ذلكم أخي وصديقي الأستاذ محمد بن عبدالله الصقعبي الذي أحبه الناس حياً وبكوه ميتًا، غادر دنيانا الفانية يوم التاسع من شهر صفر لعام 1442 - رحمه الله. معلم أجيال وقدوة لإخوانه وأبنائه وأبنائهم، نشر جناحية بالرحمة والعطف حيث تربى إخوانه وهم صغار تحت رعاية الله ثم رعايته، واصلوا تعليمهم وحصلوا على وظائف حكومية وخاصة مع تحليهم بأخلاق عالية يعرفها كل من عرفهم. في رأسي ذكريات من أنفس ما عرف الناس من ذكريات الصداقات زرعها أخي محمد بين معارفة ومحبيه - صديقًا صدوقًا- إنه الرجل التقي السعيد، ولا نزكي على الله أحدًا. سيرته جميلة حافلة أكاد أعرف رجالاً فلا أكاد أعرف رجلاً كان في ظني أسعد منه. أحب الجمال والنظافة، تراه دائمًا وقد ارتدى اللباس الجميل الغالي الثمن على جسده الطاهر ويزداد جمالاً مع ما منحه الله من بسطة بالطول. تشع الابتسامة على وجهه الكريم حين يلقاك مرحبًا بقلبه قبل لسانه. إن القلم ليقف أن طغت على القلب العواطف وازدحمت على الذهب الفكر فاعذروني إذا أنا أجملت ولم أفصل وأشرت ولم أوضح. انهمر الدمع من عيني وانحبس منطقي وحل بالقلب الحزن والأسى واللوعة حين علمت بنبأ وفاته عليك رحمة الله يا صاحبي الوفي الصادق الكريم صاحب المروءة والحب والقلب النقي. كلما أوغلت في قرارة سيرته العطرة رأيت الدلائل الجدد على نبله - وأن ما يصنع يصنعه مع الآخرين، هكذا روحه المرحة ذات اللطف، يزيل الوحشة ويطرح الكلفة ويتحمل الغلظة ويغتفر الغلطة - تمتع -رحمه الله- بذاكرة قوية يعرف بها الناس والأماكن. أقول جمعنا المحبة وحب القراءة التي يجيد متابعتها في كتب الأدب والشعر وأخبار الأمم. لن أستطيع إيفاء الرجل مناقبه وهي كثيرة، أدعو الله العظيم أن يكون مقره جنات النعيم والدعاء له كلما أصبحت وأمسيت - صديق لا تنام صداقته عن أصحابه. رحمك الله أبا عبدالله. ** **