تذكرةُ المجازِ الأخيرة

الشاعرة حوراء الهميلي

ما عاد يفتحُ للحقيقةِ بابَهُ
مِن شرفةٍ أخرى
تطلُّ فراشةٌ
وبصدرِ عزلتِه تضيءُ غيابَهُ
وترفُّ في وجهِ المرايا
رقصة
كالريحِ أغرتْ في المحيطِ عُبابَهُ
فمشى وراءَ الضوءِ
مفتتنًا به
وتكشَّف المعنى إليه
فهابَهُ!
هو مُمْعِنٌ في التيهِ
يخشى لو يمس
بثغرِ مصيدةِ الكلامِ عتابَه
ورأى بكفِّ الأرضِ ملءَ عروقِها
نخلًا تغازلُ في السماءِ سحابَهُ
فتيقَّنَ الإنسانُ أنَّ نجاتَهُ
بالأرضِ
إنْ ضمَّ الترابُ ترابَهُ
ما الطينُ؟
ما الإنسانُ؟
غير قداسةِ الوطنِ الممازجِ
بالهوى أصلابَهُ
وطنٌ
برائحةِ الحنينِ
إذا مشى
وردُ الجنائنِ يبتغي أثوابَه
نهرُ العواطفِ في مضيقِ جبينِهِ
يختطُّ من شفةِ الندى أتعابَهُ
إنْ قالت الصحراءُ:
لا ماءٌ...
سيحلبُ من ضروعِ الأمنياتِ سرابَهُ
ويحيلُ أصداءَ الفراغِ
منابرًا للذِّكْرِ
أكدَّ بالهدى استحبابَهُ
مذ أدمنتْ لغةُ الجمالِ سهولَهُ
وحقولَهُ
وعيونَهُ
وهضابَهُ
ما عاد يسعفها انزياحُ قصيدةٍ
لم تستطعْ بفمِ النهى إعرابَهُ
وطنٌ يليقُ به الخلودُ
كما اشتهى (جلجامشٌ)
إذ يبتغي أعشابَهُ
هو في الخرائطِ جنةٌ كونيةٌ
وبها سنغفر للزمانِ خرابَهُ
تاريخُنا لما أطلَّ برأسِهِ
أبدى لِ(جَنَّةِ موطني) إعجابَهُ!
** **
سيرة ثقافية مختصرة
- حوراء علي الهميلي
شاعرة من المملكة العربية السعودية من مواليد 1989م الأحساء.
- حاصلة على بكالوريوس في تخصص الكيمياء من جامعة الملك فيصل.
- حاصلة على المركز الأول في أمسية جزل المقامة في جامعة السلطان قابوس في عمان.
- فازت بالمركز الأول في مسابقة (أبطال الصحة) المقامة في نادي تبوك الأدبي.
- حاصلة على المركز الثاني في الشعر العامودي على مستوى مدارس محافظة الأحساء أثناء دراستها في المرحلة الثانوية.
- أقيمت لها عدة مقابلات إذاعية في إذاعة الرياض، ولها مداخلة تلفزيونية في برنامج (يا هلا) في قناة روتانا الخليجية.
- شاركت في أصبوحات شعرية وندوات.
- شاركت في عدة مسابقات ومهرجانات دولية.
- لها العديد من المشاركات في المحافل الاجتماعية والأهلية.
- نشرت لها عدة قصائد ومقالات في جريدة اليوم ومجلة صبرة ومجلة إبداعات.
- كتبت عدة أعمال وأوبريتات إنشادية.
- لها ديوان شعري سيرى النور قريبًا بعنوان: ظمأٌ أزرق.