رفض القائد الأفغاني البارز في غرب أفغانستان إسماعيل خان أمس الاحد المخاوف الأمريكية من ان إيران تتدخل في غرب أفغانستان قائلا إنه يجب ألا تتدخل أي دولة في مستقبل البلاد التي مزقتها الحرب. وقال خان حاكم مدينة هرات الواقعة على ممرات التجارة الحيوية لإيران أمس ان إيران لا تقدم أسلحة الآن مضيفا ان مساعداتها في إصلاح طريق في المنطقة جرى الاتفاق عليها قبل سنوات. وأضاف ردا على سؤال عن المخاوف الأمريكية «هذه التصريحات عارية عن الصحة». وقال زالماي خليل زاد المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان في كابول يوم الجمعة إن هناك أسبابا تدعو الولاياتالمتحدة للخوف من ان تكون إيران تحاول إثارة المشاكل مع الإدارة الأفغانية المؤقتة الجديدة بأعمال معادية مثل تقديم أسلحة أو إرسال متشددين إلى البلاد. وقبل انهيار طالبان من جراء الهجمات الجوية الأمريكية بنهاية العام الماضي كانت إيران تساند التحالف الشمالي المعارض آنذاك بمساعدات عسكرية ومالية. ويشغل زعماء التحالف الآن مناصب كبيرة في الحكومة المؤقتة التي ستدير البلاد لمدة ستة شهور. وقال خان الذي عاد إلى هرات في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في أعقاب فرار طالبان لاستعادة المدينة التي كان حاكما عليها في أوائل التسعينات أثناء حكم المجاهدين للبلاد«دون شك انه إلى ان انهارت طالبان كانت إيران تقدم مساعدات «للمعارضين» إلا أنها لا تتدخل الآن ولا ترسل أسلحة أو مقاتلين». وقال«عائلات بعض القادة موجودة في إيران الآن وتقوم بزيارتهم ولكن يجب ألا يجري تفسير ذلك بطريقة سلبية». ومضى خان يقول إن إيران أعربت عن قلقها من نشر قوة متعددة الجنسيات في كابول وبدأت إصلاح طريق رئيسي من المعبر الحدودي إسلام قلعة إلى هرات، وكان قد تم الاتفاق على هذا المشروع في منتصف التسعينات أثناء تولي حكومة المجاهدين البلاد. وقال خان«بدأ العمل في الطريق ولكن توقف بسبب سوء الأحوال الجوية ، مضيفا ان الطريق الممتد 100 كيلو متر هدية من إيران». وقال خليل زاد أيضا إن مقاتلي تنظيم القاعدة عبروا من أفغانستان إلى إيران إلا أن طهران لا تسمح باتصال الولاياتالمتحدة بالرجال. ومضى يقول إنه أعرب عن القلق الأمريكي لخان أثناء زيارة إلى هرات الشهر الحالي. وردت إيران بغضب على تحذير الرئيس الأمريكي جورج بوش في الآونة الأخيرة لإيران من إيواء أعضاء القاعدة أو التدخل في الشؤون الأفغانية قائلة إن حدودها مغلقة وانها لا تثير مشاكل خارج حدودها. ولكن مصادر أفغانية قبلية تقول إن مجموعة كبيرة من العرب وعائلاتهم فروا عبر الحدود. وذكرت مصادر ان عائلات العرب وهو الوصف الذي يطلقه الأفغان على المقاتلين الأجانب الموالين لابن لادن تلقوا مساعدة من قائد أفغاني محلي. وأضافت ان المجموعة أعدت ممرات آمنة تحت حماية قائد قبلي أفغاني، واستطردت انها غادرت البلاد في قافلة تقل 70 امرأة و20 رجلا والعديد من الأطفال في منتصف ديسمبر كانون الأول متجهة صوب الحدود الإيرانية. ومضت المصادر تقول إن ركاب القافلة تقدموا إلى بلدة خاش في إيران حيث تمكنوا فيما يبدو من الانضمام إلى نحو 300 عائلة أفغانية.