تعيش الصين هذه الأيام - مع تفشي وإصابة فيروس كارونا - تعيش مراجعة وإعادة صياغة لجميع أنماط حياتها: السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والثقة العالمية. الصين تساهلت في موضوع الصناعات والإنتاج فقدمت البضائع الرخيصة والإنتاج السريع، قدمته على الجودة ومتانة الإنتاج، فإغراق أسواق العالم بالصناعات والمنتوجات الرخيصة، حتى أصبحت هذه ثقافة وسلوكاً، وحاولوا إقناع العالم أن هذا النمط هو السلوك السائد في العالم الذي تحول إلى مجتمع استهلاكي. هذه النظرة من المخططين والساسة والإدارة العليا في المصانع والشركات جعلت الصين دولة على موعد سنوي مع الفيروسات والجائحة الكبرى التي تضر بالعالم، بسبب الأكل والغذاء بلا حدود في أكل الحيوانات وخشاش الأرض والحشرات البرية والبحرية، لدى مجتمع الصين عبارة وأمثال يفتخرون بها منها ما يقول: الصين تأكل كل شيء يمشي على أربع إلا طاولة الطعام. بمعنى أنهم يأكلون كل أنواع الكائنات التي تمشي على أربع الأقدام واليدين، والذي يزحف ويطير. وجعلوا الانفجار السكاني سبباً، عدد السكان الذي يقارب ملياراً ونصف المليار، في مساحة تعد كبيرة (9) ملايين ونصف المليون كيلومتر مربع، رابع دولة بعد روسيا وكندا وأمريكا في المساحة والأولى في السكان، لكن المساحة قد لا تتفق مع حجم السكان الذي يتقارب كثيراً مع الهند رغم أن مساحة الهند تزيد قليلاً عن (3) ملايين كيلومتر مربع. تقول المعلومات الإعلامية: (تفشي فيروس كورونا الجديد 2019- 2020، ويُسمى أيضًا فيروس كورونا ووهان أو تفشي ذات الرئة الصينية أو ذات رئة ووهان، كان قد حُدد مبدئيًا في منتصف ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين، حيثُ حددت في مجموعة من الأشخاص المُصابين بالتهاب رئوي مجهول السبب، وارتبطت أساسًا بالأفراد الذين يعملون في سوق هوانان للمأكولات البحرية، والذي تُباع فيه أيضًا الحيوانات الحيَّة). ومثل هذه المعلومات تتكرر على العالم من الصين مع اختلاف المدينة والاسم لكنه يصيب الرئة والجهاز التنفسي ومعدي وسريع الانتشار، فالعالم على موعد مع جائحة تأتي من الصين مجانية ورخيصة تكلِّف الصين المليارات وكذلك تكلِّف الدول والصحة العالمية المليارات، وخسائر اقتصادية واستثمارية على الدول والشركات الكبرى، ويكاد العالم يُصاب بشلل تتعطَّل فيه المصالح وتضرَّر التجارة الدولية. لذا المراجعات الصينية لأنماط حياتها واقتصادها وفرض الجودة على الأطعمة أصبح ضرورياً لحماية الدول من الأمراض الموسمية القاتلة، ولحماية الاقتصاد العالمي.