في مجتمعنا وصلنا إلى مرحلة أن السلوك الشرائي للفرد للمنتجات تجاوز الوضع الطبيعي وانتقل إلى مرحلة الشره والإدمان، فأصبح شراء السلع الكمالية بازدياد وكأنها سلع ضرورية أساسية، مما ساهم في زيادة تكلفة الفاتورة الشرائية للأسر. وهذا نتيجة طبيعية لبعض العادات السلبية التي اكتسبتها الأسر وأصبح فيها التنافس بين الناس في اقتناء السلع الكمالية ظاهرة واضحة في مجتمعنا مما انعكس سلباً وبشكل مرهق على ميزانية الأسرة. ومع انخفاض الدخل وزيادة الأسعار في المجتمع نتوقع أن تتغير سلوكيات الشراء، فالمرحلة القادمة تتطلب من الجميع إعادة النظر في السلوك الشرائي وإدراك البعض أن شراء الكماليات ليس أمرًا ضرورياً ومهماً. المتوقع أن يحدث زيادة في العرض من السلع والمنتجات مع انخفاض في الطلب يصاحبه انخفاض في الأسعار لكل المنتجات والخدمات في المرحلة القادمة، وتزايد في العروض الترويجية والتخفيضات من الشركات للمستهلكين، مما يجعل الشراء مغريًا للمشتري. وهنا يأتي دور المستهلك الواعي في أن يكون قرار الشراء فقط للحاجة وليس فقط لإشباغ رغبات قد تكون غير مهمة وضرورية. ومن المعروف في التسويق أن تغيير نمط السلوك الشرائي للأسر يحتاج لوقت للتأقلم عليه، ويلعب رب الأسرة دورًا كبيرًا في سبيل إقناع أفراد الأسرة بأهمية التغيير في سلوكهم الشرائي. ومثل تلك السلوكيات الاقتصادية السلبية المنتشرة في المجتمعات المعاصرة تمثل عبئاً اقتصادياً ولها آثار ضارة على الاقتصاد الأسري، وكذا الاقتصاد الوطني فضلاً عن اقتصاد المجتمعات والدول، وبالتالي فالحل هو تغيير النمط الشرائي السلبي للعودة إلى الوضع الطبيعي في الإنفاق وتقديم الأولويات على الكماليات.