كتب الكثير من الكتاب، والمختصين، والمهتمين بموضوع الزحام المروري الذي أصبح معاناة ومأساة لكثير من المواطنين والوافدين في مدينة الرياض. ذلك أن المشوار الواحد أصبح يُتلِفُ أعصابهم، ويضيع عليهم وقتاً ليس باليسير، ونادت أقلام كثيرة بالحلول ورغم ذلك لم نرَ حلا يساهم في تخفيف الزحام المروري في شوارع الرياض ولا أبتعد عن الحقيقة إذا ما قلت بأن الزحام يتمثل في طريقين كبيرين رئيسيين يخترقان الرياض من الشمال إلى الجنوب «طريق الملك فهد» ومن الشرق إلى الغرب «طريق خريص أو ما يعرف بكبرى الخليج». فلو استطعنا حصار هذين الطريقين بالحلول النظرية والتطبيقية لتوارت بعض مشاكل المرور لدينا في الرياض وأزعم أن من الحلول النظرية الممكنة التفكير في البحث عن توقيت مناسب لبدء اليوم الدراسي والذي يهمُّ ما لا يقل عن مليون طالب وطالبة ليس لديَّ إحصائية والذي يتفق، مع الأسف، مع بدء الدوام الرسمي لموظفي الدولة والقطاع الخاص بجميع أشكاله وذلك في رأيي من الأسباب التي تؤدي إلى زحام كبير ولا سيما في طريق الملك فهد والخليج الأمر الذي لمسته شخصيا في دوامات الصباح ولمحته في عيون الآخرين في رحلة العودة منذ الساعة الثانية ظهراً وحتى الثالثة والنصف عصراً.. ذلك أن تغيير هذا الموعد سواء بتأخير موعد حضور الموظفين أو بتقديم موعد حضور الطلاب والمدرسين سوف يخفف كثيراً من ذلك الزحام. ومن الحلول أيضاً تفعيل خط عام مساند لطريق الملك فهد بشمال الرياض وهو طريق العليا العام وذلك بالتفكير في جعل هذا الطريق مساعداً لطريق الملك فهد. بحيث يخفف على الأقل 30% من هذا الزحام والذي يبدأ من التقائه بشارع المعذر وحتى وصوله إلى طريق الدمام شمالا «الدائري» ذلك أن هذا الطريق من خلال الانفاق المستحدثة والأقل كلفة من طريق الملك فهد، سوف يجعل المواطنين ينقسمون في استخدامهم للطريق إلى هذين الطريقين الرئيسيين. محاولة الاستفادة من المختصين في المجال المروري والهندسي سواء على المستوى العربي أو الأجنبي فيما يتعلق بالتخفيف من كثرة الاشارات الضوئية العشوائية والمكلفة أيضاً، ومحاولة البحث عن وسائل تنظيمية مرورية مثل «الميادين الدائرية الكبيرة» التي نراها في كثير من الدول الغربية والعواصم العربية التي يقل عدد سكانها عن سكاننا وحركتها عن حركتنا.. أو بالكباري الخرسانية الممتدة لبضع كيلو مترات لنقل حركة السيارات من الجنوب إلى الشمال دون المرور بوسط المدينة مثل طريق جدةمكة الذي ينقل حركة السيارات القادمة من مكةالمكرمة إلى شمال مدينة جدة. فمثل هذه الكباري الخرسانية تساعد على تخفيف هذا الزحام. وضع مواقف مخصصة كبيرة للحافلات الصغيرة «خط البلدة» بحيث تكون محددة وعلى شوارع رئيسية ليتجه الركاب إليها دون توقف هذه الحافلات على جنبات الطرق وبشكل مفاجئ ذلك أنها لا تملك حاليا مواقف ومواقع محددة للوقوف فيها، الأمر الذي يسبب ارباكاً وزحاماً وتوقفاً من جراء وقوف تلك الحافلات بشكل متكرر ومفاجئ «انظر شارع البطحاء» من شماله إلى جنوبه!! لست أدري هل بالإمكان جعل بعض المدارس الأهلية تفتح مدارسها في الفترة المسائية، فإذا رأت الجهات التعليمية إمكانية ذلك، فما المانع في أن يتم فتحها لتخفيف الزحام في أوقات الذروة وليجد رب الأسرة الوقت الكافي لايصال أبنائه وبناته إلى مدارسهم في المساء دون مواجهة ذلك الزحام الخانق والمربك للأعصاب. إنني أتساءل: أين المرور، وزارة الشؤون البلدية والقروية، أمانة مدينة الرياض، وزارة المواصلات، اللجنة الوطنية للسلامة المرورية التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. أين هؤلاء المعنيون بحل أزمة الزحام؟ لقد سئمنا الاجتماعات والندوات، والمحاضرات، والبرامج التلفزيونية، وجملة سوف وقمنا وسوف نقوم... نريد حلاً عملياً يخفف الزحام في شوارعنا. جزاكم الله خيراً أيها المسؤولون!! [email protected] ص.ب 90155 رمز 11633 الرياض