تمر علينا الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم، والبلاد ترفل في ثياب الخير والنماء والرخاء، في عهد الحزم والعزم والعطاء والتنمية والقرارات الصائبة الحكيمة الهادفة إلى تحسين معيشة المواطن وتكريس دعائم الأمن والاستقرار. وقد حققت حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-، خلال السنوات الخمس الماضية ريادة المملكة على مختلف المجالات، وأرست استراتيجية حازمة في مواجهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، والتعامل معها بحكمة وذكاء، بما يحفظ مكانة المملكة إقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص مواجهة الارهاب بأشكاله وصوره كافة بكل قوة وحزم وتجفيف منابعه، والوقوف بالمرصاد لكل متربص أو طامع أو عدو أو مهدد لأمن المملكة بأي وسيلة كانت وتحت أية ذريعة. ولا شك أن النظرة العميقة، والرؤية الثاقبة، لخادم الحرمين الشريفين، وحصافته وحنكته في معالجة الأمور عززت مسيرة التنمية، وأسهمت في اتخاذ القرارات الحكيمة في سبيل حفظ مكانة المملكة وهيبتها واستمرار دورها الطليعي وتأثيرها القوي على مجريات الأحداث الاقتصادية والسياسية والأمنية على المستوى الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى حرص المملكة على وضع اللبنات الأولى لتعزيز التضامن العربي والتعاون الإسلامي، والنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، من خلال المؤتمرات التي استضافتها المملكة، وتمخضت عنها أحلاف دولية فاعلة -لأول مرة- بقيادة المملكة العربية السعودية تعمل على مكافحة الإرهاب بكل قوة، وتحقيق الأمن والاستقرار وحفظ توازن القوى في المنطقة. وفي ضوء الخطط والمبادرات الهادفة التي جسدت حكمة القيادة الرشيدة -أيدها الله- قطعت المملكة شوطاً بعيداً في تعزيز قدرات الاقتصاد السعودي والتوسع في الاستثمار والتنمية، فضلاً عن الوثبات الكبيرة على صعيد التحول الرقمي والحوكمة وتعزيز المحتوى المحلي، وتوليد الفرص الوظيفية النوعية للشباب والشابات السعوديين، والتقدم في مجال الاستفادة من العنصر النسائي وتحقيق المزيد من المكاسب للمرأة كي تؤدي دورها في البناء والتنمية، وغيرها من التطورات على المستوى الاجتماعي والثقافي والرياضي، التي لا يتسع المجال لحصر تفاصيلها. فضلاً عن البعد الاستثماري الذي أصبح علامة فارقة في هذا العهد الزاهر المبارك، حيث أصبحت بلادنا -ولله الحمد- قبلة المستثمرين من كل حدب وصوب، كما هي قبلة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، وهذا بفضل الله تعالى ثم بالجهود التي بذلت لجعل المملكة بيئة استثمارية جاذبة على مستوى العالم. نسأل الله تعالى أن يحفظ القيادة الرشيدة ذخراً للوطن وللأمتين العربية والإسلامية، ويحفظ بلادنا من كل شر، ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، إنه سميع قريب مجيب. ** **