مع كل منعطف تأخذني إليه علاقتي بالكتابة الأدبية تعود بي الذاكرة إلى محاولاتي القديمة لنشر بعض كتاباتي في المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة، وفي كل مرة تمثل أمام البصيرة قبل البصر صورة أستاذنا وأخينا الأكبر الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن التركي الذي طالما شد من أزر تلاميذه وإخوانه من الكتّاب الذين اتجهوا بأقلامهم إلى ثقافية الجزيرة التي لا تحابي أحدًا على حساب أحد، والفرصة فيها متاحة لجميع الكتّاب والشعراء في إطار الالتزام بقيمنا وثوابتنا الاجتماعية.. والأمر بعد ذلك واسع؛ إذ استوعبت آفاق الجزيرة الثقافية حرية الكتّاب والمبدعين؛ فأتاحت الفرصة لشبابهم، واحتفت بأقطابهم من مختلف أرجاء الأوطان العربية. أكتب اليوم هذه الكلمات محفوفة بشعور الغبطة إزاء صدور كتابي الأول الذي أسميته (شخص لأوهام الرواة)، وصدر عن دار تشكيل للنشر والتوزيع قبل أشهر قليلة، وقد جمعت فيه مجموعة من النصوص الشعرية والنثرية التي سبق للأعزاء في ثقافية الجزيرة أن تفضلوا ونشروا شطرًا وافرًا منها. واليوم، وقد صدر الكتاب، أرى أن التوجه بالشكر لله ثم لمنسوبي ثقافية الجزيرة من أحق الواجبات في مقامي هذا. شكرًا لكل منسوبي هذه المجلة، أولئك الأشخاص الذين أسهموا ويُسهمون في تعزيز ثقة كتّاب مجلتهم في حسن الاختيار عندما توجهوا بحروفهم إلى هذه المجلة الرصينة. شكرًا أقولها لكل من خدم هذه المجلة منذ صدور عددها الأول حتى يومنا هذا. ولأن الكرام يطوقون أعناقنا بصنائعهم البيضاء، ثم ينسون ما أسدوه لإخوانهم وتلاميذهم من معروف، فلقد صار لزامًا على الشخص المدين أن يعترف بالصنيع الحسن الذي أسداه إليه معلموه وإخوانه الكبار. وفي هذا المقام أخص بالذكر الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي، وكذلك الأستاذ الدكتور عبد الله بن سليم الرشيد؛ فلقد أتحفاني بآرائهما النقدية على مدار سنوات من التواصل الأدبي؛ فلهما من أخيهما الأصغر خالص الشكر وأجزله. وإلى لقاء على دروب الحب والأدب. ** **