النقد أداة سلوكية    الاتحاد السعودي لكرة القدم ينهي التعاقد مع مدرب المنتخب "روبرتو مانشيني"    إقالة الايطالي مانشيني من تدريب المنتخب السعودي    النصر يطرح تذاكر مواجهته امام العين الاماراتي    العقيدي يعود الى النصر بعد فترة غياب بسبب الاصابة    تعليم البكيرية يشارك في معرض القصيم للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2025"    السنة المهجورة.. خدمة الرجل لنفسه ومساعدته لزوجته    «الدفاع المدني»: أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة من الجمعة حتى الثلاثاء    توقعات الناخبين حول اعتراف المرشحين بالهزيمة في انتخابات 2024    كانتي يقود نادي الاتحاد لفوز صعب على الرياض    «سلمان للإغاثة» يساند جهود الأمم المتحدة في إغاثة المحتاجين والمتضررين    إحباط تهريب (330) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    مفتي قيرغيزستان ينوه بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين    كادي الخثعمي بطلة لتحدي القراءة العربي 2024    وزير الخارجية يلتقي الرئيس الفلسطيني والأمين العام للأمم المتحدة    الجلاجل: "ملتقى الصحة العالمي" ينقل المملكة من الاستهلاك إلى الابتكار    محمية الشمال للصيد.. رؤية الحاضر بعبق الماضي    دروس قيادية من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد    فيصل بن مشعل يستقبل مدير للعيادات الشاملة التخصصية لقوى الأمن بالقصيم    الاستثمار الأجنبي المباشر يتجاوز مستهدف الاستراتيجية الوطنية    دلالات الصراع الذاتي في رواية «سادن»    شواهد تاريخية    وزيرة الدفاع الإسبانية تستقبل وزير الدفاع ويعقدان جلسة مباحثات رسمية    نائب أمير مكة يتوّج الفائزين بجائزة مكة للتميّز في دورتها ال 16    السعودية للكهرباء تختتم مشاركتها في ملتقى توطين قطاع الطاقة بتوقيع اتفاقيات تتجاوز قيمتها 54.7 مليار ريال    وزير الدفاع يلتقي وزيرة دفاع إسبانيا    القبض على 4 متورطين في حملة كراهية تجاه فينسيوس    معهد الدراسات الفنية للقوات الجوية يحتفي بتخريج الدورة «140»    نائب وزير الخارجية يشارك في المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته    الرئيس الفلسطيني: إسرائيل تخطط لإفراغ غزة من سكانها    أمانة عسير تستعيد 6مواقع تم التعدي عليها في نطاق مدينة أبها    إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر أكتوبر    المركز الوطني للطب البديل والتكميلي يستضيف وفداً من دار النشر بجامعة الإمام    د. التميمي: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجية تجمع الرياض الصحي الأول    العالمي يزيد الراجحي يتأهب لتحدي جديد في رالي القصيم 2024    أسرة الشريف تزف أحمد إلى عش الزوجية    "شتانا حكاية" في الرياض تستضيف أول سيرك مائي متنقل في الشرق الأوسط    الهيئة العامة للعقار تُعلن بدء أعمال السجل العقاري ل 39 حيًا بمدينة الرياض والمدينة المنورة    تقرير أممي : 70 % من قتلى النساء والأطفال بالحروب كانوا في غزة    «الحسكي».. واحات طبيعية ومكونات سياحية مميزة    أمير المدينة المنورة يرعى الحفل الختامي لموسم تمور المدينة    وزير الدفاع يجتمع مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الصناعية الإيطالية    نائب أمير الرياض يعزي أسرتي بن شوية وبن حضرم    المطارات للسفر.. لا للمزاح    امرأة يمَّمت وجهها شطر الإبداع.. عن ابنة «بيت الحكمة» أكتب    المُعمِّر السعودي.. حكاية انتهت بقوتها ورشاقتها    السعودية وتحديات المنطقة    الدرعان مديراً بمجمع إرادة والصحة النفسية    أفراح حلواني وراشد بقران الدكتور عاصم    حدثوني عن مقبرة الأحلام    عبدالعزيز بن ماجد يواسي آل مقبول في فقيدهم    نائب مدير عام الجوازات يتفقد سير العمل في جوازات منطقة القصيم    الحليسي يحتفي بدكتوراه ريم    18 مليونا تذاكر السينما المباعة    مرضى اضطراب الزورانية غير مسؤولين جنائيا    4 تقنيات بمؤتمر تطورات طب الأطفال    السفير الإيراني يزور مجمع طباعة المصحف الشريف    نائب أمير الرياض يعزي ابن شوية وابن حضرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صون التراث.. مهمة مشتركة بين المواطن والمسؤول
نشر في الجزيرة يوم 05 - 10 - 2020

أعلن صاحب السمو وزير الثقافة عن إطلاق مشروع ترميم وتأهيل مباني التراث العمراني ذات القيمة المعمارية والتاريخية وسط مدينة الرياض، التي تأتي من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالاهتمام في صون التراث والمحافظة عليه، وبتوجيه مباشر من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وهذا الأمر الكريم من صاحب السمو الملكي ولي العهد رسالة عالية الأهمية في رعاية الدولة أعزها الله للإرث الثقافي للوطن بكافة أنواعه، وامتداداً لأوامر كريمة سابقة مثل مشروع ترميم المساجد التاريخية، ودعم وتطوير مسابقات الإبل، وهذه الرعاية المباشرة تؤكد الأهمية الثقافية وتعزز الانتماء إلى الهوية الوطنية والارتباط بالمكان.
الحفاظ على التراث، وتطويره والاستفادة منه كمنتج ثقافي يسهم في التعليم والاقتصاد، وكذلك كهوية فريدة من نوعها يمكن تقديمها للعالم الخارجي، والتي تعكس القيم والعادات الأصيلة للوطن وأبنائه، إضافة إلى أن صون التراث ورعايته على أعلى مستوى في الدولة يخلق إطاراً شاملاً لدى الجميع من المسؤول مروراً بالمواطن وصولاً إلى المقيم في أهمية استشعار الدور الكبير لهذه الكنوز الثقافية وعدم الإضرار بها، ونقلها من جيل إلى جيل مثلما تسلمناها من الأجيال السابقة.
ترميم وسط مدينة الرياض، ليس لحفظ التراث فقط، بل هو وسيلة تعليمية سواء لدراسة العناصر الثقافية التي تحتويها تلك المنازل، أو من حيث التصاميم المعمارية التي تعزز المفهوم الإنشائي والعمراني والعمل الإبداعي لبقاء هذه المنازل التي تحتفظ بمرحلة بناء الوطن لأكثر من مئة عام رغم أنها بنيت من موارد محلية، وتروي قصة الوحدة الوطنية والأمن الوطني.
صون التراث ليس حفظاً له كموروث ثقافي فحسب؛ بل حتى على المستوى البيئي، حيث يلعب دوراً مهماً في تحسين المشهد الطبيعي للمدينة، ويحافظ على سلامة البيئة المحيطة.
الدور في صون التراث ورعايته، ليس دوراً على الحكومة ومؤسسات الدولة فقط، بل دور يشترك فيه المواطن أيضاً، في حفظ المباني التراثية ذات الملكية الخاصة، واستيعابها ضمن مشاريعه الحديثة، أو تسليمها للجهات المختصة في رعاية التراث لتقوم بدورها تجاه هذا الموروث.
مرّت بيوت الطين في فترة من الماضي بحملات تفريغ المدن من تاريخها، وخلقت فراغاً ثقافياً لا يمكن إعادته، إلاّ أن الرعاية الملكية الكريمة للتراث العمراني أعادت للتراث أهميته.
من يطالع الدول المتقدمة التي تعد وجهات رئيسية للسياحة، يجد أنّها تعتمد على مباني التراث العمراني كمنتج سياحي مستدام يستفيد منه السائح مع الحفاظ على سلامته، وأصبحت هذه المباني تتصدر مشاهد ذكريات السائح حول العالم. لذلك، سيكون التراث العمراني السعودي بعد استكمال ترميمه، وتشغيله كمنتج ثقافي سياحي أحد أهم وجهات السياحة الثقافية في المرحلة القادمة في المملكة، وسيكون المواطن السعودي أول الفخورين بهذا الكنز الثقافي الذي بقي شاهداً على وحدة الوطن ونموه في ظل قيادة جعلت منه ركيزة أساسية في الهوية الوطنية، معززاً الارتباط بين الإنسان والمكان.
وبكل تأكيد، لن يكون هذا المشروع النوعي للتراث العمراني وسط الرياض مشروعاً فردياً، وستشمل الرعاية الكريمة عموم التراث العمراني في كل جزء من الوطن إن شاء الله، وسيخلق للمسافر برّاً محطات ثقافية بين مدن وقرى المملكة، وسيعزز الترابط الوطني بين أبناء الوطن، وتسويق المنتجات المحلية والتبادل الثقافي بين أفراد المجتمع.
سيكون هذا المشروع بعد استكماله إن شاء الله وتشغيله في خدمة التراث الوطني تجربة وطنية يمكن تصديرها كمشروع نوعي وريادي في صون التراث، ويعزز الحضور الدولي للمملكة في رعاية التراث وتنميته واستثماره فيما يحقق المنفعة الوطنية، وسيكون وسط الرياض وجهة سياحية ثقافية متكاملة وعلامة بارزة في صناعة السياحة في المنطقة الوسطى بتكامله مع مشروع النقل العام.
** **
مرضي الخمعلي - ماجستير إدارة الفنون والتراث الثقافي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.