حرّكْتِ في عالمِ الألبابِ ما سَكَنا وفي دَهائكِ حَيَّرْتِ الفتى الفَطِنا. بدأتِ في الصّين حتى قال أسْفَهُهُمْ بعيدةٌ فطويتِ الأرضَ والزَّمَنا. وكُنْتِ ألْطَفَ في الأجْسادِ نازِلةً لكنْ أبَيْتِ سوى نثْرِ الدُّنى فِتَنا. مَلكْتِهِمْ لتُذيعي من مَجاهِرهمْ سِرّاً تردّى على إخْفائهِ العَلَنا. فَمُ المَعامِلِ قد أخْرَستِ نَخْوتَهُ فعاد للخَلْفِ إذْ أوْمأتِ مُمْتَهَنا. والطّبُّ ما الطّبُّ ذاك الحصنُ هل وجدوا شُموخَهُ بعد أنْ ذوَّبْتِهِ وَهَنا. ودُستِ فوق أمانيهِ فما الْتَقَطتْ أنفاسَها رِئتاها أُنْهِكَتْ دَرَنا. ولم تُريدي ضجيج العابثين أذى فقُلتِ يا مُدُنَ الضّوضاءِ لا مُدُنا. ما اسْتوقفَتْكِ حدودٌ أين قبضَتُها إذا جوازُكِ لا يرضى بها وطَنا. شُمّ الأساطيلِ نَخَّتْ رغْمَ سطْوتِها لمّا وقفْتِ على هاماتِها سَفِنا. هل كان خطْوُكِ حرْباً أو رأيتِ لها تَخَبُّطاتٍ فقلتِ الآمرون أنا. قلَبتِ عيشَ الورى رأساً على عقِبٍ وأنتِ في الجسْمِ مَنْ مِنّا الذي سُجِنا. ومُجتِ موجَةَ نوحٍ في تفاقُمِها.. لكي تُساوي ذليلَ القاعِ والقُنَنا. وما الأشِعّةُ من كِيمْيائكِ احتَرقتْ أحلامُها إنّما أبقيتِ ومْضَ مُنى. كأنّ في شفَتَيكِ الوعْدَ ملتقماً بُوقَ الخلاصِ وفي إغْضائكِ المنَنا. وأن صوتَكِ أحداثٌ مُبَعْثَرةٌ والسّاردين بدَوا في ذِهْننا سُنَنا. ** **