"طلبك موجود .. انتظر خمس دقائق فقط" وبسرعة البرق تسلل المقيم إلى أحد الأزقة وجاء ب"الشمة" في كيس وأعطاني إياه وقبض الثمن. حدث هذا في شارع الثمانين بجدة, المكتظ بالجنسيات الإفرقية المختلفة: سودانيون وصوماليون وإثيوبيون وإريتريون, ومجهولو الهوية, وآسيويون, وكل ما تريده تجده في الشارع وبسهولة, خاصة :"الشمة" و"السفة"و"التنباك". الكلام كثير الذي يتداول عن الشارع , وكل الممنوعات موجودة, والمخالفات أكثر, ومجهولون يستغلون الحواري والأزقة الضيقة جدا في ترويج الممنوعات. قمنا بجولة في شارع الثمانين بحثاً عن "الشمة" وهل فعلا تباع ب"سهولة"؟ التقينا مقيماً بنغالياً, وسألناه بصراحة: "وين شمة سوداني؟", أجاب بتلقائية "روح قدام فيه بقال يمين", سرنا في الشارع حيث زحمة المحال العشوائية, بباعة تشاديين, وآخرين صوماليين, وإريتريين, ومن كل الجنسيات, وكل يعرض بضاعته بعشوائية , على اليسار وجدت أحد المطاعم سألت أحد العاملين فيه: "سفه سوداني" قال بسرعة , روح محل يمين, مشيراً إلى المحل, وصلت إلى المحل المقصود, وجدت مقيماً يقف أمام بابه قلت له "أريد سفة", رد بصوت منخفض "فيه ..فيه ..فيه", وأردف بسرعة "كم تبي" قلت له بعشرين ريالاً , قال "موجود ..موجود ..جيب فلوس", أعطيته عشرين ريالاً, وكالبرق اختفى في أحد الأزقة المجاورة, وعاد في دقائق حاملاً معه كيساً به "السفة", وأعطاني إياه ودخل إلى المحل, وكأن شيئاً لم يكن. سألت أحد البائعين: هل بيع "السفة موجود" قال: كل شيء هنا في شارع الثمانين موجود "سفة" , "شمة" , "تنباك", عمالة مجهولة, ومخالفون لنظام العمل والإقامة, كلهم يعملون في البوفيهات وفي المحال, وإذا جاءت الشرطة أو الهيئة أو البلدية , اختفى المخالفون في الأزقة , ومن الواضح أن هناك من يعطي لهم إشارة بالهروب، هنا تباع السفة أو التنباك وأنواع أخرى من الممنوعات . و"السفة" عبارة عن تبغ غير محروق تضاف له مواد كثيرة منها : العطرون والتراب والملح والرماد والحنة وهي أنواع منها اليمنية والسودانية والباكستانية، وهي لها أضرار حيث إنها تسبب الإدمان وتشوه اللثة وإصفرار الأسنان وسرطان الفك. وفي اتصال بالشيخ عبدالمحسن العبيكان عن حكم استخدام النشوق أو التنباك أو السفة قال: استخدامها حرام لا يجوز شرعاً.