تعيش بلادنا المملكة العربية السعودية عامها التسعين الذي يروي لنا قصص الأمجاد، قصة وطن، وسيرة رجال من عهد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه وأجزل له العطاء- ومروراً بأبنائه الملوك البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين ساعده الأيمن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-. تسعون عاماً من البذل والعطاء، والتضحية والوفاء من ولاة الأمر الأوفياء الذين سُطرت أعمالهم وإنجازاتهم في صفحات المجد بماء الذهب، فأصبحت خالدة في القلوب، فكان لولاة الأمر مقر في القلوب، ولهم في عيون شعبهم شوقاً ومحبة، وألسن الشعب الوفي ضاجة بالدعاء والثناء، وهذا من فضل رب الأرض والسماء، فغدت أسماء قادة هذه البلاد الطاهرة لامعة في سماء المجد، وسيرتهم بالعطاء والتضحية تمتد، فلم تكن لشعبهم فحسب، بل للعالم أجمع؛ والأمثلة على ذلك كثيرة يصعب حصرها واستقصاؤها، ولعل من آخرها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله بنصره- في جائحة كورونا حينما قال -حفظه الله- «أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة» في تصريح تجلت فيه معالم الإنسانية والوفاء، كانت وما زالت بلسماً على المواطن والمقيم، بل تجاوز الوفاء والإحسان إلى مخالفي أنظمة العمل والعمال، فكانت التضحية للإنسان ومن أجل الإنسان، فحدثني عن العدل والإنسانية أحدثك عن بلادي مملكة العدل والإنسانية وولاة أمرها أعزهم الله؛ وليس المقام مقام ذكر لمناقب ولاة أمرنا فهذه الصفحة كثيرة الأحداث، مليئة بالمنجزات، وهذه المناقب مستقرة في أذهان الصغار قبل الكبار، تكلم بها أهل العقول الزاكية السليمة، وأمرضت أهل الحسد والأهواء، فيا لهم من رجال يصعب تكرارهم، أو تشبيههم بغيرهم. تسعون عاماً من الولاء والانتماء تُميز أهل هذه البلاد -المباركة النقية المملكة العربية السعودية حرسها الله من كل سوء ومكروه- بالولاء والانتماء لبلادهم وولاة أمرهم وما ذاك إلا لتطبيق أحكام الدين، وشريعة رب العالمين، واتباع هدي سيد الأنبياء والمرسلين، وتحقيق التوحيد الخالص عملاً، والقرآن الكريم منهجاً، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم طريقاً، وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم قدوةً، فتحقق بذلك بعد توفيق الله الولاء لولاة أمرنا أيدهم الله، ومبايعتهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والانتماء لهذه البلاد النقية المباركة؛ بلاد يصعب في هذا المقام ذكر خيراتها، وما تميزت به، وخصائصها، فهي قبلة عباد الله الصالحين، ومحط أنظار المسلمين في كل البلدان. تسعون عاماً من المحبة بين الشعب وولاة أمره، إن محبة الإنسان لبلده نابعة من قلبه فهي محبة فطرية، كيف إذا كان هذا الوطن هو وطن التوحيد المملكة العربية السعودية، حاضنة الحرمين الشريفين، وراعية القرآن والسنة، وناصرة قضايا الأمة، والبارزة في الأعمال الإنسانية، فإن المحبة آنذاك تتجاوز الفطرة إلى التقرب إلى الله بها، والدفاع عنها وعن ولاتها وإظهار ذلك بالأقوال والأعمال، ومحاربة أهل البدع والأهواء، وكل حاقد ناقم لا يريد لها العزة والاستقرار. أسأل الله أن يزيد بلادنا لحمةً ووفاءً، وازدهاراً ونماءً، وأن يحفظ علينا ديننا وولاة أمرنا وعلماءنا ورجال أمننا، وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، إن ربي على كل شيء قدير. ** **