تضم الطائف سلسلة من المواقع الأثرية والتاريخية، منها السدود الأثرية التي اشتُهرت بها الطائف نظرًا لكثرة أوديتها وبساتينها واعتمادها على مياه الأمطار. ومن هذه السدود سد سيسد الأثري، الذي أُنشئ في عهد معاوية بن أبي سفيان، وتم ترميمه وتنظيف حوضه مما ساعد على حجز كميات كبيرة من مياه الأمطار داخله. ويقع السد داخل متنزه الطائف الوطني. ونظرًا إلى أن الزراعة تمثل المهنة الأولى لسكان الطائف، فقد كان بها أكثر من (70) سدًّا تاريخيًّا، بُنيت في عصور مختلفة من قبل الإسلام إلى عصر صدر الإسلام والخلفاء الراشدين، مرورًا بعهد الدولة الأموية والعباسية والفاطمية، وما زال منها أكثر من (20) سدًّا قائمًا في أُطر معمارية مختلفة، وتصاميم هندسية فريدة، منها ما هو مؤرخ بناؤه بلوح تأسيسي، نُقش على الصخر؛ ليبقى شاهدًا على إنشائه لعصور طويلة. ومن بين السدود سد دغبج، وهو سد قديم على وادي مسيل في حمى النمور من شمالي الهدة، بينها وبين الشرقة والشريف، ولم يتبقَّ منه سوى رسوم قليلة. وكذلك سد الدرويش، وهو أكبر سد في وادي عرضة، ويقع في أسفل الوادي عند التحامه مع وادي قريقير. والسد يتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ويحتجز المياه في متسع كبير خلفه، به مزارع وأشجار معمرة. والسد متهدم من منتصفه، والمتبقي بطول 50 مترًا، وارتفاع 9.8 متر. وهو مشيَّد بصخور كبيرة من وجهَيْه، مع حشوة من الحصى في المنتصف. وسد ثعلبة الذي شُيّد في وادٍ ضيق على بُعد نحو 7 كيلومترات من الطائف، وقد بُني من كتل الأحجار على شكل مربع، ومُلئت الأسوار الموازية بالحصى والصخور الصغيرة. وكذلك سد السملقي في وادي ثمالة، ويرجع تاريخ بنائه إلى عهد معاوية بن أبي سفيان، ويدل نقش تاريخي بصخرة على جانب السد على صحة ذلك؛ إذ يقول نصه: «أمر ببنائه عمرو بن العاص بأمر أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان». ويتميز هذا السد الأثري بحجم صخوره الضخم الذي بُني منه السد، وهندسته الرفيعة. ويوجد أيضًا سد ثلبة على طريق الهدا، وسد قرن بالقرب من مزارع رحاب، وغيرها الكثير من السدود القديمة والبرك الأثرية. ويعد (سد معاوية)، أو ما يُعرف (بسد سيسد)، الواقع على بُعد 12 كلم جنوب شرق الطائف، أحد أشهر السدود الأثرية في الشرق الأوسط، ويقع في وسط منطقة تضاريسها عبارة عن مجموعة من الشعاب والجبال التي تصبُّ مياهها وقت الأمطار في وادي سيسد الذي بُني عليه السد.