وصف الدكتور الناقد والشاعر محمد بن مريسي الحارثي، في ثنايا حديثه عن كتابه الجديد: «في ديوان البلاغة العربية»، الذي أصدره منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل الثقافي، 2020م، قائلاً: في البلاغة العربية، تجد المعتزلي الذي كان أشعرياً، وتجد الأشعري المتكلم، وتجد الذي لا يحمل لوناً واحداً، ولا رائحة نفاذة، وإنما يسير في ظل غيره، وكل هذا وغيره تجده في غير حقل معرفي، ولتحرير ملف البلاغة من بعض ما علق به، من بعض الشوائب، التي ينبغي التخلص منها، بل نراها من أولويات تحرير الملف، وعدم ارتهانه جهوياً لأشخاص أو جماعات، لما دار حول القول في تأسيس علم البلاغة العربية ورفع بنيانه، وإسناد ذلك إلى شخصين مرموقين في حركة التأليف، هما: الجاحظ، وعبد القاهر الجرجاني، وقد حررنا القول في ذلك، وأعدنا مسار البوصلة البلاغية، إلى مسارها الصحيح في هذا الشأن. وقال الحارثي: ليس هذا هو وحده المحفز لنا على البحث في الديوان، إذ إني أهدف من فتح ملف البلاغة العربية كذلك إلى الوقوف على سيرورة هذا الملف، منذ النشأة، حتى اكتمال رؤيته، في القرن الخامس الهجري تقريباً، وما كان بعد ذلك القرن، لم يكن سوى شروح لمخرجات البحث البلاغي، واستقرار حركته استقراراً يشبه جمود الحركة، وتوقفها، وقلة التجديد لها، مما فتح شيئاً من الأمل، في النظر إلى إمكانية إعادة النظر في تقوية حركتها، وبعثها من جديد، لاستنهاض مواطن القوة في روحها قبل جسدها. وأشار الحارثي، إلى أن فتح ملف هذا الديوان، سيركز على إعادة النظر في الوظيفة اللغوية للبلاغة، من خلال استقراء مواطن قوتها، ومعرفة مدى الوفاء بمهماتها النظرية، والعلمية، متسائلاً الحارثي: هل كانت الوظيفة اللغوية للبلاغة بنية من بنيات اللغة العربية لها علاقاتها العضوية ببنيات اللغة الأخرى، من وضع، وصوت، ونحو، وصرف؟ إضافة إلى متعلقات هذه البنى، حيث أصدر الحارثي كتابه الجديد في هذا الديوان في سبع وأربع مئة صفحة من القطع الكبير، متضمناً ثمانية مباحث، ضم كل منها جملة من الموضوعات، التي استقصى فيه المؤلف قضايا مفصلية في ملف ديوان البلاغة العربية.