استيقظنا على خبر جديد، وتباشرنا خيراً، بإمكانك إنهاء رخصك التجارية بضغطة زر في منزلك، ثم تزاول نشاطك التجاري بكل يسر وسهولة، هذا الكلام جميل جداً، ومحفّز، لكن الحقيقة ليست كالكلام. هناك معاناة مستترة لأصحاب المنشآت الصغيرة، تطحن بلا رحمة تحت تروس الأنظمة القاسية، كل إجراء يستنزف الكثير من الجهد والطاقة والنتيجة إحباط بسبب عدم تكامل الأنظمة كما يجب! كمواطنين مستثمرين نثمّن الجهود التطويرية، لكننا نعاني من الخذلان حين دخلنا دوّامة الإجراءات التي لا تنتهي، الرخص الفورية باستثناء وزارة التجارة، تخبرك بأنه يمكنك إصدارها فوريًا، وفي كل صفحة متطلّبات لجهات، وكل جهة لها اشتراطاتها، وكل صفحة مليئة بالتفاصيل المكررة كرقم السجل التجاري وموقع المنشأة ومساحتها ونشاطها و نفس الدوّامة تتكرر في كل صفحة إلكترونية تقول إنها خدمات، بينما في الحقيقة هي إحباط المواطن المتعب الذي يريد أن يشكّل بصمته في هذا الوطن، يحلم بمنشأة تشارك في اقتصاد الوطن، ليقدّم فرصاً وظيفية لأبناء وبنات هذا الوطن، وعقود استثمارية تنموية في الموارد البشرية والمادية والاقتصادية، كل هذه الأحلام، تتحوّل إلى إحباط حقيقي حين تتحول الرخصة الفورية إلى كابوس يبدأ من اليوم الأول ويستمر إلى شهور وشهور بلا أي فائدة، ولا رخصة ظهرت للمستثمر، رغم اكتمال كل التجهيزات، ولا المستثمر استطاع أن يشغّل مشروعه بسبب نظام استنزف الوقت بلا فائدة. ثم حين تبحث عن من يساعدك في حل هذه الثغرات، لا تجد أحداً يقف معك كما يجب، المستثمر صاحب المنشأة الصغيرة مستهلك الطاقة فحين يذهب إلى الموظف أو يتواصل معه، لا يجد الحل، هو دائماً عالق في المنتصف بين جميع الجهات، ثم ماذا ؟ انتظر الفرج ! أحلم بإجراءات لا تقتل الوقت ولا الحلم، ببشارة سريعة لأصحاب المشاريع، المستقبل للمشاريع التي ستبني البلد، كفانا إجراءات تقتل الأحلام، وتحول دون الرؤى، ما زال لدينا الأمل الكبير بأننا في وطن يدعم المواطن، وكلنا شركاء نجاح، لذلك وجب علينا الاجتهاد أكثر لجعل المواطن المستثمر محرّكاً فعّالاً في اقتصاد البلد من خلال دعم المنشآت الصغيرة تحقيقاً للرؤية العظيمة لبلادي في تحقيق اقتصاد مزدهر من خلال دعم المنشآت، وأكبر دعم لبنائها بالشكل السليم، هو تسهيل الإجراءات. ما زلنا ننتظر أن تتبع الوزارات ذي الجهات المعنية للمنشآت أن تسير على خطى وزارة التجارة في استخدام لغة سريعة، في إصدار رخصها بسرعة دون اللجوء إلى دوّامة الإجراءات، تلك الإجراءات التي نتمنى أن تكون مجرّد ذكرى وانتهت بلا عودة.