عندما يخرج مدرب الهلال الروماني رازفان عبر المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة فريقه أمام العدالة، ويبدي تذمره الكبير من جدولة مباريات الهلال المؤجلة خلال المرحلة المقبلة بعد فراغه من المشاركة في كأس العالم للأندية 2019 التي أُقيمت بالدوحة، وقدم فيها زعيم آسيا مستويات مشرفة للغاية، جعلته يحتل ترتيب رابع العالم، رافعًا اسم المملكة العربية السعودية في هذا المحفل العالمي والكبير، فبكل تأكيد إن رازفان يعي ما يقول، وقد أدرك تمامًا أن فريقه سيكون تحت ضغط كبير جدًّا وغير عادي في مباريات الدوري والمسابقات الأخرى؛ وهو الأمر الذي جعله يتكلم بكل هذه الحدة والغضب. تصريح الروماني رازفان يجب أن يتوقف عنده مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الخلوق ياسر المسحل الذي بكل تأكيد يهمه مصلحة جميع الأندية السعودية دون أي تفرقة، ويتداركوا الظلم الذي سيقع على الهلال من جراء ضغط مبارياته. فمن غير المنطق أن يتم مكافأة الهلال بعد تحقيقه لقب دوري أبطال آسيا بعد غياب كبير للأندية السعودية عن تحقيقه منذ سنوات طويلة بهذا الإجحاف غير المقبول أبدًا. الهلال لم يكن يمثل نفسه بل كان ممثلاً للوطن، والجميع دعمه ووقف معه، وهذا الدعم يجب أن يستمر حتى بعد انتهاء مشاركته الدولية. الهلاليون لا يبحثون عن الدلال والمحاباة لناديهم، بل هم ينشدون فقط أن تكون عدالة المنافسة حاضرة بينه وبين جميع الأندية الأخرى، وهذا حق مشروع لهم؛ فليس من المعقول أن يتم ضغط مباريات الهلال بهذا الشكل الكبير، بينما يلعب منافسوه وسط أريحية تامة بعيدًا عن أي ضغوط في تتابُع مبارياتهم، والحصول على وقت راحة أكثر من الهلال. فلاعبو الهلال معظمهم يمثلون المنتخب السعودي؛ ومن جراء هذا الضغط الكبير لمباريات الهلال في الفترة المقبلة سيكون لاعبوه عرضة كبيرة للإرهاق والإصابات، وسيخسر المنتخب بكل تأكيد خدمات بعض لاعبي الهلال. أي نادٍ يمثل الوطن، ويحقق ما حققه الهلال من منجز كبير، رفع كثيرًا من أسهم الكرة السعودية في القارة الآسيوية، يجب أن يقدَّم له الدعم كافة من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم. والدعم ليس بالضرورة أن يكون ماليًّا، أو من خلال حضور المباريات مثلما كان يفعل أعضاء اتحاد الكرة، وهو أمر يستحقون الثناء عليه، لكن يجب أن يكون دور الاتحاد أكبر وأشمل، وذلك من خلال وضع الحلول كافة لأي فريق يمثلنا خارجيًّا؛ لكي يتفادى أي ضغط ربما يتعرض له بعد انتهاء مشاركته الخارجية، بسبب كثرة مبارياته المؤجلة، وتداخلها مع المسابقات والاستحقاقات الأخرى. فالاتحاد السعودي من أهم مسؤولياته أن يفرض مبدأ عدالة المنافسة بين جميع الفرق السعودية. وما يحدث للهلال فيه تغييب كبير لهذا المبدأ المهم والمطلوب.