استقبلت وحدة الطوارئ القلبية بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان حالة طبية طارئة لمريض في العقد السادس من عمره، يعاني ضعفًا شديدًا في عضلة القلب، وضيقًا حادًّا في التنفس، وشبه انسداد في الصمام الأورطي بالقلب، إضافة إلى نقص نسبة الأكسجين بالدم. ذكر ذلك الدكتور علي الغامدي استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والقسطرة بالمستشفى، أوضح أنه فور وصول المريض لوحدة الطوارئ تم إخضاعه للفحوصات المخبرية وأشعة الموجات الصوتية ECHO التي أبانت وجود تجمُّع للسوائل في الرئتين نتيجة الضعف الشديد في عضلة القلب، والتضيقات الحادة في الصمام الأورطي. وأضاف بأنه بعد مراجعة نتائج الفحوصات والملف الطبي للمريض اتضح معاناته من مرضَي السكري وضغط الدم، إضافة إلى وجود إصابة سابقة بجلطة دماغية؛ فتم وضع تلك البيانات في الخطة العلاجية للمريض التي اقتضت سرعة تحويله لوحدة العناية المركزة، وإعطائه الأكسجين اللازم ومدرات البول والأدوية التحفظية. وقال استشاري أمراض القلب والقسطرة إنه تم وضع خطة علاجية، تستوجب عمل قسطرة قلبية بالبالون أولية؛ وذلك بهدف توسيع الصمام الأورطي، ومن ثم إجراء قسطرة قلبية أخرى لتغيير الصمام الأورطي بصمام آخر جديد. مشيرًا إلى أنه تم استدعاء فريق طبي متخصص في الأشعة التداخلية والتخدير للبدء في تنفيذ الخطة العلاجية. موضحًا أن القسطرة الأولى نجحت - ولله الحمد -. وعن القسطرة الثانية أوضح الدكتور الغامدي أنها استغرقت ساعة، وتم فيها استبدال الصمام الأورطي بصمام آخر عن طريق قسطرة القلب TAVI بنجاح. وكشفت فحوصات ما بعد العملية وجود تحسُّن كبير في عمل عضلة القلب، موضحًا أن عضلة القلب للمريض كانت تعمل قبل العلاج بقدرة 20 % فقط، وبعد العلاج أصبحت النسبة 55 %، وهو ما يماثل نسب عمل عضلة القلب لأي إنسان طبيعي. وفي الختام قال الدكتور علي الغامدي إن المريض قد تعافى تمامًا - ولله الحمد - من الأعراض السابق ذكرها، وتحسنت حالته الصحية، وبدأ يمارس حياته بصورة طبيعية. مؤكدًا أهمية المراجعة الطبية الدورية للمرضى فوق الخمسين عامًا، خاصة مَن يعانون مشاكل قلبية سابقة.