لقد عانينا منذ بداية الحظر والحجر من بعض الاختراقات من قبل بعض اللا مبالين واللا مسؤولين الذين لا هم لهم سوى تحقيق رغباتهم الصغيرة والقاصرة، لقد ابتلي المجتمع ببعض العبثيين الذين يريدون أن يوصلونا إلى ما لا نريده ونبتغيه. إن هؤلاء العبثيين فاقوا المخيلة قديمًا وحديثًا، في السلوك المشين، والعقل الصغير، والإصرار على الإضرار بالبلاد والعباد، لقد نزعت من قلوبهم الرحمة، ومن ضمائرهم الأمانة، ومن أرواحهم المسؤولية، لم يسلم منهم الناس ولم يتعظوا، ولم يتورّعوا عن محاولة جلب الأرق والتعب لرجال الأمن الذين يسهرون على راحة الجميع مواطنين ومقيمين، يريدون أن ينكبونا بعبثيتهم وعدم مبالاتهم، وكأنهم لا يعون ولا يدركون ولا يشعرون بأهمية وخطورة هذا الوباء. إن التحرك السريع في ردع هؤلاء العبثيين ومَن على شاكلتهم والقبض عليهم وتحويلهم للجهات المعنية لتطبيق الجزاءات الرادعة في حقهم سيكون عبرةً ودرسًا كبيرًا لغيرهم. إن السعار المحموم عند هؤلاء في كسر الأنظمة والقوانين لا بد أن يقابل بحزم قوي وفاعل وحاسم للجمهم حتى لا يصيبوا الأمة بمقتل. إن مثل هؤلاء مثل من يسارع إلى إمداد المتلبس بقتل أهله بالسلاح، وكأنه يعينه للإجهاز عليهم، وهذا ما يأبأه حتى المجنون الذي لا عقل له. إلى المستنقع الآسن يريد هؤلاء أن يسحبونا بانحدارهم الآثم، واختراقهم لكل الخطوط الحمراء، متنكرين للضوابط والموازين، وهكذا انحدروا من خندق المسؤولية إلى خندق العصيان والشيطان، فأعمالهم تفريط بالأرواح، الشر كامن في نفوسهم، وملفوفون بعباءة الغباء، اصطفوا مع الشيطان ورغبات الأنا في تنفيذ سلوكيات خاطئة، إن الاستهانة بالوطن والمواطنين هي سمة العبثيين، الذين لا يبالون بالنار والدمار، إن هؤلاء من أسوأ المنحدرين إلى سفوح الأنانية المطلقة، وهم إلى جانب ذلك كله يسهمون في إطالة مدة هذا الوباء والبلاء، ومن هنا تبرز خطورة هؤلاء بأعمالهم المنافية لكل القيم والمبادئ السليمة، ولا شيء أنفع للوطن والأمة من ردع هؤلاء بقوة القانون وبعصاه الغليظة.