كثيرًا ما أفكر بهؤلاء المغمورين، هؤلاء القتلى الذين تغتالهم الآلة العسكرية الوحشية، دون أن يلتفت لشأنهم أحد، دون أن يطالب بدمهم أحد، ومنهم هؤلاء الأبرياء الذين يصعدون بسلام طائرة مدنية، في رحلاتهم، لديهم همومهم وطموحاتهم وأحلامهم الصغيرة. ففي الوقت الذي أقامت إيران مأتمًا ضخمًا لموت إرهابي قتل الآلاف من الشعوب العربية، لم تلتفت لموت 82 مسافرًا إيرانيًا ضمن قتلى من جنسيات متعددة في الطائرة الإيرانية المنكوبة، التي فجرتها منظومة الدفاع الإيرانية المختلة، هكذا هي الحكومات الإرهابية، لا يمكن أن تُعنى مطلقًا بالشعوب، في مقابل جنونها على موت القتلة ومجرمي الحروب. ومن الطبيعي ألا تقيم حكومة الملالي لقتلاها سرادق عزاء كما فعلت مع سليماني، خاصة أنها حتى الآن تنكر أن صاروخًا إيرانيًا أسقط الطائرة الأوكرانية بعد إقلاعها، وتدّعي أن خللاً في الطائرة أسقطها، في الوقت الذي أعلنت كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا رسميًا سقوط الطائرة بصاروخ إيراني، فلا تزال الحماقات السياسية والجهل العسكري مستمرًا، ولعل أبسط معالمه أن ترسل صواريخها غير الذكية دون أن تطلع على حركة الطيران المدني، أو حتى تعلّق الرحلات الجوية المدنية لساعات على الأقل، حفاظًا على أرواح المسافرين من مختلف الدول، تبعًا للمواثيق الدولية! حتمًا هي فضيحة إيرانية بامتياز، فكيف تدخل نزاعات مع دول كبرى، متفوقة عسكريًا واستخباراتيًا، وأنت لا تعرف كيف تؤمن أجواءك، حتى من نفسك، ومن أخطائك البليدة؟