يعد كتاب «الممتع في التصريف» لابن عصفور من أصول الكتب الصرفية التي ينهل منها شداة هذا الفن وطلابه، يقول أبو حيان الأندلسي عنه :»إنه أحسن ما وضع في هذا الفنّ ترتيباً، وألخصه تهذيباً، وأجمعه تقسيماً، وأقربه تفهيماً» . وقد طُبع الممتع بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة غير مرة، كان آخرها عام 1996م، تقع في مجلد واحد، عن دار «لبنان ناشرون». ولي مع تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة -في طبعته الأخيرة- وقفات.: الأولى: زيادة لفظ «الكبير» في عنوان الكتاب في الطبعة الأخيرة؛ إذ جعله بعنوان «الممتع الكبير في التصريف». ودليل الدكتور قباوة في تسميته هذه، ما ذكره أبو حيان في كتابه «تذكرة النحاة» إذ أطلق فيه على كتاب ابن عصفور اسم «الممتع الكبير».، يقول د.قباوة في مقدمة تحقيقه: «والواقع أن أبا حيان النحوي اطلع على الصورة الأخيرة من نسخة المؤلف نفسه، وعبر عنها بالنسخة الجديدة، وأطلق عليها اسم»الممتع الكبير... وحُقّ لي أن أجعل اسمه في هذه الطبعة «الممتع الكبير» كما ذكر أبو حيان» .. وزيادة المحقق لكلمة الكبير ليست بصحيحة؛ لأسباب منها: 1- أنَّ ابن عصفور سمَّى كتابه باسم الممتع في المقدمة ولم يصفه «بالكبير»، يقول في مقدمته: «مُشبِهًا للروض في وشْي ألوانه، وتَعمُّم أفنانه، وإشراق أنواره، وابتهاج أنجاده وأغواره، والعقد في التئام وصوله، وانتظام فصوله، سميته ب «الممتع»، ليكون اسمه وَفق معناه، ومترجمًا عن فحواه». وقد وجدت هذه التسمية في كل نسخ الممتع التي بين أيدينا، اثنتان منها اعتمد عليهما الدكتور قباوة في تحقيقه، واثنتان لم يطلع عليهما.. 2- أنَّ تسمية الكتاب ملك للمؤلف نفسه فزيادة أبي حيان في التسمية -إن صحت- ليست حقاً له، ولا للدكتور قباوة. 3- أنَّ مَن ترجم لابن عصفور ذكر أنَّ له كتاباً اسمه الممتع في التصريف، بل إنَّ أبا حيان نفسه ذكر في غير ما موضع في التذييل. والارتشاف. أن لابن عصفور كتاباً اسمه الممتع في التصريف، ولم يصفه بالكبير. 4- أنَّ الخطبة التي أثبتها أبو حيَّان في كتابه «تذكرة النحاة» وأطلق فيها اسم «الممتع الكبير» على كتاب ابن عصفور فيها اختلاف كبير عما هو مدوَّن في مقدمة الخطبة في النسخ المخطوطة - كما أثبت ذلك المحقق قباوة في مقدمة تحقيقه.- مما يقوِّي القول إنها زيادة مقحمة، أو تصحيف أو غير ذلك. ولو سلَّمنا بثبوتها صحيحة لأخذنا بقول أبي حيان المتأخِّر وهو تسميته بالممتع فقط كما فعل في التذييل والارتشاف؛ لأنَّ كتاب التذكرة ألَّفه أبو حيان قبل كتابيه التذييل والارتشاف بدليل أنه أحال إليه في الارتشاف. وفي التذييل. مما يدل على تأليفه له قبلهما. 5- أن المحقق في الطبعات السابقة للكتاب لم يُضِف للعنوان لفظ الكبير مما يعني أنه ليس بمتيقن من هذه الزيادة. فأخلص من هذا بأن العنوان الصحيح -في نظري- هو الممتع في التصريف، لا كما أثبت الدكتور قباوة في الطبعة الأخيرة من الكتاب. ** **