عبر التاريخ مرت الأمة الإسلامية بالعديد من المحن، واليوم بدأ أعداء الإسلام شن هجمة جديدة وشرسة على الأمة الإسلامية والمسلمين وخصوصا على المملكة العربية السعودية عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ولاشك ان للعلماء والمفكرين وأصحاب القلم دورا كبيرا لصد تلك الهجمات الحاقدة التي تنال من المملكة. «الجزيرة» التقت عدداً من أصحاب الفضيلة وأهل الرأي ليتحدثوا عن تلك القضية المهمة، والدور المطلوب من المعنيين في ذلك، مؤكدين ان الدفاع عن المملكة إنما يكون بابراز محاسن الدين الذي تلتزمه، والمنهج الذي تسلكه، وطريقة الحكم التي تتبعها، فالراعي واحد من الرعية زادت مسؤولياته بالأمانة التي تحملها، والجميع شركاء في عبء مسيرة البلاد عندما يتعرض الوطن إلى كيد الكائدين. وطلبوا في مثل هذه الظروف من العلماء والمفكرين والدعاة وجميع أصحاب المنابر من كتاب وأدباء وغيرهم أن يقوموا بواجبهم، ويتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم وقيمهم، وتفنيد مايثيره الأعداء من شُبَهٍ وأباطيل، وتوضيح حقيقة الإسلام وبيان سماحته ويسره وعظمته وعزته، وبعده عن التطرف والغلو، وموقفه من الإرهاب.مؤكدين على أهمية الاستعداد،وضرورة أن يكون المسلمون جبهة واحدة في هذة الأزمات.. الاتحاد الحقيقي: ففي البداية، تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام قائلاً: منذ ان خلق الله الخليقة، والصراع بين الحق والباطل، والخير والشر موجود، وتلك سنة لاتتغير، وشريعة لاتتبدل، فينبغي ان يعلم المسلمون خطورة الصراع، وان يستعدوا له استعداداً إيمانياً، واستعداداً علمياً وحسياً ومعنوياً، ومن أهم أنواع ذلك الاستعداد العقدي والتوعوي التربوي الذي يدرك أبعاد المؤامرة، وصد الهجمة على الإسلام والمسلمين. وأضاف الشيخ السديس: إن المستقرئ للتاريخ، ليرى ان الأمة الإسلامية منذ بزوغها، وهي تعاني من تلك الهجمات، والتحديات ضد عقيدتها وشريعتها، وضد ولاة أمرها، وعلمائها مؤكدا ان هذه البلاد «بلاد الحرمين الشريفين» حرسها الله لما طبقت شريعة الله سبحانه، وحكمت دين الله تبارك وتعالى، حسدها أعداؤها، وأصبحوا يكيلون التهم جزافاً ليس لذات البلاد، وإنما لقيمها، ومبادئها، وعقيدتها، ومنهجها. وشدد فضيلته على ان من واجب المسلمين ان يتحدوا اتحاداً حقيقياً في القلوب قبل القوالب، ويطرحوا جميع الشعارات ووجهات النظر جانباً، ويتفقوا على منهج كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما سار عليه السلف الصالح رحمهم الله. وحذر فضيلته من ان العدو المتربص تموج شائعاته أوقات الأزمات والفتن، وعند حلول الحوادث والكوارث والمحن، ولهذا فإن الملاحظ يرى تلك الهجمات التي تشن من وسائل الإعلام الغربية العالمية تجاه هذه البلاد وعلمائها، فليس ذلك غريباً، وهو بالتالي لن يؤثر على منهج هذه البلاد، ولن يهز قناعاتها بإذن الله، لأنها ولله الحمد والمنّة تسير على ركيزة قوية، وأسس متينة من العقيدة والشريعة مهما حاول خفافيش الظلام ان يصطادوا في الماء العكر، وان يشنّوا شائعاتهم على هذه البلاد وأهلها، مستدلا بما جاء في بيت القصيدة التالي: فلن يضر البحر أمسى زاخراً ان رمى فيه غلام بحجر وأكد الشيخ السديس على أهمية الاستعداد، وضرورة ان يكون المسلمون جبهة واحدة في هذه الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية، والتي تحتاج فيها إلى ان نقوي صلتنا بعقيدتنا، وأن نتلاحم مع ولاة أمرنا وعلمائنا، وان نسد الطريق أمام كل من يريد التأثير على منهجنا، أو يخلخل تلك اللبنات القوية المتماسكة في هذه البلاد ولله الحمد والمنّة بين الرعاة والرعية، وبين العلماء والشباب وطلاب العلم، وبين الخاصة والعامة في تميز فريد، يحسدنا عليه كثيرون. وأبان فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام ان المسلمين يحتاجون إلى إدراك أبعاد المؤامرة، وألا يحدثوا عند الفتن فتنا أخرى، وألا يقذفوا حجراً في خضم هذه الفتن، وذلك بحفظ اللسان عن الشائعات، والأنباء غير الموثقة، وان يحذروا من هذه الوسائل الإعلامية المعاصرة، والتقنيات الحديثة التي سخرت مع شديد الأسف للطعن في منهج هذه الأمة، فمثلاً في هذه البلاد المباركة، الواجب على المثقفين، ورجال الفكر، والأدباء، وأرباب القلم من المسلمين، ان يسخروا هذه التقنيات في خدمة الدعوة الإسلامية، وأن يوجدوا آلية استراتيجية للإفادة منها في خدمة الدعوة الإسلامية، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، وفي العالم عامة، بدل ان يرموا بالإرهاب والأصولية والتطرف وغير ذلك من المصطلحات الموهمة. وخلص فضيلته إلى القول: إن الحاصل هو ان الواجب استثمار هذه الوسائل في الدعوة إلى الله، وإصلاح هذا العالم عامة، والسعي في مصالح الأمة، وفي درء المفاسد عنها، وألا يتاح للتيارات الفكرية المضادة لعقيدتنا ومنهجنا ان تتسلل إلى عقول أبنائنا من خلال هذه القنوات، وتلك في الحقيقة مصيبة كبيرة تحتاج من الغيورين التصدي لها، كما ان الواجب كبير جدا على القائمين على وسائل الإعلام، وعلى رجال المال والأعمال، وعلى كل المسؤولين كل في مجاله، ان يقدم لدينه خدمة في خضم هذه الأحداث، وذلك بأن يكون لبنة صالحة، يرعى المسؤولية الملقاة عليه تجاه دينه ومجتمعه وأمته الإسلامية. التحدي لمريدي الشر: ومن جهته، أوضح سعادة الدكتور صالح بن حسين العايد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أنه حينما تتداعى الأمم على أمة أو دولة فلا منجي لها بعد الله تعالى إلا بالاجتماع والتكاتف والتآزر، وان تنبري طائفة منها تحمل مؤهلات النجاح لتتصدى لمريدي الشر بها بحكمة وروية. واستطرد الدكتور صالح العايد قائلاً: في هذه الأيام تتعالى أصوات شريرة جُبِلَ أصحابها على كره الخير وأهله تتناعق تلك البوم تحاول النيل من المملكة العربية السعودية ذلكم البنيان الراسخ بتأييد الله عز وجل، وحين تهاجم بعض الصحف ووسائل الإعلام الغربية المملكة فهي إنما تقدم صك تفوق لبلادنا؛ لأن الرياح تعصف باتجاه الأشجار السامقة، أما حشائش الأرض فلا تحفل بها الرياح، كما لايستهدف الخسوف والكسوف إلا الشمس والقمر. وأشار سعادته إلى أنه حين وقعت الأزمة الأخيرة المتمثلة بضرب برجي التجارة العالمية، ووزارة الدفاع الأمريكية واهتبلت قوى العدو هذه الفرصة للنيل من مكانة المملكة في العالم الإسلامي خاصة، وفي العالم بعامة كان لزاماً على القادرين من المسلمين عامة ومن مواطني هذه البلاد خاصة ان يهبوا للدفاع عن المملكة؛ لأن بلادنا لم تقصد لذاتها، وإنما استهدف شرع الله الذي تحكّمه، وراية الدين الحنيف التي ترفعها، والمنهج الوسط القويم الذي تسلكه ، ومن ثم تتفتح له أبواب القلوب، فيدخل غير المسلمين في دين الله أفواجاً اقتناعاً بالصورة المثلى التي تجليها المملكة قولاً وعملاً وسلوكاً، من المسلمين إلى دينهم الحق اقتداء بأهل هذه البلاد المباركة؛ فينبذون صنوف الشرك والبدع والخرافات، ويلتزمون بالمنهج القويم الذي هو منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه وأتباعه، الذي من أتبعه أعزه الله، ومن حاد عنه قصمه الله، وما نقم الناقمون على المملكة إلا بسبب الأنموذج الفريد الذي أبرزته لذوي العيون البصيرة، وهو الجمع بين التمسك بالدين الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة وبين الأخذ بأسباب الحياة المعاصرة تقدما وحضارة فجمعت بين الخيرين، وأعطت الدلائل التي لا تقبل الشك في أن الدين الإسلامي الحنيف هو الدين الوحيد الذي يصلح للتطبيق في هذا العصر؛ فهو الذي يعمل أهله للآخرة كأنهم يموتون غدا، ويعملون للدنيا كأنهم يعيشون أبداً. وأكد ان الدفاع عن المملكة إنما يكون بإبراز محاسن الدين الذي تلتزمه، والمنهج الذي تسلكه، وطريقة الحكم التي تتبعها، فالراعي واحد من الرعية زادت مسؤولياته بالأمانة التي تحملها، والجميع شركاء في عبء مسيرة البلاد بجناحي المحافظة على القيم الخالدة والأخذ بمنتجات الحضارة المعاصرة، وتزداد المسؤولية عندما يتعرض الوطن إلى كيد الكائدين. وأكد سعادة الدكتور صالح بن حسين العايد ان من الواجب اليوم على القادرين من أبناء هذا الوطن الحبيب ان يهبوا لإسكات أصوات الحاقدين وإفشال مخططاتهم ورد شرورهم إلى نحورهم، وأقصد بذلك أساتذة الجامعات والكتّاب والأدباء والمفكرين والسياسيين وأمثالهم، فعلى هؤلاء أن يكونوا كما يتوقع منهم جنوداً يدافعون عن بلاد الإسلام وأهله، وأن يبرزوا محاسن الدين لغير المسلمين، وأن يكونوا في صف جنوده المدافعين عنه، لا أن ينحرفوا من حيث يشعرون أو لايشعرون مع أعدائه، ولو بكلمة، مبيناً سعادته أن الكلمة أمانة، و(كفى بالمرء خيانة ألا يكون خائناً ولكنه يناصر الخائنين) كما قالت العرب في حكمتها، ولايحقرن أحد جهده أيّاً كان، حتى الكلمة يقولها أو يكتبها (فالقول ينفذ ما لاتنفذ الإبر)، توضح غامضاً، أو تنبّه غافلاً، أو تصحح خطأ، وكم أتمنى ان يحرص الكتّاب على إيصال الخيرة إلى الغربيين في أوطانهم وبلغاتهم وعلى صفحات صحفهم، ما كان إلى ذلك سبيل. وأوضح سعادته في نهاية حديثه ان من أفضل وسائل الدفاع عن الإسلام والمسلمين عامة وعن المملكة خاصة ان نقدم الصورة الصحيحة المشرقة عن الدين الحنيف لغير المسلمين، فلنبادر إلى تعريفهم بالإسلام عبر الكتب والنشرات والصحف وشبكات الاتصال الدولية والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام، ولاسيما في هذه الأيام التي تتزايد لهفة الباحثين عن الحقيقة، فلنكن على قدر المسؤولية التاريخية، وآمل ان تنفر طائفة من أمتي لدراسة أفضل السبل لتقديم دين الله، وأنجح الوسائل لذلك وإني لأشعر بمرارة وحسرة ان أمة دينها خاتم الأديان وشريعتها خير الشرائع سراجها القرآن، ورسولها أفضل الرسل، ومع ذلك لم تصل بعد إلى برنامج تعده وهي مطمئنة إلى ان من يحصل عليه من غير المسلمين سيكون كفيلا باعطائه بيانا شافيا يصل إلى درب النجاة بمن أراد الله له الخير. واستطرد سعادته قائلاً: لقد بذلت محاولة في هذا، فأشرفت على إعداد برنامج لفهم الإسلام مخصص لغير المسلمين، وهو مكون من: ترجمة لمعاني القرآن إلى اللغة الانجليزية (حجم الجيب) خال من النص العربي، وعدد من المطويات التي تتناول محاسن الإسلام، وكتاب يعرف بأركان الإسلام وتعاليمه، وثلاثة أشرطة صوتية تعالج بعض جوانب الدين الحنيف وإني أدعو جميع القادرين على خدمة الإسلام في إنجاح هذه البرامج مادة وعرضاً وتوزيعاً إلى استكمال مسيرته المباركة التي آمل ان تكون نتائجها باهرة. الصراع بين الحق والباطل: أما سعادة الدكتور ابراهيم بن محمد أبو عباة رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني، كان له مداخلة حيث يقول: الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى أن تقوم الساعة، فمنذ ان بعث الله المصطفى صلى الله عليه وسلم لتبليغ دعوة التوحيد، ونشر الإسلام بين الناس، والدعوة إلى هذا الدين الخاتم، قام نفر من أعداء الحق فناصبوا الدعوة، وصاحبها العداء، وأسفروا عن وجههم القبيح، وحركوا وسائل إعلامهم المتاحة آنذاك، لمواجهة هذه الدعوة وتشويهها، وتنفير الناس منها، كما وصفوا صاحبها بكل وصف قبيح، فقالوا عنه أنه ساحر وشاعر وكاهن ومجنون ...الخ، وما ذلك إلا لصد الناس عن هذا الدين الجديد. ومضى فضيلته في حديثه قائلاً: لكن لم يتحقق لهم مايريدون، فعاد كيدهم في نحورهم، وأظهر الله دينه، ونصر عبده، وأعز جنده، وهكذا في كل مرحلة، وفي كل عصر يهب أهل الباطل لمواجهة الحق، وينتعش الباطل، ولكنه سرعان ما ينهار ويذوب أمام قوة الحق، مؤكداً أنه في هذا العصر الذي أصبح فيه الإعلام سيد الموقف، له كلمته وأثره وتأثيره، لتنوع وسائله وأساليبه، نلاحظ هجمة شرسة، وحملة مسعورة يقودها الإعلام المعادي، وتقف وراءها الصهيونية العالمية بكل ما تملك من أموال وإمكانات وتقنيات ووسائل اتصال، ويساعدهم نفر من أذنابهم.. وقد سلكوا نفس المسلك الذي سلكه آباؤهم وأسيادهم من قبل، فهجموا على هذه الأمة الإسلامية، واستهدفوها في أغلى وأعز ما تملك وهو دينها العظيم، ووصفوه بالإرهاب، واتهموا أهله بالتطرف والتشدد والأصولية، وتدخلوا في خصوصيات هذه الأمة، من منطلق حرصهم على حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحريات، ونشر ديمقراطيتهم، وغير ذلك من مبررات التدخل. وبين الدكتور أبو عباة أن هدفهم الحقيقي فصل هذه الأمة عن عقيدتها ودينها وقيمها وأخلاقها، لتفقد مصدر عزها، وتدور في نفس الفلك الذي تدور فيه تلك الدول، وتصبح تابعة ذليلة لاتقوى على المقاومة والمواجهة. وقال سعادة رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني ان هذه البلاد المسلمة، بلاد الحرمين الشريفين، لم تسلم من تلك الهجمة، بل وجهت إليها سهام الحقد المسمومة، وتناولت أقلام بعض الموتورين وألسنتهم هذه البلاد طعناً، وتشويهاً وتشكيكاً، رغم المواقف المشرفة، والمنهج المعتدل الذي تسير عليه هذه الدولة منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، ونحن نعرف جيداً أسباب هذه الحملة، ودوافعها الحقيقية، ومن أهمها التزام هذه الدولة لمنهج الله، وتطبيقها لشريعته، وإقامتها لحدوده، وتمسكها بعقيدة الإسلام السمحة. واستطرد سعادته قائلاً: كما ان مواقف قادة هذه البلاد من القضايا الإسلامية بشكل عام، ومن قضية فلسطين بشكل خاص، وجعلها من أولويات اهتمامات القيادة السياسية، كل هذا اثار علينا الآخرين، فتحركوا بكل ماأوتوا من قوة عبر وسائل إعلامهم الماكر المضلل لتشويه الحقيقة (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)، ويقول تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون). ودعا الدكتور ابراهيم أبو عباة في مثل هذه الظروف العلماء والمفكرين والدعاة وجميع أصحاب المنابر من كتّاب وأدباء وغيرهم إلى أن يقوموا بواجبهم، ويتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم وقيمهم، وتفنيد مايثيره الأعداء من شُبَهٍ وأباطيل، وتوضيح حقيقة الإسلام، وبيان سماحته ويسره وعظمته وعزته، وبعده عن التطرف والغلو، وموقفه من الإرهاب. وأشار إلى أن نفرا ليس بالقليل من ضحايا الإعلام المعادي قد تأثروا بما ينشره ذلك الاعلام من سموم، ويتبناه من أوهام وأباطيل، ولكنهم يبحثون عن الحقيقة، وعلى استعداد لتقبلها متى ما وجدوها، وهذا هو دور العلماء وقادة الفكر ورجال الأمة، أما أولئك الجاحدون الحاقدون الذين يعلمون الحقيقة ولكنهم عنها صم بكم يتعامون عنها، فهؤلاء لايصلح لهم إلا مقارعة حججهم، وإبطال دعواهم، ودحض شُبههم، وتعريتهم أمام الناس بالمنطق والحجة والبرهان (إن تنصروا الله ينصركم)، (إن ينصركم الله فلا غالب لكم). وأكد سعادة الدكتور أبوعباة في ختام حديثه أنه بالإخلاص والصدق والعمل الجاد نستطيع ان نوصل رسالتنا إلى الناس أجمعين، بأقل الجهود وأيسر التكاليف، لأن ديننا دين الحق، وهو دين الفطرة الذي تقبله العقول السليمة، والفطرة السوية، ولدينا من قنوات التأثير ما نستطيع بإذن الله ان نستثمره ونسخره لخدمة قضايانا الكبرى، فالكلمة الهادفة مقروءة أو مسموعة لها أكبر الأثر في نفوس الناس، كما ان الناس وبخاصة في مثل هذه الظروف في أمس الحاجة إلى الكلمة الرصينة، والقول السديد، والعمل الجاد، فالكلمة أمانة.. سائلاً الله للجميع التوفيق والسداد، إنه سميع مجيب.