بين سلطنة الهواية وهيمنة الهوية.. ركض كفارس أصيل ونجح كخبير نبيل.. كاتبا جملته الأسمية من مبتدأ «الثبات» وخبر «الإثبات» مقرناً صفة «المثقف» بموصوف «الإعلامي»مفصلاً «وصفة» الأديب» بوصوف «العصامي».. برع في «البدايات» بهمة «الموهوب» وشرع في «المهمات بمهمة» الوجوب» فصعد «سلم» المهن بروح «المتعطش» إلى لذة «المشاق» ولامس «معلم» التتويج ببوح «المتلهف» إلى آخر «السباق». إنه المستشار والإعلامي رئيس جمعية الثقافة والفنون السابق ورئيس تحرير صحيفة اليوم السابق والرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي أحد أبرز الوجوه الإعلامية والثقافية في السعودية والخليج. بوجه قصيمي تشع منه علامات «النباهة» وتتوارد فيه اعتبارات «البساطة»، وعينان واسعتان وشارب كساه المشيب وتقاسيم ودوده تشبه والده وتتكامل مع أخواله وملامح أليفة خليطة بين الود والجد وكاريزما مسجوعة بالمعرفة مع أناقة وطنية ترتدي البياض وتعتمر «الشماغ» المرسوم بتشكيل أنيق.. وصوت محفوف باللغة الفصحي التي تتقاطر منها مفردات رصينة وانفرادات متينة ولهجة قويمة تتراوح بين العبارات الإعلامية والاعتبارات الاستشارية، قضى البازعي من عمره عقودًا وهو يملأ الميدان بالتغطيات الحصرية ويعمر الصحف بالبصمات الجلية ويضيء المنصات بالأحاديث الصحفية ويميز القطاعات بالاستشارات الثرية. في عرعر ووسط حقولها وشتائها ولد وتفتحت عيناه على «أب كريم» و»أم عظيمة» علماه «أصول» التربية و»فصول» التهذيب فربي في «حضن» الأمان وتربي في «حجر» الاطمئنان «وكان صغيراً يراقب والده وهو يجهز «حقائب» السفر للتجارة إلى الشام ومصر مع وفود «العقيلات» وكان يرتقب هو وأشقاؤه وشقيقاته بشائر الفلاح في غلات «الغربة» وتفاصيل الصلاح في ومضات «الاغتراب» فنشأ في أطراف ألفة الأسرة وكبر وسط ائتلاف العائلة. انتقل للرياض وركض مع أقرانه في حي المرقب الشهير بالعاصمة الذي كان يلاحق فيه بعد نظره وهو يجمع «قصاصات» المجلات ويكتب «قصص» الذكريات وينتظر فجر «اليقين» بين نصح أبوة وحنان أمومة مخطوفاً إلى رحلة «الشتاء والصيف» إلى الجوف التي كان والده يفتح فيها بوابات «الضيافة» في مثلت الكرم والجود والعطاء لرجال البادية وتجار العقيلات وأهالي المنطقة تاركًا بين أبنائه «مناهج» مستديمة من العرفان و»معارج» مستدامة إلى الامتنان. ظل البازعي محاطاً بابتهاج «النشأة» وإنتاج «التنشئة» وتوفى والده بعد أن حضر زواجه وظل مكفولاً برعاية «والدته» نورة السديري التي علمته وأخوته «أسرار» السعي و»اقتدار» الوعي في صناعة «المكانة» وصياغة «التمكين» فظل ينهل من تلك المعاني حتى توفت تاركة لهم «معالم» القيم» و»مغانم» المحاسن. سيرة تعليمية متوجة بالتفوق نال فيها البازعي بكالوريوس الصحافة من جامعة الملك سعود عام 1979 ثم عمل بعدها متدرجًا في صحيفة الرياض من مراسل حتى وصل إلى مدير تحرير.. انتقل بعدها للعمل في وزارة التعليم العالي وانتدب للعمل في الملحقية الثقافية السعودية بفرنسا من عام 1985- 1988 حتى نال منصب سكرتير لجنة العلاقات الثقافية الدولية بالوزارة.. سكنه الشوق إلى بلاط صاحبة الجلالة فعمل مرة أخرى كمراسل حربي لصحيفة الرياض أثناء حرب الكويت حيث رافق فرقة من مشاة البحرية الأمريكية أثناء معارك التحرير. وفي عام 1993 تم تعيينه رئيسًا لتحرير صحيفة اليوم وعمل على تطويرها وإنشاء النظام الإليكتروني للعمل بها واستمر بها حتى عام 1997.. عاد للعمل الحكومي في التعليم العالي ثم مديرًا عاماً للعلاقات والمراسم برئاسة الحرس الوطني ومسؤولاً إعلاميًا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.. وعمل مستشارًا غير متفرغ للهيئة العامة للاستثمار ومستشارًا إعلاميًا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وتم تكليفه متحدثًا رسميًا للجنة العامة لانتخابات المجالس البلدية في الدورة الأولى وامتاز في عمله بالإبداع والإمتاع الذي صنع فيه الفارق ووضع خلاله الفرق بتفاصيل الانفراد. حصد البازعي جائزة رجل العلاقات العامة عام 2005 وقدم العديد من الاستشارات الإعلامية ووضع خطط الاتصال الإستراتيجية لأجهزة حكومية عدة وخاصة وقطاعات غير ربحية واجتاز دورة في القيادة والإدارة المتقدمة من جامعة أكسفورد وتم ترشيحه عام 2013 رئيسًا لمجلس إدارة الجمعية العربية للثقافة والفنون واستمر فيها حتى عام 2017 وله عضويات في جهات عدة بالداخل والخارج، ويشغل حاليًا الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح وفنون الأداء بوزارة الثقافة والتي قدم إليها وهو يحمل في يمناه «ملفات» التطوير وفي عقله «لوائح» التنوير. سلطان البازعي رجل الإعلام وعقل المهام الذي وقع عقود «الانتصار» بسطوة «الكفاءة» وكتب وعود «الاعتبار» بحظوة «الإجادة» في شؤون «النتائج» ومتون «الوقائع».