طرح الابن العزيز ماجد @majed_i عبر حسابه بتويتر سؤالاً افتراضياً قال فيه: لو امتلكت قدرة أن تشهد حدثاً في الماضي ليوم واحد اختر الحقبة والحدث وسبب الزيارة للاكتشاف أو المشاركة؟ هذا السؤال في الحقيقة ليس سؤالاً عبطياً، ولكنه من وجهة نظري يضعنا أمام تمنيات قد تكون غير ممكنة، لكنها في الحقيقة تحمل الكثير من الدلالات النفسية والشخصية وكذلك العاطفية، وأشواقنا المختلفة والمتباينة. طرح السؤال كان شيئاً، وإجابات المتابعين شيء آخر، بعضها ربما ذرفت معه الدموع شوقاً، وبعضها ذرفت الدموع ضحكاً لطرافته. من الطريف قول أحدهم: خطبة أبي لأمي، وهذا مع طرافته إلا أنني أقرأه قراءة مختلفة، فهذا الشخص يحمل في قلبه ويسير في دمه حب غير عادي لوالديه، حتى بلغ به الأمر تمني هذه اللحظة الجميلة في حياتهما! ومن أكثر الإجابات تمنياً.. أن يكون الشخص حاضراً دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةالمنورة مهاجراً، واستقبال الأوس والخزرج له عليه الصلاة والسلام مرددين: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع هذه الأمنية العظيمة التي ما إن يتصورها الإنسان إلا وتذرف دموعه أو تكاد، أعظم موكب يقدم عليهم حاملاً أعظم دعوة لأعظم دين! ليخرجهم من الظلمات إلى النور، يا لها من لحظة تاريخية لا تُنسى، ولا يمكن لأي إنسان يتصورها إلا ويتمنى أنه كان أوسياً أو خزرجياً. من المتابعين من تمنى لو عاش في فترة الجاهلية، وهذه أمنية طبعاً لا أتوقّع أنه يقصد أن يكون جاهلياً، ولكنه ربما يكون ممن يستعذب حياة الناس في تلك الفترة، حيث الحياة على طبيعتها، لم تعرف التزويق ولا التشويش وإنما الرجولة الحقة والكرم الصحيح والشجاعة الباسلة. نبي الله موسى عليه السلام تمنى أحدهم أنه لو كان حاضراً عندما كلمه الله! وهذا فهم خاطئ، فالله سبحانه وتعالى عندما كلم موسى لم يسمعه الناس الذين حوله، وإنما كان موسى عليه السلام فقط، فهو كليم الله، ولا سواه. عاد وثمود، وحوار موسى عليه السلام مع فرعون، وغرق فرعون، والطوفان الذي أغرق قوم نوح عليه السلام، وتمنيات قد لا يدرك قائلوها ما هي، وإنما من باب المشاركة كما هي حال الكثير ممن يتقنون (افتح فمك). الأسئلة الفلسفية التي تُطرح أحياناً، إجابات المتابعين عليها تصل إلى درجة أن تكون بحثاً علمياً مهم. أقول: عمق السؤال يعطيك تنوع الإجابات.