تمثل ساحات منطقة قصر الحكم بمدينة الرياض نموذجًا مركبًا من الساحات المستقلة، التي تشكل مع المنشآت الأخرى في المنطقة وحدة تصميم متكاملة ومتناسقة، على مستوى التصميم والمواد المستخدمة، وتكامل الأدوار الوظيفية والتخطيط العمراني للمنطقة بوجه خاص، وللمدينة بشكل عام. وتمتاز هذه الساحات التي تم إنشاؤها ضمن مشروعات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بتكامل المرافق الخدمية، وعزلها عن حركات المركبات الكثيفة في المنطقة والحد من التلوث الضوضائي، إضافة إلى توافر الأمن على مدار الساعة، ومراعاة عناصر ومتطلبات السلامة خصوصًا للأطفال. ويلمس الزائر لهذه الساحات بساطة التصميم في عناصر الساحات وخلوها من التكوينات المعقدة، وكثافة المحسنات الجمالية، والزخرفية، حيث تشكل الفراغات المسطحة السمة الغالبة. وتشكل هذه الساحات ملتقى اجتماعيًا ترويحيًا لسكان العاصمة وتسهم بشكل فعال في إحياء التفاعل الإيجابي وإبراز المظاهر الإنسانية التي بدأت تتلاشي بسبب طغيان الأنشطة التجارية في المنطقة. كما تعد ساحات منطقة قصر الحكم بيئة حديثة متكاملة المرافق لإقامة البرامج والأنشطة والاحتفالات الثقافية والاجتماعية مثل احتفالات عيد الفطر المبارك وتشمل منطقة قصر الحكم الساحات التالية: ساحة المصمك أقيمت ساحة المصمك بامتدادها واتساعها لإبراز الحصن بالشكل اللائق نظرًا لمكانته التاريخية، وتبلغ مساحتها (4500) متر مربع وقد غرس في الجزء الجنوبي منها صفوف من أشجار النخيل فيما غرست أشجار وشجيرات أخرى في بقية أجزاء الساحة عدا الجهة الشرقية التي زينت بتنسيق صحراوي تنتهي بمدرجات مرتفعة عن سطح الأرض للجلوس عليها ولحماية الحصن. ويتخلل هذه الساحة ممرات للمشاة مرصوفة بحجر الرياض، وهي مهيأة لإقامة أنشطة الفنون الشعبية والتراثية. وقد أعيد بناء المسجد المجاور للحصن على النمط العمراني التقليدي للمنطقة ليتناغم المشهد الجمالي في المنطقة. كما روعي اتصال ساحة المصمك من جهتها الغربية مع ميدان العدل. ساحة الصفاة تقع ساحة الصفاة بين الجامع الكبير (الإمام تركي بن عبدالله) وقصر الحكم متصلة بميدان العدل من جهته الغربية. ويفتح على هذه الساحة المدخل الملكي لقصر الحكم وعبرها يتصل القصر بجامع الإمام تركي بن عبدالله على مستوى الأرض وعن طريق جسرين على مستوى الدور الأول. ساحة الإمام محمد بن سعود تشغل هذه الساحة أرضًا مساحتها 14 ألف متر مربع وتتصل من جهة الغرب بسلسلة من الميادين والساحات العامة المفتوحة التي تمثل عنصر الربط الرئيس للمكونات العمرانية في منطقة القصر، والساحة مزروعة بأشجار وشجيرات متنوعة كما أنها مجهزة بأماكن مظللة للجلوس ونوافير تضفي جوًا من البهجة، ويطل عليها قصر الحكم من جهتها الشرقية وأمانة منطقة الرياض من جهتها الجنوبية ومركز المعيقلية التجاري من الجهة الشمالية. ميدان العدل أحد الساحات المفتوحة التي تشكل عنصر الربط بين المواقع الأخرى في المنطقة، وهو الميدان الرئيس لمدينة الرياض حيث تطل عليه العناصر العمرانية الرئيسة بالمنطقة مثل قصر الحكم وجامع الإمام تركي بن عبدالله، إضافة إلى أنشطة إدارية وتجارية ومكتبية. وتبلغ مساحة الميدان 14 ألف متر مربع بأبعاد تتناسب مع ارتفاعات المباني المطلة عليه، وتحده من جهة الشمال مكاتب إدارية تحتها محلات تجارية، وتحده من جهة الجنوب أسواق الأوقاف الخيرية، أما الحد الشرقي للميدان فتشكله أروقة مظللة تحتها محلات تجارية. وتتناثر في أطراف الميدان أشجار النخيل متتبعة اتجاهات حركة المشاة الرئيسة التي تنطلق من الميدان وتصب إليه. ويشكل هذا الميدان امتدادًا لجامع الإمام تركي بن عبدالله، ونقطة التقاء لممرات المشاة التي تتخلل منطقة قصر الحكم، ويعد بهذه المعطيات مكانًا مناسبًا لإقامة الاحتفالات والمناسبات الرسمية والشعبية. ويقف جنوب هذا الميدان برج الساعة الذي رمم واستبدلت ساعته وأبقي ليشير إلى مرحلة من مراحل نمو المدينة.