بنهاية مباراة كأس الملك للعام 2020 يكون الموسم الرياضي للعام 2020 قد انتهى وبنجاح بعدما اجتاز اختباراً صعباً بسبب جائحة كورونا (تبقى من الموسم الرياضي مباراة السوبر فقط)، ويحسب هذا النجاح لما تقدمه الحكومة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين من دعم للرياضة بالمملكة بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة. ويجب ألا ننسى جهود (الرياضي والشاب) سمو وزير الرياضة في نجاح هذا الموسم ووضع معايير يقاس بها نجاح كل ناد وما يستحق من إعانات بعشرات الملايين ولعل الحوكمة أحد أبرز هذه المعايير. وللحديث عن الرياضة وتاريخها يجب أن نعود للوراء عندما كان هناك رياضة مدرسية ومسابقات رياضية بين المناطق وكيف كانت المدارس أحد قنوات تفريخ اللاعبين وعندما كانت الرياضة مرتبطة إدارياً بوزارة المعارف. ولا ينكر أحد أن الرياضة (كرة القدم) تطورت أكثر عندما أنشىء لها جهاز خاص «رئاسة رعاية الشباب» لكن في نفس الوقت قل الاهتمام بها في وزارة المعارف وغيرها من الجهات التعليمية كالجامعات والمدارس، ولم يُعد للجهات التعليمية دور في الرياضة كما كان لها في السابق. أتمنى عودة الرياضة البدنية الشاملة (وليس كرة القدم فقط) للتعليم بكافة مستوياته وتطبيق العقل السليم في الجسم السليم، وفي الحديث (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير....) كما هو موجود في الدول الأخرى حتى في الجامعات تعطي عليها علامات. لنعود لرياضتنا (غير التعليمية) والتي ترعاها وزارة الرياضة، أتمنى تطورها بحيث لا تصبح كرة قدم فقط (كما هو حاصل الآن) يصرف عليها المليارات، ونفعها البدني لعدد محدود جداً من المجتمع رغم أن تكلفتها عالية جداً والتي أصبحت قطاعاً اقتصادياً (والتوجه لجعلها قطاعاً استثمارياً). وأصبح اللاعبون المحترفون يكلفون عشرات بل مئات الملايين وفي كل أنحاء العالم، وأصبح السباق عالمياً وعلى مستوى الدول والقارات. نريد أندية رياضية اجتماعية وثقافية بالفعل وليس بالاسم فقط وليس أندية كرة قدم فقط، وإلزام الأندية بأن تكون متكاملة وفيها جميع أنواع الرياضات وتبني الرياضات الأخرى التي ليس لها مداخيل مثل كرة القدم، ونشر رياضة السباحة والفروسية وألعاب القوى والسلة والطائرة، كما نريد أندية للحارات والأحياء وحبذا لو تكون على غرار مركز الملك سلمان الاجتماعي وهو نادي مثالي (برأيي الشخصي) وتقام فيه ندوات ودورات ومسابح ومضمار للمشي وتنس أرضي وشطرنج وإن كانت تكلفته عالية حسبما ذكر لي معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم رئيس مجلس إدارة المركز. إن وجود أندية أو مجالس في الأحياء فيه خير لأفراد المجتمع وللحي. ولأهمية تطوير الأندية وتخصيصها يجب أن يكون لكل نادي ملعب متكامل خاص به لمختلف الألعاب وبسعة لا تقل عن عشرين ألفاً كما يجب عمل خطة عمل لتخصيص الأندية (المحترفة) وجدول زمني. المملكة مقبلة على مناسبات رياضية دولية ونحتاج إلى تطوير البنية التحتية للرياضة بإنشاء مدن رياضية في المناطق. باختصار: لقد تضرر المنتخب بسبب زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الأندية السعودية وفي جميع الخانات حراسة، هجوم، ودفاع وأصبح هدافو الأندية من المحترفين الأجانب. التعصب (في كل الأمور) في كرة القدم وما ينتج عنه من شقاق وسباب واتهامات أحد أمراض كرة القدم ليس بالمملكة فقط وإنما على مستوى العالم، ويجب محاربته بأشد العقوبات. يجب وضع صندوق لتقاعد اللاعبين وتلافي ما يحصل من جحود الأندية للاعبيها السابقين وخاصة المقعدين. والله الموفق.