من خلال المدة الطويلة التي عاشها هنا يفترض أن يكون المدرب العربي (نور الدين ابن زكري) قد كوّن فكرة وافية عن كل ناد من أنديتنا الكبيرة تحديدًا، وعن ثقافات وبيئات كل ناد وأنصاره.. وأن ما يمكن أن لا يحرّك ساكنًا لدى أنصار هذا النادي وإعلامه قد يشعل حرائق لدى أنصار وإعلام ناد آخر، فضلًا عن اختلاف الأمزجة.. وذلك في سبيل معرفة كيفية التعامل مع كل طرف بما يتناسب مع بيئته وثقافته ومزاج أنصاره وإعلامه ومنسوبيه. ولكي لا يتعرّض لما تعرض له من حملة ظالمة في أعقاب لقاء فريقه بالفريق النصراوي، كان عليه أن يبادر بالاعتذار أولًا على كونه فكّر في كسب المباراة، والاعتذار ثانيًا على كون النصر قد خرج متعادلًا مع فريقه. ثم إنه كان عليه عدم الخروج من داره إلا بعد الحصول على إذن بذلك ولا سيّما لحضور مباراة الهلال وأبها التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وأقول القشة التي قصمت ظهر البعير لأنها هي التي اضطرت الإعلام النصراوي الى القيام بتلك الهجمة الظالمة، بدعوى أن حضوره مباراة الهلال قد شكّل استفزازًا للنصراويين، إذ لولا حضوره تلك المباراة ما هاجموه اطلاقًا، على اعتبار أنه لم يسئ للنصراويين بشهادة عقلاء الوسط الرياضي؟!. ما يؤسف له أن تضطلع بعض القنوات -المفترض أنها رسمية- بمهمة إشعال وإشغال الوسط الرياضي بقضية (تافهة) كهذه.