شيء يصل إلى العمق بدون توقف عندما يذهب ... يذهب بالجميع ويبقى بالجميع أيضاً ! ظلهُ لاينقطع .. وصوته لا يستخير كثيف بي يغطي جنبات حياتي ويستر زلاتي ويراعي هفواتي ... «سرمدي» حياة لا يمل ولا ينقطع . كلما حدثت فجوة في سقف أحلامي جملها ورسم عليها زهوراً وأنهاراً وأكملها .. وإن شعر بوميض حزني .. غزل الغيم فستاناً أبيض .. والليل شعرا طويلا وصنع من المرجان أكواباً بحرية ومن المطر نمارق زرقاء وخضراء وبنفسجية. ومن العشب والورد كعكةً بألوان قوسية. وأتى بباقات الزعتر واللوز والأشجار الجوزية سرمدي بقاء وإن سحبهُ البعد بعيداً . يبحثون عن عثراتي في قمة احتياجي واحتجاجي وينصرون تفكيرهم على شعوري ومشاعري ويحثون سمعي بشتائم انبهاري وانهياري. لايكفون عني لومهم ولا يكفونني . كان الجيد في الأمر أنني أعرف جيداً قلبي وكان السيئ في ذلك أنه كان منهكاً . فكان بالكادِ يرفعُ عنقهُ ليصد عنهم . يجب أن نتعلم أن حب الأشياء لايأتي سهلاً وأن الثمن الذي يكون مقابلها قد يصلُ لصلاحها. وان المُر الذي يمرُ من خلالنا يبدلُ كل حالٍ . أرواح تتهالك وقلوب تُفطر ومواثيق تُقام . حتى يكون هذا الأمر سرمدي لا ينتهي وأصيل لا يتغير ... وعهد طويل . العزلة التي نضع أنفسنا بها حيال التمسك عزلة روح لا جسد تعيدنا لأنفسنا ببطء شديد نتمسك حتى تُبتر أصابعنا ولا تنبت من جديد فلقد تلُف جذرها ... ومات عرقها وتلاشت . ثقوب في جوف جروحي تطيب بعضها ويبقى ثُقبها ملتهباً لا يطيب ولا يستطيب. البذل من العمق شيء مبجل فمن أراد بذل ومن أراد تراخى ولكل منا طاقة صبر وصمود روح .. فلننظر لذلك الصمود إلى أي مدى سيكبر بنا وإلى أي طاقة سيظل .. ** ** - شروق سعد العبدان