في الوقت الذي أقرت فيه منظمة الصحة العالمية بأن مرض كورونا الجديد بات وباءً عالميًا، وردت الأخبار عن عودة الحياة تدريجياً لطبيعتها في العاصمة الصينية، وعاد الموظفون مجدداً لأعمالهم، بعد التدابير الصارمة للفيروس، والتي حدت من انتشاره، وردد الخبراء بأن عدد المصابين في الصين سيصبح صفرًا مع نهاية هذا الشهر، بينما تتصاعد أعداد الإصابات في مدن ودول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط. هذا التناقض بين حالتي التفاؤل والتشاؤم تجعل العالم متشككًا، مرتبكًا، ومذعورًا حيال ما يحدث، فلا يعرف أي الفريقين أكثر صوابًا، المتفائلون أم المتشائمون؟ من يتراخى أمام هذه الخطوات الاحترازية المهمة؟ أم من يصاب بالهلع؟ وصحيح أن الصواب أن ينفذ الإنسان كل الخطوات الاحترازية من نظافة مستمرة وتحاشي ملامسة الآخرين وعزل احترازي، ولكن لابد من شفافية المنظمات العالمية والدول المختلفة فيبث المعلومات الصحيحة حول هذا الوباء، فرغم كل هذه الوسائل الإعلامية الجديدة والتواصل الاجتماعي إلا أن هناك خللاً واضحًا في إدارة الأزمة إعلامياً. وقد يحدث خلال هذا الأسبوع أن تعلن منظمة الصحة العالمية أن كورونا الجديد لم يعد وباءً، بل أصبح جائحة، نظرًا لسرعة انتشاره، وخروجه عن السيطرة، وما سببه من اضطراب اجتماعي ومصاعب اقتصادية، مما يتطلب التعامل معه بجدية وصرامة من قبل جميع الدول، بكافة أجهزتها وقطاعاتها، وشعوبها، فالعالم اليوم في خندق واحد، وسرعة تفشي المرض خارج الصين تنذر بخطوة الوضع الإنساني عمومًا، فالأمر لا يحتاج إلى تردد أو مجاملات، كما تفعل الحكومة اللبنانية بشعبها، من تراخي مخجل أمام إيران، وغيرها من الحالات التي تخضع لعوامل سياسية أو اقتصادية، هذا الوباء يحتاج إلى حكومات قرار وحسم، كما فعلت حكومة المملكة ومنذ اللحظات الأولى لانتشار المرض، وفعلت إجراءات احترازية حتى قبل بعض الدول الأوروبية.