الاستاذ الشاعر الحميدي الحربي المشرف على مدارات شعبية جريدة الجزيرة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قرأت المقال المعنون بعثرات الشعراء عدد الجزيرة 10693 يوم الاثنين 27/10/1422ه ولفت نظري ما به من اجحاف في حق شاعرية الشاعر منصور البطي وظلم للقصيدة المكتوب عنها بالذات، فقصيدة (المشاوير) والتي نشرت في صفحتكم الغراء من اجمل ما قرأنا للشاعر منصور البطي، وانا لا اقصد هنا انه لا يجب ان ينقد، فالمتنبي وهو المتنبي نقده النقاد. وما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو الأسلوب الذي اتخذه صاحبنا المعنون اسمه بجابر وصاحبه الآخر الفريدي؟والذي اضاف على كلام الأول ما شابه التهكم وما يعتلي النقدأن ينادي به، وانا لا اقصد هنا ان كلام الاول بعيد عنه. فالأخطاء التي ادرجها الاثنان في مقالاتهما لم تكن اخطاء الا على حساب ذوقهما الشخصي والذي من الواضح انهما يبحثان عن القصيدة الكلاسيكية البحتة هذا ان كنا متفائلين. فكانت المقالتين على هذا الاساس غير حياديتين وهو اول شروط النقد فلا توجد ادلة ولا اثباتات على ماذكراه، سوى ان القصيدة لم تعجبهما، وأحبا ان يفرضا رأيهما على القراء جميعا. فمن المضحك ان يقول الأخ جابر ان كلمة (كبير) لا يستقيم بها الوزن إلا بكسر الكاف، اعتقد ان هذا الكلام اكبر دليل على انه لا يعرف حتى ابسط قواعد النقد فمن المفترض هنا ان يقول لا تستقيم القافية وليس الوزن وبتسكين الكاف لا بكسرها ولا اعتقد ان بها عيبا، خصوصا ان الشعر الشعبي شعر خطابي اي سماعي فنطقها بالشكل الذي يجب ان تنطق به ينهي هذه النقطة، التي يراها الأخ جابر خطأ وهي ابعد ما تكون عن ذلك والا لاصبحت جميع القصائد العامية والتي تنشر بالصحف مكسورة، فمن الواضح ان صاحبنا دخيل على النقد وكتابته لا تخلو منها بتغيير الحرف الثالث لحرف الحاء، هو الآخر، فالقصيدة يا اعزائي رائعة ولم تكن تحتوي على كسور ابدا وليس هناك عيوب تذكر. ولم اجد دافعاً للمقالتين سوى الاثارة مع الأسف، وانا هنا ادعو الناقد عبدالله الوهيبي للعودة، وادعو محمد النفيعي وعواض العصيمي ولا انسى الاستاذ عبدالله الزازان، لكي يخلصونا من تلك المهاترات التي لا تخدم الساحة الشعبية. أليس منصور البطي من قال في قصيدة: انا اخترتك يا بنت الناس ما دري ليش وعشقت الليش واعشق لسعة الواشي والتي كتب عنها الكاتب والقاص الكبير الطيب صالح أليس منصور البطي من كتب عنه الشاعر مصطفى زقزوق في أحد مقالاته بالصحف المحلية.. هذا والشاعر مصطفى شاعر فصيح ونحن جميعا نعلم نظرة شعراء الفصيح لشعراء العامية، وقد عبر بها عن شاعريته وسلاسة شعره. أليس منصور البطي من ترجمت قصائده للغة الانجليزية في إحدى الصحف المحلية والتي تنشر باللغة الانجليزية. وبعد كل هذا تصبح قصيدة المشاوير مشكلة كما يرى اخونا جابر اين المشكلة قد تكون بذائقته هو والفريدي الذي نسي ان تقليد الأعمى يضر. اخيرا اتمنى من القائمين على مدارات شعبية اعادة نشر قصيدة المشاوير لمنصور البطي، فانا واثق انها ستتحدث عن نفسها، واقول لشاعرنا المحبوب تأكد انه (لا يقذف سوى الشجر المثمر) وأقول للاخ جابر عد لنفس الصفحة التي كتبت بها مقالك هذا واقرأ الزاوية المعنونة (بناء الشعر من بناء النقد) للكاتب عبدالعزيز الدهيليس والتي قد تغير مسارك بالكتابة مما يجعلك مفيدا للشعر والشعراء، فكتابته ستعلمك كيفية النقد والشروط التي يجب ان تتوفر في الكتابة النقدية، وشكرا للحميدي وزملائه على حرصهم الدائم.