تشهد منطقة قصر الحكم التي تمثل نواة مدينة الرياض ومنطلق ملحمة تأسيس المملكة بما يليق بمكانتها البارزة من عناية واهتمام يعبر عن وفاء الأبناء لمكانة الآباء ونهوضهم لمواصلة الاضطلاع بأعباء الأمانة تجاه الدين والوطن والأمة، وإنه لمن دواعي الغبطة والاعتزاز أن تقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في هذا العقد الزاخر بمشروع كبير لتطوير منطقة قصر الحكم بهدف إعادة الحيوية والنشاط لوسط العاصمة ليستمر في أداء دوره كمركز سياسي وإداري وتجاري رئيس لها. يمثل مشروع تطوير منطقة قصر الحكم نجاحاً بارزاً في إبراز ملامح الماضي العريق في ثوب عصري ملائم وبجولة في هذه المنطقة ستبرز معالم مركز حضاري نشط استعاد نشاطه وحيويته من خلال برنامج التطوير. وقد استلهم تصميم هذا القصر من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة، إذ يبدو ظاهرياً كأنه مؤلفاً من جزأين: أحدهما جنوبي يتكون من ستة أدوار وهو على هيئة قلعة ذات أسوار و أربعة أبراج في أركانها ترمز ضخامتها إلى القوة والمنعة، إضافة إلى برج خامس في الوسط يشكل مصدر إضاءة وتهوية للأفنية والمكاتب الواقعة تحته. ويلتصق بهذا البرج من جهة الشمال جزء آخر مؤلف من خمسة أدوار. والواجهات الخارجية لهذا القصر شبه مصمتة، فيما تنتشر داخله سلسلة من الفراغات والأفنية متنوعة الأحجام موزعة توزيعاً مرنا تعطي إحساساً بالرحابة والسعة. وأقيم مجمع تجاري داخل القصر وصمم هذا المجمع على هيئة الأسواق الشعبية، إذ يتوسطه عدة أفنية وتتخلله ممرات مغطاة بخيام ومشربيات ويضم هذا المجمع الذي طوره أحد المستثمرين 260 محلاً في الطرف الشرقي لهذا المجمع ولقد أعيد بناء جزء من سور المدينة القديم كما جرى توضيح مساره على الشارع بأحجار بلون مختلفة عن لون الإسفلت في الأجزاء التي تعذرت فيها إعادة بنائها، ويقع إلى الغرب من مجمع سويقة ساحة عامة تحيط بحصن المصمك التاريخي الذي أقيم عند مطلع القرن الرابع عشر الهجري. كما أقيمت عدد من الساحات مثل ساحة المصمك والتي أقيمت هذا الساحة لإبراز الحصن بالشكل اللائق بمكانته التاريخية وتبلغ مساحتها 4500 متر مربع، وقد غرست في الجزء الجنوبي منها صفوفاً من أشجار النخيل فيما غرست أشجاراً وشجيرات أخرى في بقية أجزاء الساحة عدا الجهة الشرقية التي زينت بتنسيق صحراوي التي تنتهي بمدرجات مرتفعة على سطح الأرض للجلوس ولحماية الحصن، ويتخلل هذه الساحة ممرات للمشاة مرصوفة بحجر الرياض وهي مهيأة لإقامة أنشطة الفنون الشعبية والتراثية فيها، وقد أعيد بناء المسجد المجاور لحصن المصمك على النمط العمراني التقليدي للمنطقة وتتصل ساحة المصمك من جهتها الغربية بميدان العدل أنشأت ساحة العدل بمساحة تبلغ الميدان 14 ألف متر مربع بأبعاد تتناسب مع ارتفاعات المباني المطلة عليه، وتحده من جهة الشمال مكاتب إدارية تحتها محال تجارية وتحده من جهة الجنوب أسواق الأوقاف الخيرية أما الجهة الشرقية للميدان فتشكل أروقة مظللة تحتها محال تجارية وتتناثر في أطراف الميدان أشجار النخيل متتبعة اتجاهات حركة المشاة الرئيسية التي تنطلق من الميدان في اتجاهات مختلفة. وأقيمت ساحة الصفات وتقع هذه الساحة بين جامع الإمام تركي بن عبدالله وقصر الحكم متصلة بميدان العدل من جهته الغربية، ويفتح على هذه الساحة المدخل الملكي لقصر الحكم ويتصل قصر الحكم بجامع الإمام تركي بن عبدالله على مستوى الرياض وعن طريق جسرين على مستوى الدور الأول، وقد غرست في هذه الساحة صفوفاً من أشجار النخيل.