لقد أصبحت الرياضة بكافة أنواعها نشاطاً تجارياً اقتصادياً وفي مختلف دول العالم وإن اختلفت نوع الرياضة الأولى في مختلف الدول (في أمريكا كرة القدم الامريكية المعروفة ثم البيسبول فكرة السلة) إلا أن رياضة كرة القدم (Soccer) أصبحت الأكثر شهرة في العالم. كما يعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) من أغنى الاتحادات الدولية بميزانية تتعدى المليار دولار. ووصلت أسعار اللاعبين بما يسمى «باللعبة المجنونة» عشرات الملايين بل ومئات الملايين من الريالات. حتى إن النقل التلفزيوني استثمار تجاري. لقد كانت الرياضة في المملكة بما فيها كرة القدم تحت إشراف وزارة المعارف السعودية تطبيقاً لمبدأ «العقل السليم في الجسم السليم» وكانت تقام مهرجانات رياضية مدرسية سنوية في مختلف المناطق. إلا أنه تم نقل الإشراف على الرياضة بالمملكة منذ نحو 50 عاماً إلى رعاية الشباب والتي اهتمت بالرياضة عموماً خارج الجهات التعليمية، مع استمرار الرياضة المدرسية ولكن بشكل أقل من قبل. ورصدت ميزانيات ضخمة للرعاية تصل إلى 1,2 مليار ريال كميزانية إلا أن الرياضة لم تتطور. وقد دخلت كرة القدم السعودية مرحلة الاحتراف مؤخراً وأصبحت تكاليف اللاعبين المرتفعة تثقل كاهل الأندية، رغم دخولها من رعاية الشباب ومن رعاية الشركات ومن الإعلانات والتذاكر، إلا أنها لا تغطي تكاليف المدربين واللاعبين للعبة كرة القدم واستمرت الأندية الكبيرة في الاعتماد وبشكل رئيسي على ما يقدمه أعضاء شرف الأندية وبالذات الأندية الكبيرة، ومع ذلك تعجز بعض الأندية عن دفع رواتب موظفيها ولاعبيها (موظفين أيضاً) حتى أنها تصل الشكاوي من اللاعبين لطلب مستحقاتهم ورواتبهم إلى الفيفا، وبعض الأحيان تخصمها رعاية الشباب من إعانات الأندية. إن الاحتراف تسبب في عدم مقدرة بعض الأندية إلى مجاراة الأندية ذات الشعبية الكبيرة في جلب اللاعبين وأجهزة التدريب. علماً بأن أعلى مكافأة للأندية ومن رعاية الشباب في حين أن ميزانية الأندية الكبار بعضها تصل إلى أكثر من 150 مليون ريال ولصاحب المركز الأول 12,780,000ريال فقط. هناك دراسة لتخصيص الأندية الرياضية السعودية وقعت عام 2012 ومتوقع الانتهاء من الدراسة بداية العام 2013 ويؤمل أن تساهم الخصخصة في أن تطور الاحتراف ليس للأندية فقط وإنما أيضاً تطوير اللاعبين الذين ما زال معظمهم لم يستوعب ثقافة الاحتراف. إن التخصيص يجب أن يؤدي إلى تقوية النشاط الرياضي ومعاملته على أنه نشاط اقتصادي واستثماري إضافة إلى تطوير الأندية الأخرى غير المخصصة وأن يعيد للواجهة أندية رائدة تقهقرت ونزلت إلى الدرجات الدنيا مثل نادي الرياض أو مدرسة الوسطى كما يحلو للبعض تسميته. المفروض أن حديثنا عن الرياضة السعودية لا يقتصر على لعبة كرة القدم وحدها وإنما تطوير ممارسة الرياضة بشكل عام من سباحة ورماية وسباق الخيل (الفرسان معظمهم في السباقات غير سعوديين) والألعاب الفردية والجماعية ليس فقط في الأندية وإنما يجب تطوير الرياضة المدرسية لأنها أصبحت في الوقت ضرورة للشباب والفتاة لخلق جيل قوي ولمحاربة الأمراض التي بدأت تنتشر في الحياة العصرية مثل أمراض السمنة والسكري وغيرها من الأمراض نتيجة لعدم القيام بأي جهد وتغير العادات الغذائية من الغذاء الصحي إلى الأكلات السريعة والمشروبات الغازية. خير الكلام ما قل ودلّ الثقافة الرياضية قاصرة ولذلك نرى التعصب الرياضي إلى حد أن بعض مشجعي بعض الأندية يشجع نادياً غير سعودي ضد ناد سعودي. بل إن التعصب في بعض الأحيان يظهر بين الإخوان في المنزل الواحد!! نتمنى تبني برنامج «الرياضة للجميع» وعمل البنية التحتية اللازمة لكي تمكن الأسرة بجميع أفرادها بممارسة الرياضة وأقلها المشي. والله الموفق؛؛؛ [email protected] *عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية