شهد اليوم الأول من فعاليات مهرجان الجنادرية 29 مشاركة واسعة من جانب المواطنين، حيث بلغ عدد زوار المهرجان في يومه الأول للرجال ما يقارب 100 ألف زائر. أوضح ذلك قائد وحدة أمن وحراسة معسكر الجنادرية، اللواء عبدالرحمن بن عبدالله الزامل، مبينا أن زائري المهرجان استمتعوا بفعاليات المهرجان في ظل خدمات وتسهيلات مقدمة لهم من تيسير حركة المرور داخل أرض الجنادرية، وتوفير المواقف المخصصة التي شهدت تنظيم ومتابعة من قبل أفراد وضباط المعسكر. شهد المهرجان في يومه الأول العديد من الفعاليات والمشاركات المتميزة، حيث لفت جناح المديرية العامة لحرس الحدود في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 29) أنظار الزوار بالسيارات الرياضية المجهزة للمشاركة في سباقات الرالي وهي تحمل شعار هذا القطاع الأمني مع بعض العبارات الإرشادية، إضافة إلى اللباس الخاص بالمتسابقين قائدي هذه السيارات. وكانت المديرية العامة لحرس الحدود قد اعتمدت مشاركات فرق منها في سباقات الرالي في المملكة، حيث شاركت في رالي جدة الشهر المنصرم، وتستعد للمشاركة في رالي حائل الشهر المقبل. فيما حظي المسرح الترفيهي داخل الجناح بإقبال كبير من الزوار في يومه الأول، حيث قدمت فرقة المتعة الترفيهية على خشبته مسابقات وفقرات مسلية للزوار الذين استمتعوا بهذه العروض والمسابقات التي صاحبتها جوائز من مديرية حرس الحدود. كما احتل مركز ميناء العقير جانبًا كبيرًا من الجناح، بوصفه الانطلاقة الحقيقية والأولى لأعمال حرس الحدود بالمملكة، بجانب عرض بعض الأسلحة والكاميرات والسيارات التي يستخدمها هذا الجهاز الأمني في أعماله الأمنية لحماية حدود الوطن برًا وبحرًا. وفي قرية جازان التراثية عانق البحر الجبل راسمًا لوحة تضرب ببعدها في أعماق التاريخ على أرض المهرجان ضمن البيوت الأثرية والتقليدية لمناطق ومحافظات المملكة التي تحتضن مختلف ثقافات الوطن ومورثه الشعبي والثقافي والحضاري عندما ترمز القرية كمعلم حضاري لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر. وكشف المشرف على قرية جازان التراثية في الجنادرية إبراهيم محمد الحازمي، أن القرية وبتوجيهات من الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز لابد أن تبرز الصور الحية للتنوع الثقافي والحضاري تبعًا لبيئة المنطقة وتضاريسها، لافتًا الانتباه إلى أن فتح القرية أبوابها لزوار المهرجان الذين يجدون بالقرية تجسيدًا متكاملًا لتاريخ منطقة جازان ببيئاته المتنوعة وثقافته وحضارته المتميزة منذ القدم. ولخص قرية جازان التراثية بالجنادرية بقوله: القرية تدون حقيقيًا لحقيقة إنسان المنطقة المبدع الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمان فتحولت بيوتا وأواني وأثاثا بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورًا ورقيًا. وأفاد "الحازمي" أن القرية هيأت مساحة بها لتكون ساحة عرض للفنون الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها والتي تستهوي كثيرا من عشاق الألعاب والرقصات الشعبية، حيث تقدم الفرق الفنية رقصات السيف والمعشى والزامل والربش والعزاوي ورقصات فنية أخرى تطرب لها الآذان عبر إيقاعات تميزت وتفردت بها فنون جازان. وفي ملمح آخر ضمن فعاليات المهرجان قدمت دارة الملك عبدالعزيز توثيقا ميدانيا للمهن والحرف التراثية والصناعات اليدوية، التي بدأت في إعداده وتطبيقه في مهرجان العام الماضي 1434ه. واستخدمت الدارة تقنيات التسجيل الصوتي والفيديو والتصوير الفوتوغرافي في التوثيق لعديد من المهن والحرف التراثية والصناعات اليدوية التي تعد البذرة الأولى للصناعات السعودية الحديثة في الكثير من الجوانب، خاصة في تاريخ المملكة الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. وتشارك الدارة خلال مهرجان هذا العام بلوحات شعرية ووطنية بعنوان ( الوطن في عيون الشعراء) حيث تعرض 20 لوحة في مبناها الدائم بأرض الجنادرية التي تضم أبياتا مقتطفة من قصائد سعودية تغنّت بحب الوطن وعززت الوحدة الوطنية. وفي حين فتحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أبواب جناحها المشاركة به في المهرجان أمام زائريها بعد أن قص شريطه وكيل الرئاسة لشؤون الشباب المهندس محمد القرناس، نيابة عن الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز. وأوضح القرناس أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب عمدت هذا العام للعرض التفاعلي، بحيث يمكن للزائر الاستمتاع بالألعاب الرياضية المختلفة عن طريق أجهزة وتقنيات تحاكي الألعاب الحقيقية، مبينا أن الهدف من ذلك تعميم الرياضة في أوساط الشباب بأسلوب ترفيهي وتعليمي. وفي بادرة توجيهية وتثقيفية للأطفال قام جناح وزارة الخارجية بالمهرجان بإصدار نموذج جواز سفر دبلوماسي للأطفال. وتتضمن صفحات الجواز تعليمات وإرشادات وزارة الخارجية للمواطنين الراغبين في السفر، من حيث الالتزام بأنظمة الدول التي سيتم السفر إليها، والمحافظة على الوثائق، فيما تضمنت الصفحة الأخيرة معلومات عن الطفل الحاصل على الجواز وصورته الشخصية.