في البداية لابد من التأكيد على الأهمية الكبيرة، للجنادرية هذا المهرجان الوطني الكبير ولفكرته، فقد حقق الكثير من الفوائد للأمة، وللثقافة، وللتراث. يكفي أنه ساهم في تعريف بل في مزج ثقافات بلادنا، هذه القارة المترامية الأطراف، لقد تعرف أهل الجنوب على أهازيج، وملابس أهل الشمال، وعرف أهل الجزء الغربي من المملكة، أكلات ومشروبات أهل المنطقة الشرقية من بلادنا. لقد اهتم هذا المهرجان بالثقافة في معناها الواسع، الشامل، لكل قيم وعادات وتقاليد الأمة، فاهتم بالجانب الديني، واهتم بالجانب الترفيهي والترويحي، واهتم بالجانب الأدبي والمسرحي، واهتم بالحرف والصناعات الشعبية والتراثية. خطوة موفقة هذا العام وهي السماح بدخول الأسرة أو العائلة جميعها بدلاً من تحديد يوم أو أيام للرجال وأخرى للنساء، حيث كان ذلك التقسيم، من أهم العقبات التي واجهت بعض الأسر وأدت إلى القلق الذي واجهته بعض الأمهات على الأبناء الصغار، وإلى عدم وجود الآباء والأمهات مع الأطفال لشرح ما قد يغيب عن معرفة أحدهما. لا زلت أتمنى تحديد مواقف للسيارات منظمة ومخططة ومرقمة، مقابل مبلغ مالي رمزي وايجاد حافلات نقل ترددي يشارك بها النقل الجماعي، لنقل زوار المهرجان بين المواقف والمهرجان، ثم عملية توقيت هذا المهرجان أرى أن تتزامن دائماً مع واحدة من الاجازات المدرسية، أما عطلة عيد الفطر المبارك أو عطلة عيد الأضحى أو عطلة منتصف العام الدراسي/ وذلك لاتاحة الفرصة للأسر السعودية في مناطق أخرى غير منطقة الرياض من زيارة العاصمة ومشاهدة المهرجان وحضور بعض فعالياته أي بلغة أخرى تحويل هذا المهرجان إلى موسم سياحي للعاصمة السعودية على أن يكون دائماً في غير فصل الصيف. وهنا يتحول مهرجان الجنادرية الى موسم تزدهر فيه الكثير من القطاعات مثل الفنادق والشقق المفروشة وسيارات الأجرة والتأجير بالاضافة إلى الأسواق والمراكز التجارية والمدن الترفيهية وغيرها من القطاعات التي سوف تتأثر بقدوم الناس إلى الرياض. لابد من التركيز على العنصر السعودي، بل لابد من اشتراط أن يكون كل القائمين على أي فعالية من السعوديين والا فلا يسمح بالمشاركة في هذا المهرجان، ثم لابد من التفكير في دورات تدريبية للراغبين من الشباب من الجنسين للتدرب على المهن والصناعات الشعبية، والفنون المحلية حتى لا تندثر مع وفاة القائمين عليها حالياً من كبار السن، ويمكن هنا الاتفاق مع احدى المؤسسات التعليمية لوضع البرنامج التدريبي اللازم، ولعل استحداث قسم خاص لخدمة المجتمع، تحت اشراف كلية الملك خالد العسكرية ليتولى ذلك. ولا زال القطاع الخاص مطالباً بتمويل الجنادرية، لأنها سوف تحقق دخلاً كبيراً للكثير من القطاعات الاقتصادية في الرياض بل في المملكة وبالذات قطاعات النقل والمواصلات والترفيه والترويح والسكن والمطاعم.. كما يمكن الاستفادة من المهرجان في الاعلان بحيث ترعى المهرجان في كل عام شركة كبرى بحيث تقوم بتمويله كما هو الحال في الدورات الرياضية، ويكون للشركة الراعية كلمة في حفل افتتاحه بالاضافة إلى مميزات أخرى. أكرر مرة أخرى تفوق ونجاح فكرة المهرجان، وحاجتها الدائمة إلى التطوير والتحسين، وكلمة شكر للحرس الوطني الذي أخرج للجميع هذه الفكرة الرائدة ورعاها حتى أينعت كما نراها اليوم.