أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن المساجد في المملكة لها مكانة كبرى عند القيادة الرشيدة لهذه البلاد المباركة، وتقدم لها العناية الفائقة لجعلها في المكان اللائق بها. والعطاء مستمر. مشيرًا إلى أن الوزارة منذ إنشائها وهي تقوم على رعاية المساجد بدعم متناهٍ من الدولة -رعاها الله-، وأن هذا الدعم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- إلى يومنا هذا؛ إذ جعلت أولى أولوياتها العناية بالمساجد. مقدمًا الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده لأمين -حفظهما الله- على دعمهما المتواصل لكل ما تحتاج إليه بيوت الله كي تكون مهيأة للمصلين، ومكانًا للخشوع والطمأنينة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معاليه عقب جولته التفقدية على عدد من المساجد والجوامع في مدينة الرياض؛ وذلك للوقوف على جاهزيتها لاستقبال المصلين وفق الإجراءات الاحترازية المعمول بها بعد صدور الأمر السامي الكريم بإعادة فتح المساجد ابتداء من اليوم الأحد. ونوه معاليه في افتتاح المؤتمر الصحفي بوعي المواطنين، وأن ولاءهم لهذا الوطن منقطع النظير، وحرصهم على الالتفاف حول قيادتهم الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وأيضًا قوة تعلقهم ببيوت الله التي تمثلت في رغبتهم الملحة ودعائهم الصادق لله أن يرفع هذا الغمة؛ ليعودوا إلى المساجد. مؤكدًا معاليه أن القرار السامي بإعادة فتح المساجد والجوامع يؤكد لنا اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطنين والمقيمين، وحرصها الشديد على سلامتهم. وشدّد معاليه على أهمية أن يلتزم الإنسان بالواجبات التي ينبغي عليه القيام بها، سواء في المحافظة على صحته أو المحافظة على صحة الآخرين. مؤكدًا أن فيروس كورونا المستجد مرض خطير، وينبغي للجميع توقيه، وفعل الأسباب المشروعة التي تضمن -بعد توفيق الله- الحد من انتشاره. وأشاد معاليه بما قدمته قيادة المملكة منذ بدء جائحة كورونا للمواطنين والمقيمين في المملكة وخارجها من خدمات متميزة، كانت مضرب المثل محليًّا ودوليًّا في التعامل مع الإنسان، وبيان مكانته وحرمته. لافتًا النظر إلى أن المملكة تعاملت مع الأزمة بكل تفانٍ وحرص على حياة الناس، ووزارة الصحة قامت بدور كبير ومشكور لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة. وفي رد لمعالي الدكتور آل الشيخ عن هل ستتخذ الوزارة عقوبات وغرامات ضد مَن يحضرون أطفالهم للمساجد غير مراعين التعليمات التي اتخذتها ودعت لها الوزارة في هذا الصدد، قال معاليه: إن العقوبة من الله أشد وأعظم لمن يأتي بأطفاله لمكان قد ينتقل من خلاله المرض إليهم؛ فالله سيحاسبه ويسأله عنهم. ومن المستحسن من الإمام والمؤذن أن ينبها الناس ويحذراهم بخطر ذلك، وإذا لم يلتزم وكرر هذا فتبلَّغ عنه الجهات المسؤولة، ويتعاملون معه وفق أنظمة حقوق الإنسان. ونعتمد على الله ثم على الوازع الديني للمصلي الذي جاء لعبادة الله تعالى. وأضاف معاليه: نحن تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وهو يراعي صحة وسلامة المواطن. مشيرًا إلى أن هناك قيادة، وهناك هيئة عليا، تعمل وتتابع الحدث في كل ما فيه مصلحة للمواطن والمقيم، وتوجه بما تراه، ويأتينا التوجيه بحكم الاختصاص. وفي إجابته عن صلاة المصلين في أوقات الحظر خلال فترتَي العشاء والفجر قال معاليه: إن وزارة الداخلية أصدرت في بياناتها أن المواطن يستطيع أن يصلي بالمسجد القريب له؛ فليس هناك مانع. مشيدًا معاليه بأعمال وزارة الداخلية وأعمال منسوبيها، وعلى رأسهم سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف؛ فهم يعملون بجد في جميع الأوقات في إطار حرصهم على المواطنين ليقوموا بأداء الفريضة بيسر وسهولة. وكشف معالي الوزير آل الشيخ عن أن الوزارة من خلال فروعها في مناطق المملكة ستقوم بجولات رقابية للوقوف على تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة. مبينًا أن كل جهة سوف ترفع تقاريرها بشكل يومي؛ لأننا في حالة أزمة ووباء، والحرص على حياة الإنسان مطلب شرعي، ومن الضرورات الخمس التي فرضها الله على الجميع، منها حرمة الإنسان، والمحافظة على حياته. وجميع الأجهزة الحكومية -كل فيما يخصه- يرفع ما يراه سواء، كان إيجابيًّا أو سلبيًّا. وأشار معاليه إلى أن القيادة الرشيدة -حفظها الله- ستكون على اطلاع تام بما يتم من خلال فترة السماح. مضيفًا بأنه يجب على المواطنين أن يلتزموا بالاحترازات التي تم إعلانها وتأكيدها في وسائل الإعلام والتواصل المختلفة، فإذا طبقوا الأنظمة فلن نرى شرًّا، وسيتقلص هذا الوباء -بإذن الله-. وبيّن معاليه أن الوزارة تقوم الآن بطباعة أكثر من مئة ألف بروشور توعوي بمقاسات كبيرة لشرح الاحترازات بلغات عدة، وهي اللغات الدارجة لدى الجاليات التي تأتي للمساجد. وهناك أيضًا نشرات توعوية وتثقيفية، نُشرت في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك يُمنح الإمام بعض الدقائق لتوعية الناس وتحذيرهم. وعن جانب التوعية والإرشاد لفت معاليه النظر إلى أن الوزارة نفَّذت منذ بدء جائحة كورونا برامج دعوية وإرشادية للتوعية بخطر فيروس كورونا قبل غلق المساجد، تمثلت في 30 ألف خطبة جمعة، وعشرة آلاف محاضرة وندوة علمية، قدمها الأئمة والعلماء والدعاة والأطباء. كما واصلت الوزارة بعد قرار غلق المساجد تنفيذ أكثر من عشرين ألف برنامج دعوي عبر الوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الوزارة والقنوات الفضائية والإذاعات، وسنواصل التوعوية بلغات عالمية. وأعلن الدكتور آل الشيخ أن الوزارة من خلال فرعها بمنطقة الرياض أنهت إجراءات تعيين 500 مراقب مساجد من الرجال و100 مراقبة من العنصر النسائي، إضافة إلى المراقبين الموجودين بالفرع، وسيباشرون أعمالهم خلال الشهر الجاري بعد عقد دورة تدريبية لهم لمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والتعليمات التي أقرتها الوزارة. كما أن جميع فروع الوزارة بمختلف مناطق المملكة تعمل على تعيين مراقبين ومراقبات للمساجد، إضافة للمراقبين الحاليين. ووجّه معاليه في ختام المؤتمر الصحفي الذي حظي بمشاركة كبيرة من ممثلي القنوات الفضائية والصحف كلمة للأئمة، دعاهم فيها إلى بذل المزيد من الجهد لتوعية المصلين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية، والمواظبة على غسل اليدين، وتعقيمها، ولبس الكمامة، وإحضار المصلين سجاداتهم الخاصة. كما حثهم على توعية كبار السن والمرضى بالصلاة في المنازل، وعدم إحضار الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عامًا للمساجد، وتجنب المصافحة، وعدم التزاحم عند الدخول والخروج. مطالبًا معاليه بالتعاون من الجميع، خاصة أن الوباء ما زال موجودًا، ويجب علينا تطبيق هذه الإجراءات الاحترازية التي وجّهت بها وزارة الصحة.