قُتل 12 شخصاً على الأقلّ وجُرح عشرات، في تفجير عبوة خلال عرض عسكري في مهاباد شمال غربي إيران أمس، حمّلت السلطات متمردين أكراداً مسؤوليته. وأفادت قناة «العالم» بأن العبوة الموقتة وُضعت في كيس تحت شجرة صغيرة وسط حشد كان يحضر عرضاً عسكرياً لمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب بين إيران والعراق (1980-1988) والتي أطلقت عليها تسمية «أسبوع الدفاع المقدس». وشملت العروض العسكرية مدناً كثيرة في البلاد. وأعلن علي نكبخت نائب المحافظ في اذربيجان الغربية حيث تقع مهاباد، مقتل 12 شخصاً بينهم 10 نساء وفتى، وجرح 57، لافتاً الى عدم «سقوط أي عسكري» في الهجوم. وبثّ التلفزيون الإيراني صوراً التُقطت لدى حصول التفجير، ظهر فيها جنود يسيرون أمام المنصة الرسمية، سُمع خلاله دوي كبير قبل انبعاث دخان وانتشار حطام وملابس ممزقة. وظهر أيضاً عسكريون يهرعون الى المكان، ونساء يتلقين علاجاً في مستشفى. وقال حاكم محافظة اذربيجان الغربية وحيد جلال زاده إن التفجير حصل على «مسافة 50 متراً من المنصة الرسمية، وسط مجموعة من النساء جئن للتفرج على العرض»، مشيراً الى «استشهاد زوجتي ضابطين بارزين في المدينة». وأكد أن «عناصر إرهابية مناوئة للثورة ارتكبوا هذا العمل الوحشي، انتقاماً من شعب مهاباد الذي كان دائماً يساند القوات المسلحة»، معتبراً أن «هذا الاعتداء العشوائي ردّ على الضربات التي تتكبّدها مجموعات أعداء الثورة من قواتنا المسلحة». وقال: «لا مجال للشكّ في أن هذه العملية تمّت بدعم من الأعداء». وزاد: «كلّ شيء يدلّ على أن هذا الاعتداء مدعوم من الخارج، ومع الأسف من الولاياتالمتحدة والحكومات الحليفة لها في المنطقة، ودعمها لأعداء الثورة أمر ثابت». ومهاباد مدينة قريبة من العراق وتركيا ويقطنها 190 ألف شخص، غالبيتهم من الأكراد والسنة، وكانت يوماً عاصمة جمهورية كردستان في إيران التي أُعلنت من جانب واحد، قبل أن تستعيدها القوات الإيرانية عام 1946. وتشهد المدينة منذ سنوات مواجهات مسلحة بين القوات الإيرانية وتنظيم «حزب الحياة الحرة في كردستان» (بيجاك)، الجناح الإيراني ل «حزب العمال الكردستاني» الناشط في تركيا. ويتجنب التنظيم عادة استهداف مدنيين. في طهران، نظمت القوات المسلحة عرضاً عسكرياً أمام ضريح الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، أفادت وكالة «فارس» بأنه حقق «رقماً قياسياً» إذ شهد «حضوراً متميزاً لعشرين صاروخاً»، إضافة الى معدات وآليات عسكرية، من بينها دبابات ومدفعية ومنظومات رادار. وأشارت «فارس» الى عرض صواريخ أرض-أرض من طراز «سجيل» تعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداها ألفي كيلومتر، وهي الأبعد مدى في الترسانة الإيرانية وتصل الى إسرائيل، إضافة الى صواريخ تعمل بالوقود السائل من طراز «قدر-1»، وصواريخ من طراز «فاتح-110» و «شهاب». وعرضت طهران للمرة الأولى 5 نماذج من طائرتها «القاذفة» من طراز «كرار»، وهذه طائرة من دون طيار كُشف عنها في آب (أغسطس) الماضي، ووصفها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنها «سفيرة موت أعداء» بلاده، إذ انها قادرة على إلقاء قنابل وصواريخ في دائرة شعاعها ألف كلم. وسيّرت إيران للمرة الأولى وحدة من 180 عنصراً من قوات السلام الدولية، مع ناقلات جند مدرعة بيضاء تحمل شعار الأممالمتحدة. وقال قائد الجيش الجنرال عطاء الله صالحي إن إيران «استعدت منذ سنوات لتقديم وحدة من قوات السلام للأمم المتحدة»، مضيفاً أن جنوداً دوليين إيرانيين «نُشروا في مواقع عدة، لا سيما في اريتريا والصومال». وشدد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي على أن «الشعب الإيراني أفشل من خلال صموده، خطط الأعداء وأسقط كل المؤامرات التي حيكت ضد الجمهورية الإسلامية»، كما أصبح «قدوة لسائر شعوب العالم». وعلّق فيروز آبادي على حديث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن «عسكرة» النظام في إيران، موضحاً: «نقول لها إن قدرة إيران العسكرية المتنامية، هدفها فقط ردع أي معتدين محتملين وحماية بلادنا من تهديدات العدو».وقال في خطاب خلال العرض العسكري: «يمكننا أن نؤكد بثقة للشعب الإيراني، أن قوتنا العسكرية هي الأقوى في المنطقة». وأضاف: «لحسن الحظ أن أعداءنا أيضاً يعترفون بتفوّقنا العسكري في المنطقة». في غضون ذلك، اغتيل في العاصمة الإيرانية الدكتور عبد الرضا سود بخش، الأستاذ في جامعة طهران للعلوم الطبية، فيما تعهد رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني لدى لقائه عائلات سجناء سياسيين، بنقل مطالبهم الى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، قائلاً: «آمل بألا يبقى الأمر من دون نتيجة».