لا شك أن مسلسل (طاش ما طاش) الشهير قد حقق نجاحا باهرا خلال السنوات الماضية على المستوى المحلي والعربي. وأجبر كثيرا من مشاهدي التلفزيون في شهر رمضان المبارك أن يتجهوا إلى القناة الأولى في تلفزيون المملكة العربية السعودية لمشاهدته بعد صلاة المغرب حسب توقيت المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المسلسل قد ولد نجاحاً واستمر في النجاح سنة بعد أخرى مع شيء من التوسع والشمول والتطوير من النواحي الفنية والبشرية والإدارية. ولقد ساهم هذا البرنامج في نشر اللهجة السعودية خاصة والخليجية عامة في عموم الأقطار العربية.. كما ساهم أيضا في نشر القيم الاجتماعية والثقافية والعادات والتقاليد للمجتمع السعودي. إن مسلسل طاش ما طاش يمكن أن تشاهده أكثر من مرة ويثير إعجابك لاعتماده على نقل الصور الواقعية من المجتمع وتجسيدها بطريقة لا تخلو من الفكاهة والتشويق. وهو بذلك يأتي في مقدمة المسلسلات العربية المعدودة في هذا الخصوص مثل مسلسلات: (صح النوم، ودرب الزلق، ومرايا) وغيرها. ومن الملاحظ أن مسلسل طاش ما طاش أصبح مادة سائغة لكثير من الكتاب يكيلون له الثناء والمديح وإن كان يستحقه لكنهم أصبحوا يلجؤون إليه عندما لا يجدون موضوعا مناسبا للكتابة فيه ولا أبرئ نفسي من هذا إلى درجة أن بعض الكتاب يعود مرة ثانية إلى الكتابة عن هذا المسلسل خلال عرضه في شهر رمضان ويضع العنوان الشهير (طاش ما طاش مرة أخرى) ويروي ما شاهده بالمسلسل. واعتقد أنه لو تروى حتى نهاية عرضه وهو عشرون يوما لما احتاج الأمر إلى ذلك. وبالرغم من نجاح مسلسل طاش ما طاش إلا أنه لا يمكن أن يصل إلى درجة الكمال فهو كغيره من الأعمال الفنية الناجحة يحتاج إلى النقد الهادف والاقتراح النافع والرأي الناجع لتلافي بعض السلبيات في المسلسل وإعطاء المسلسل والقائمين عليه دفعة إلى الأمام من خلال الاقتراحات والملاحظات والمشاركات. إن مسلسل طاش ما طاش أصبح رمزا من رموز هذا الوطن في الوقت الحاضر لا يمكن تجاهله. وهو لا يخص الممثلين والفنيين فقط بل أصبح يمثل كثيرا من المشاهدين على اختلاف مشاربهم العمرية والثقافية ويعبر عن مشاعرهم وتطلعاتهم ورغباتهم. وبالتالي فإن المشاهدين خاصة الكتاب والمثقفين مدعوون إلى إبداء الآراء النافعة والتوجيهات السديدة والمشاركات الفاعلة لكي يستفيد منها القائمون على هذا المسلسل في الأعوام القادمة. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. عضو هيئة التدريس بمعهد الإدارة