خمس سنوات مضت على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، وهي بمقياس الشهور والسنوات تعد فترة قصيرة جداً، لكنها في مضمونها ومحتواها ومكاسبها شكلت حقبة واسعة من المنجزات والبناء والتنمية والعطاء فاقت التصورات ولامست كل التطلعات والاحتياجات، وارتكزت على التوسع والتنوع في المشاريع التي شملت مختلف القطاعات، وكذلك على تنوّع الموارد وتعددها وابتكار مصادر جديدة للدخل، وشملت تطور الخدمات، والإصلاحات والبنيات الأساسية لكثير من القطاعات، وجعلت التعليم نقطة الانطلاق الأولى، والتقنية أداة العصر ووسيلته الحديثة، والمورد البشري فرس الرهان الذي لا يخسر. ومن سمات هذا العصر الزاهر الميمون، عصر الملك سلمان، عصر الحزم والعزم، تفعيل الرؤية الثاقبة، التي أكسبت الاقتصاد السعودي المزيد من القدرة والمتانة في مواجهة الكثير من التحديات والأزمات التي عصفت بالكثير من اقتصادات العالم الشهيرة، فضلاً عن التوازن الاقتصادي، وسياسة إدارة النفط، وإدارة المال، ووضع الخطط الكفيلة بحماية الاقتصاد في ظروف استثنائية بالغة التعقيد، وإضافة المزيد من القطاعات الحديثة التي ترفد الاقتصاد بقوة، وتشكّل رقماً مهماً في الحاضر والمستقبل، وكذلك تطور وتعدد فرص الاستثمار، مما جعل المملكة بيئة جاذبة للمستثمرين الدوليين على نطاق واسع، وأكثر أماناً لرؤوس الأموال المحلية والخارجية. ومن أبرز الإصلاحات والمنجزات التي صاحبت المسيرة المباركة في هذا العهد الميمون منح المرأة المزيد من المزايا والحرص على توفير كل متطلبات تعليمها وتدريبها وتوظيفها، وتسهيل كل أمورها، وإزالة العقبات من أمامها، وإتاحة الفرصة لها للإسهام في البناء والتنمية بشكل أوسع. السنوات الخمس المباركات التي مضت منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في البلاد، جسدت الحنكة والحكمة والرؤية العميقة التي يتمتع بها - حفظه الله- وعكست الجهود المخلصة المبذولة من القيادة الرشيدة لأجل تحسين معيشة المواطنين ورفع وتيرة التنمية والبناء، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وتوفير شتى الخدمات الاجتماعية في جميع المجالات. وقد أثمرت تلك الجهود والرؤى والأفكار عن نقلة نوعية على مستوى التنمية الاقتصادية والاستثمارات والتنمية الاجتماعية، وكذلك البداية الموفقة لحلحلة مشكلة الإسكان المزمنة، من خلال تنفيذ القرارات والبرمج المدروسة في هذا الصدد، وفق خطط منهجية علمية واقعية، كما تجسدت الرؤية الحكيمة من خلال إطلاق المشروعات العملاقة، التي حظيت بالتوجيه والدعم والمساندة من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالإضافة إلى الاهتمام بمرافق التعليم والتدريب والتقنية والصحة والعناية بالخدمات واحتياجات المواطن والعمل على تطويق مشكلة البطالة، وتطوير البنى التحتية، والإصلاح الإداري، وغيرها من التطورات التي جسدت مضامين وأهداف الرؤية الثاقبة 2030 . بتوجيهات كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله. في هذه المناسبة السعيدة نجدِّد البيعة لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، سائلين الله تعالى أن يمتعهما بالصحة والعافية، ويمدهما بعونه وتوفيقه، ويحفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار. ** **