حبذا لو بادرت «المجلة الثقافية» بإصدار عدد خاص أو ملف عن الشاعر الأستاذ عمران العمران قبل رحيله عن دنيانا، فلقد طرحت «المجلة الثقافية» اسمه منذ سنوات ضمن قائمة بعض الإخوة المكرّمين في الثقافية، ولم يحن دوره حتى الآن ليكرم! وبودي المشاركة في هذا الملف المنتظر الذي طال ترقبه، فحينما التحقت بالعمل موظفاً في مصلحة المياه، كان الأستاذ عمران العمران مديراً عاماً للمصلحة قبل تقاعده النظامي عام 1412ه، وكان هذا المنصب آخر محطة له في عالم الوظيفة، إذ ما لبث بعدها أن انزوى وآثر الصمت والابتعاد عن الحياة الثقافية، بعد أن أعاد طباعة بعض كتبه القديمة، وجمع بعض مقالاته القديمة ونشرها في كتابين جديدين. وقد علمت من الصديق د. عبدالله الحيدري حينما كان رئيساً لمجلس إدارة النادي بالرياض، أنه عرض على الأستاذ عمران أن يكرِّمه النادي فاعتذر، وهو أحق من غيره بهذا التكريم الذي لم يسع له، ولم يحفل به، وكان لسان حاله يقول مع الشاعر: وأول كتاب اقتنيته من مؤلفات الأستاذ عمران هو كتاب «من أعلام الشعر اليمامي» بطبعته الأولى القديمة، والمطبوع في مطابع الرياض عام 1377ه. اشتريته بثمن بخس من إحدى مكتبات الكتاب المستعمل قبل 30 سنة، وما زلت محتفظاً به، ثم اقتنيت بعد ذلك كل مؤلفاته، إضافة إلى ديوانه الوحيد «الأمل الظامئ» الصادر عن جمعية الثقافة والفنون بالرياض، والقارئ لهذا الديوان سيلحظ اهتمام الشاعر وتفاعله مع قضايا أمته العربية، وتصويره لواقعها الأليم، فهناك عدة قصائد كتبها أثناء ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي البغيض، وقصيدة أهداها إلى زعماء الجزائر الخمسة الذين اختطفتهم فرنسا، وقصيدة نظمها عقب فشل العدوان الثلاثي على قناة السويس، ومع أنه عرف عنه رفضه القاطع للحوارات الصحفية، فإنه وافق في الحال ودون تردد حينما أبديت له رغبتي في إجراء حوار مطول معه، نشر في المجلة العربية على حلقتين، وسيظل هذه الحوار من المراجع المهمة لمن يريد أن يتعرَّف على الأستاذ عمران عن كثب. وعلى الرغم من مرور 15 عاماً على نشر ذلك الحوار، فإننا ما زلنا ننتظر بشوق صدور السيرة الذاتية للأستاذ عمران ونتطلع أن يفاجئ الوسط الثقافي قريبا بإصدارها،، فليس ثمة شك أنها ستكون سيرة باذخة، وحافلة بالأحداث والمواقف التي كان شاهداً عليها. ** **