نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - شهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكةالمكرمة مساء أمس الأول احتفال منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها، تحت شعار «متحدون من أجل السلم والتنمية»، وذلك بقاعة ليلتي بجدة. وقد أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية في كلمته أن المنظمة دافعت عن القضايا الإسلامية خلال العقود الماضية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية الهاجس الأكبر للأمة العربية والإسلامية وهي محور اهتمامنا ومحط أنظارنا حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرّف في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، والرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف، وأن المنظمة وقفت بكامل جهودها مع قضايا الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية والتي كان آخرها الوقوف إلى جانب المسلمين الروهينجيا، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة جامبيا الشقيقة، حيث قامت اللجنة برفع دعوى قضائية في 11/ 11/ 2019م ضد جمهورية اتحاد ميانمار أمام محكمة العدل الدولية لانتهاكها اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال أعمال الإبادة التي تبنتها وقامت بها وتغاضت عنها ضد الروهينجيا. وقال سموه إن المنظمة أنشأت وحدة متخصصة للسلم والأمن، حيث كان للمنظمة دور فاعل في جهود تحقيق السلام والأمن والاستقرار في مالي وإفريقيا الوسطى، الأمر الذي كان محل تقدير من قبل الشركاء الدوليين، كما شهدت المنظمة على توقيع الإعلان الدستوري في السودان واضطلعت بدور مهم في عملية السلام في الفلبين، مشيراً إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى من خلال إنشائها لمرصد الإسلاموفوبيا إلى مراقبة حالات العنف والكراهية بهدف توثيقها وتقديمها على وجه الخصوص إلى مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة، وإلى زيادة الوعي العالمي بالخطر الواضح الذي تمثِّله الإسلاموفوبيا وباقي السياسات والممارسات التمييزية ضد المسلمين كما نجحت المنظمة في الحفاظ على الهوية الإسلامية والقيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة عن الأمة الإسلامية عبر التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة، والتعريف بالصورة الصحيحة للثقافة الإسلامية، من خلال إنشائها للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، مؤكداً أن المنظمة حققت نجاحات اقتصادية وتنموية بالتعاون مع مؤسساتها المتخصصة مثل البنك الإسلامي للتنمية، حيث بلغ حجم التجارة البينية للمنظمة حوالي (644) مليار دولار أمريكي لعام 2017م، مقابل (556) مليار دولار أمريكي لعام 2016م، وذلك يمثِّل ارتفاعاً بنسبة 15 % للتجارة البينية للدول الأعضاء في المنظمة، كما أن هناك مخطط عمل عشري جديداً 2016م - 2025م في طور التنفيذ يهدف إلى تحقيق حصة 25 % من التجارة البينية لمنظمة التعاون الإسلامي في أفق عام 2025م بالتعاون مع جميع مؤسسات ودول المنظمة، وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى. ونوَّه سموه بعمل صندوق التضامن الإسلامي الذي أسهم بجهود كبيرة في إنشاء المشاريع في عدد من الدول الإسلامية، حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة والممولة من الصندوق خلال العام 2018-2019م تسعة وأربعين مشروعاً بقيمة تجاوزت أربعة ملايين دولار أمريكي استهدفت احتياجات ومصالح الشعوب الإسلامية في 12 دولة شملت العديد من القطاعات من أبرزها الطوارئ والجامعات والمدارس. وقال سموه على الرغم من الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة المنظمة إلا أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس منظمتنا العريقة يمثِّل فرصة مهمة لتقييم مسيرتنا ودراسة أوجه التطوير والدعم لآليات عمل المنظمة لتتواكب مع معطيات العصر الحديث ومتطلبات تحقيق السلم والتنمية لشعوبنا. من جانبه أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين أن عمل المنظمة على مدى خمسين عاماً لم يكن ليكتمل لولا جهود قادة الدول الأعضاء الذين آمنوا بأهداف المنظمة، حتى صارت نموذجاً للعمل الإسلامي المشترك الذي يشمل جميع المجالات، منوِّهاً بجهود المملكة في تطوير قطاعاتها التنموية المختلفة عبر رؤية 2030 التي تهدف إلى النهوض بالاقتصاد وتنويع الاستثمار. بعدها جرى تكريم شخصيات إسلامية على هامش الاحتفالية لإسهاماتها الكبيرة في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي.