في نهاية الموسم، وعندما يبلغ الإرهاق في كل الفرق مبلغه، تكون الكلمة لمن يملك خيارات أكثر.. وبدائل أفضل.. وهذا ما افتقده الهلال.. فكان من طبيعة الحال أن يودع دوري أبطال آسيا.. وأن يتجاوز الفيصلي الذي يلعب بلا مدرب رسمي ولا لاعبين أجانب» بصعوبة.. ثم يخسر من جديد من الاتحاد، وبثلاثية أخرى!! ... الهلال أبلى بلاءً مضاعفاً في دوري طويل فاز بلقبه، وفي مسابقة ولي العهد التي حافظ على كأسها.. لكن الفريق الكبير اهتز فيما بعد.. وبشكل لم يتوقعه أكثر الهلاليين تشاؤماً ولا أكثر المنافسين تفاؤلاً!! فاز الاتحاد بثلاثية ووضع قدماً ونصف أيضاً في نهائي كأس خادم الحرمين.. لكن الواقع يقول إن العميد فاز بهدايا لاعبي الهلال وطريقة مدرب الهلال.. وغياب الخيارات والبدائل عند الهلال!! فاز الاتحاد.. لأن الهلال لم يجد البديل المناسب لياسر عندما أرهق وفقد مستواه وقدرته على فعل شيء للفريق!! وفاز الاتحاد لأن الهلال لم يجد سوى الغنام كبديل لعزيز الذي بات خارج الحسابات.. وهنا أرجو ألا نكلف الغنام فوق طاقته وألا نحمله ما لا يحتمل.. فهذه قدراته.. وهذه كل إمكانياته.. التي ظهرت جلية في طريقة تعامله مع الكرة التي جاء منها الهدف الثالث.. وهي الطريقة التي لا يمكن أن يقوم بها لاعب في بداية مشواره الكروي.. لكنه حظ الهلال.. وهنا، أرجو أن يكون الحظ بمعناه الحسن من أجل أن يبادر صانعو القرار الهلالي إلى الالتفات إلى وضع فريقهم وإلى بعض الأسماء التي ما زالت «مفروضة عليه» بدلاً من المجاملة التي أنهكت جسد الهلال وصيرته من فريق قوي إلى فريق يخسر بسهولة.. بيد لاعبيه.. لا منافسيه!! وخسر الهلال لأن إدارته لم تحسن اختيار البديل عندما قررت إعارة النجم البرازيلي نيفيز.. فجاء اختيار البديل (أحمد علي) ضربة موجعة للفريق.. وقد أثبتت المباريات التي لعبها (علي) حقيقة مستواه وهي الحقيقة التي حاول البعض مداراتها.. والتأكيد على نقيضها بعد عدة مباريات لعبها مع الفريق.. لكن الشمس لا تحجب بغربال والأيام كفيلة بكشف كل شيء!! خسر الهلال.. وهي الخسارة التي يجب أن تكون الحرف الأول من إعداد الفريق للموسم المقبل.. فهذا الموسم انتهى بالنسبة للفريق.. ولا بد من الاستفادة من جملة الأخطاء التي نهشت جسد الفريق خلال الفترة التي تلت (تتويجه) بلقب الدوري.. وهي أخطاء واضحة جلية.. وإدارة الهلال قادرة على وضع الحلول المناسبة لها. إن أهم الأولويات الهلالية الآن.. - تقديم الشكر لكالديرون الذي أثبت عجزه عن التعامل مع المباريات الحاسمة والكبيرة.. وها هو يخسرها تباعاً.. - والعمل على تسريح عدد من الأسماء التي أثبتت الأيام أنها لم تعد تملك جديداً ولا مفيداً، وأن من الظلم لها وللفريق أن تبقى في كشوفاته!! - وثالثاً: القيام بقراءة كافية لأوضاع الدفاع الأزرق.. وبودي أن يسأل الهلاليون أنفسهم: = هل سلمان الخالدي - مع احترامي له - هو أمل الدفاع الهلالي؟؟ = وهل الكعبي.. هو الصفقة التي انتظرها الهلاليون؟؟ = وهل وليد الجيزاني.. هو البديل المنتظر لياسر الذي أرهقته المشاركات والإصابات وأخذ منه الملل والإرهاق كل مأخذ؟؟ = وهل أحمد علي هو اللاعب الذي يعوّل عليه الهلاليون لحسم الأمور في بطولة آسيا؟؟ = وهل المجاملة لأسماء أرهقت الفريق.. وجلبت لأنصاره القهر والصداع سوف تفيد الفريق حاضراً ومستقبلاً؟ وهل.. وهل.. وهل؟؟ خسر الهلال.. بهدية من الشلهوب.. وهدية من الحكم.. وثالثة من الغنام(!!) ... وأرجو ألا يقول هلالي إن الهلال لعب.. وقدّم.. لكنه خسر بأخطاء لاعبيه!! فهنا تكمن المشكلة ومن منطلقها يجب أن تكون بداية الحلول، قبل أن يجد الهلاليون فريقهم يوماً ما.. مثل غيره يستجدي بطولة كل عشر سنوات.. ولا يجد !! فاز الاتحاد.. فقد عرف كيف يستفيد من أخطاء الهلال.. ويكفي أن يسعد أنصاره.. وهو يستحق ذلك بكل تأكيد.. وأخطاء الهلال يجب ألا تلغي القول بتفوق الاتحاد.. والفريق الجيد هو الذي يعرف كيف يفوز.. ويستفيد من الأخطاء.