شهد مستشفى د. سليمان الحبيب بالريان نجاح إجراء عملية نوعية لتغيير صمام القلب الأبهري عن طريق القسطرة القلبية ومن دون تدخل جراحي، لمريضة تبلغ من العمر 76 عاماً، كانت تعاني من سمنة مرضية مفرطة وضعف في وظائف الكلى مع فقر دم شديد ومزمن، بالإضافة إلى إصابتها بالربو ومتلازمة انسداد التنفس أثناء النوم وعدم القدرة على ممارسة حياتها بصورة طبيعية. وقال الدكتور عويد الشمري استشاري طب القلب والقسطرة التداخلية الحاصل على الزمالة الأميركية والكندية في طب وقسطرة القلب والأوعية الدموية الطرفية: إنه تم إخضاع المريضة لفحوصات طبية دقيقة من خلال التصوير المقطعي (C.T) والموجات الصوتية (ECHO) والتحاليل المخبرية، وقد أظهرت النتائج معاناة المريضة من ضيق شديد في الصمام الأورطي القلبي نتج عنه تكون أوعية دموية في القولون، مما سبب لها نزف عدة مرات أوصل نسبة الهيموغلوبين إلى مستويات متدنية جدا (4 غرام لكل لتر؛ حيث أن المستوى الطبيعي يتراوح ما بين 12-16 غرام لكل لتر). وأوضح الدكتور الشمري أنه تم تكوين فريق طبي من عدة تخصصات طبية كالجهاز الهضمي وأمراض الدم والتخدير لدراسة الحالة بشكل دقيق جداً، حيث توصل الفريق إلى أن سبب الأعراض التي تعاني منها المريضة هو تضيق الصمام الأورطي القلبي نظراً لضعف الكلى لدى المريضة وتخوفها الشديد من احتمالية الغسيل الدموي فيما لو تعرضت للصبغة، وقد اتخذ الفريق الطبي قرارا باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون بدلاً من الصبغة خلال إجراء تبديل الصمام الأورطي. واستطرد الدكتور الشمري حديثه قائلاً إنه وعلى الرغم من صعوبة التخدير نظراً لحالة الربو المزمنة التي تعاني منها المريضة إلا أنها تمت بنجاح عبر طاقم تخدير طبي متخصص، حيث بدأت العملية باستخدام القسطرة بواسطة إبرة عن طريق الشريان الأربي الأيمن، إذ أن مثل هذه الحالات المعقدة قد يلجأ الأطباء لعمل فتحة جراحية كبيرة ليتسنى لهم رؤية الشريان بالعين المجردة لتفادي مضاعفات الأوعية الدموية من نزيف أو تجلط في شرايين الساق، ولكن نظرا للسمنة المرضية المفرطة فإن الفريق الطبي اختار استخدام طريقة الإبرة عبر الجلد فقط لكي يتسنى جلوس المريضة مباشرة بعد العملية وتفادي مشكلات حدوث التهابات الجروح لديها. وأضاف استشاري طب القلب والقسطرة التداخلية بأنه قد تم زراعة الصمام الأورطي تحت مساعدة وإرشادات صور الأشعة فوق الصوتية التي كانت تعمل عبر المريء بواسطة طبيب قلب متخصص بهذه التقنية، وأخيرا تم فحص الأوعية الدموية باستخدام ثاني أكسيد الكربون حيث تم التأكد من سلامة المريضة وإتمام العملية بنجاح ولله الحمد. وفي الختام قال الدكتور عويد الشمري: إن المريضة مكثت في المستشفى ثلاثة أيّام للتأكد من سلامتها وانتظام مؤشراتها وعلاماتها الحيوية، وعدم تأثر الكلى وتفادي حدوث أي نزف مع استخدام مسيلات الدم والتي تستخدم عادة بعد عمليات تغيير صمامات القلب، وبفضل من الله تماثلت المريضة للشفاء وقد غادرت المستشفى وهى بصحة جيدة. تجدر الإشارة إلى أن مركز طب وجراحة القلب بمستشفى د. سليمان الحبيب أجرى عدداً كبيراً من عمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية وهو ما يعكس المستوى العالي وجودة الخدمة والرعاية المتكاملة التي يقدمها هذا المركز، إذ تم تزويده بأحدث أجهزة المراقبة السريرية والقسطرة القلبية بالإضافة إلى كادر طبي مؤهل وحاصل على أعلى الشهادات ومتخصص في جراحات القلب والأوعية الدموية وذلك لإجراء عمليات القلب المفتوح للكبار والصغار وعمل القسطرة التشخيصية والعلاجية، إضافة إلى تركيب الدعامات والبالون لمعالجة تضيق الشرايين.