدم لم يوجد بعد، وقد جاءت الخسارة الأولى لتلفت صناع القرار للأخطاء وتزيل عنهم غيوم الانتصارات التي كانت تحجبها نوعاً ما، وهي أخطاء قليلة لكن لها تأثيرها بكل تأكيد. * * * - كان بإمكان الهلاليين الحديث عن التحكيم وإسقاط مبررات الخسارة من الوحدة عليه كما يفعل البعض لكنهم تجاوزوا هذه المرحلة، وتفرغوا لصناعة فريقهم وتعديل أخطائه. - كل ما خسر فريقهم قدموا تسجيلات مرئية للحديث عن الخسارة، على طريقة شوفوني لا تنسوني. - يقدمون نصائحهم لغيرهم، وكان فشلهم مضرب المثل عندما كانوا على رأس العمل.